تهنئة مفتي عُمان لطالبان تناقض خيار التحفظ الخليجي

مفتي السلطنة يهنئ الشعب الأفغاني على ما اعتبره نصراً على الغزاة بعد سيطرة طالبان على البلاد وهو أول موقف مؤيّد لسيطرة الحركة الإسلامية المتشدّدة على البلاد من قبل شخصية دينية خليجية رفيعة المستوى.
موقف مفتي عمان ياتي رغم ان انتصار طالبان يخدم دولا معادية للخليج مثل ايران

مسقط - ظهر أن القيادات الخليجية باتت متحفظة في إبداء رأيها بشان التطورات المتسارعة في أفغانستان خاصة مع سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابول وفرار الرئيس الأفغاني اشرف غني خارج البلاد.
لكن مفتي سلطنة عمان أحمد بن حمد الخليلي، أعلى سلطة دينية في الدولة الخليجية، هنأ الإثنين الشعب الأفغاني على ما اعتبره "نصراً على الغزاة" بعد سيطرة حركة طالبان المتطرّفة على البلاد.
وهذا أول موقف مؤيّد لسيطرة الحركة الإسلامية المتشدّدة على البلاد من قبل شخصية دينية خليجية رفيعة المستوى، علماً أنّ حكومات المنطقة اكتفت بالدعوة إلى حفظ الاستقرار وحماية الشعب والممتلكات.
وكتب المفتي على حسابه في تويتر "نهنّئ الشعب الأفغاني المسلم الشقيق بالفتح المبين والنصر العزيز على الغزاة المعتدين ونتبع ذلك تهنئة أنفسنا وتهنئة الأمة الإسلامية جميعاً بتحقيق وعد الله الصادق".
وأضاف "نرجو من الشعب المسلم الشقيق أن يكون يداً واحدة في مواجهة جميع التحدّيات وأن لا تتفرّق بهم السبل وأن يسودهم التسامح والوئام".
ولا يعرف وجود علاقات بين حركة طالبان والسلطات العمانية في حين سبق وأقامت الحركة علاقات مع السعودية  فترة حكمها قبل سقوطها إبان الغزو الأميركي في 2001.
ويرى مراقبون ان انتصار طالبان يخدم المحور التركي القطري حيث ترتبط الدوحة بعلاقات قوية مع الحركة الأفغانية المتشددة.
كما ان انتصار طالبان يخدم المصلحة الإيرانية حيث يرى مراقبون أن الهزيمة الأميركية ستمنح إيران وميليشياتها في العراق جرأة أكبر لمحاولة التوسع الإقليمي في المنطقة.
وقامت ايران بالتودد لحركة طالبان وسط توقعات بتبادل البعثات الدبلوماسية مع اعتراف طهران بحكومة تضعها طالبان.
وبعد وجود عسكري غربي استمرّ عقدين، أصبحت أفغانستان منذ الأحد في قبضة عناصر طالبان الذين انتشروا في شوارع كابول واستقرّوا في القصر الرئاسي بعدما انهارت القوات الحكومية وغادر الرئيس أشرف غني البلاد.
وكانت حركة طالبان شنّت هجوماً خاطفاً في أفغانستان في أيار/مايو بالتزامن مع بدء الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي سحب ما تبقى من قواتهما.
وفرضت حركة طالبان نظاماً إسلامياً متطرفاً عندما حكمت أفغانستان بين عامي 1996 و2001 ، فمنعت النساء من الخروج من المنازل وحظرت الترفيه ونفّذت إعدامات علنية.