تواجد عسكري هندي مستمر في الخليج بعيدا عن التحالف الأميركي

سفينتان حربيتان هنديتان مكلفتان بمرافقة السفن التجارية تدعمهما طائرة استطلاع ستبقيان لفترة أطول في المنطقة استجابة لدعوة ترامب إلى كبار مشتري نفط الشرق الأوسط لحماية ناقلاتهم من التهديدات الإيرانية.
الهند لن تكون جزء من تحالف عسكري تحشده الولايات المتحدة لتأمين الملاحة قبالة إيران
السلطات الهندية لا تنفي وجود تنسيق مع واشنطن لحماية السفن في الخليج
الناقلات الأميركية تزود السفن التابعة للبحرية الهندية في الخليج بالوقود
الهند ترفض ان تكون في مواجهة مباشرة مع ايران باعتبارها شريكا رئيسيا في تزويد نيودلهي بالطاقة

نيودلهي - قال مسؤولان مطلعان إن سفينتين حربيتين هنديتين مكلفتين بمرافقة السفن التجارية ستبقيان لفترة أطول في الخليج، وذلك مع تصاعد التوتر بين إيران والقوى الغربية.

لكن المسؤولين أضافا أن السفينتين اللتين تدعمهما طائرة استطلاع لن تكونا جزءا من تحالف عسكري تحشده الولايات المتحدة لتأمين الملاحة قبالة إيران قرب مضيق هرمز الذي تمر عبره خمس إمدادات النفط العالمية.

وترافق السفينتان الحربيتان السفن التي ترفع علم الهند عند الدخول والخروج من الخليج وخليج عمان منذ يونيو /حزيران في أعقاب هجمات على ناقلات ألقت الولايات المتحدة بالمسؤولية عنها على إيران التي تنفي ذلك.

وقال مسؤول مطلع "لن يتوقف هذا، في ضوء الوضع الحالي سنظل هناك في المستقبل المنظور".

لن يتوقف هذا، في ضوء الوضع الحالي سنظل هناك في المستقبل المنظور

وتعمل السفن الحربية الهندية عادة في مواقع أقرب إلى المياه الإقليمية للهند، غير أنها بدأت العام الماضي الانتشار في مناطق بالمحيط الهندي تمتد من مضيق ملقة في جنوب شرق آسيا إلى قبالة سواحل أفريقيا، في إطار الرد على اتساع نفوذ الصين في المنطقة.

لكن مسؤولا هنديا ثانيا مطلعا على سياسة بلاده في المنطقة قال إن العملية البحرية في الخليج تأتي أيضا استجابة لدعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى كبار مشتري نفط الشرق الأوسط لحماية ناقلاتهم.

وذكر أن القضية نوقشت خلال اجتماع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي مع ترامب على هامش قمة العشرين في اليابان الشهر الماضي، وأن مودي أبلغ الرئيس الأميركي بأنه أرسل سفنا لحماية السفن التي ترفع علم الهند.

ويضغط ترامب على الحلفاء الأوروبيين والآسيويين للاضطلاع بمسؤوليات أمنية ولا يعولوا على الولايات المتحدة وحدها.

الجيش الاميركي في الخليج
واشنطن ترفض ان يعول الحلفاء الاوروبيون والاسيويون على الجيش الاميركي لحماية ناقلاتهم في الخليج

وفي تطور يزيد من حدة التوتر في المنطقة، قالت إيران الخميس إنها احتجزت ناقلة أجنبية تهرب الوقود في الخليج، وقال القائد العسكري الأميركي في المنطقة إن الولايات المتحدة ستعمل "بدأب" لضمان حرية الملاحة.

التزود بالوقود

ولا تعتزم نيودلهي الانضمام رسميا لقوات متحالفة في المنطقة لأسباب تعود أساسا إلى أن ذلك سيضعها في مواجهة مباشرة مع إيران التي تربطها بها علاقات طويلة على صعيد السياسة وقطاع الطاقة. كما أن الهند لم تنضم يوما لقوات أجنبية مشتركة وفقا للمسؤول الأول الذي أوضح أن بلاده تفضل العمل تحت راية الأمم المتحدة.

والهند هي ثاني أكبر مشتر للنفط الإيراني بعد الصين.

وقال المسؤول "سننفذ إجراءات الحماية على السفن التي ترفع علم الهند. حتى الآن وفرنا الأمن لما يقرب من 24 سفينة".

لكنه أشار أيضا لوجود تنسيق مع الجيش الأميركي إذ أن بلاده لديها اتفاق دعم لوجيستي مع الولايات المتحدة.

وأضاف أن أسطولا ضخما من الناقلات الأميركية يزود السفن التابعة للبحرية الهندية في الخليج بالوقود ومن المتوقع أن تتواصل مثل تلك المساعدات مع استمرار العملية لأجل غير مسمى.

ولم تتعرض أي سفن تجارية هندية حتى الآن لأي هجمات أو حوادث في المنطقة.

القوات الايرانية في الخليج
ايران مستمرة في تهديد الملاحة البحرية في مضيق هرمز رغم التحذيرات الغربية

وقالت شركات أمنية إن شركات الشحن تعين حراسا غير مسلحين لحراسة السفن في رحلاتها عبر الخليج، وذلك كإجراء إضافي للسلامة بعد موجة هجمات في المنطقة.

وزاد التوتر في العلاقات بين إيران والغرب بعد أن احتجزت بريطانيا ناقلة نفط إيرانية في جبل طارق هذا الشهر. وقالت بريطانيا كذلك الأسبوع الماضي إن سفينة حربية تابعة لها اضطرت لإبعاد سفن إيرانية كانت تسعى لمنع ناقلة بريطانية من المرور في مضيق هرمز.

ومع تنامي خطر التصعيد، حثت اتحادات ملاحية شركات الشحن التجاري على تجنب استخدام حراس أمن مسلحين في مناطق حساسة مثل مضيق هرمز الذي يمر عبره خمس إمدادات النفط العالمية.

وتلجأ بعض شركات الشحن إلى شركات أمن ذات خبرة لمساعدتها في مجموعة من القضايا، من توجيه المشورة لقائدي السفن إلى مراقبة سفينة فوق مستوى سطح الماء حيث يمكن وضع ألغام لاصقة.

وتعمل شركات الأمن الخاصة التي توفر طواقم مسلحة في المنطقة رغم أنه مصرح لها فقط بعمليات مكافحة القرصنة. ولا يواجه المتخصصون غير المسلحين القيود نفسها.