توافق أميركي إيطالي حول قوة مهام للتصدي لداعش افريقيا

إيطاليا تقدم مبادرة لمواجهة تهديدات تنظيم الدولة الإسلامية في أفريقيا مع تمدد التنظيم المتطرف في منطقة الساحل الإفريقي وإعلان فرنسا عزمها إنهاء مهمة عملية برخان والاكتفاء بالمساعدة اللوجستية والتدريب.
واشنطن ترحب بفكرة توسيع مهمة التحالف الدولي ضد داعش لتشمل إفريقيا
انهارت 'دولة الخلافة' في سوريا والعراق، فظهر تنظيم أشرس في إفريقيا
تمدد داعش في افريقيا يثير قلقا دوليا

روما - قدمت ايطاليا اليوم الاثنين مبادرة لتعزيز جهود مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية في إفريقيا في الوقت الذي وسع فيه التنظيم المتطرف نطاق نشاطاته الإرهابية متنقلا من منطقة إلى أخرى، بينما لم تنجح مهمة برخان العسكرية الفرنسية في كبح تمدده بعد سنوات من اطلاقها.

واضطرت فرنسا التي تتعرض لانتقادات داخلية وسخطا في إفريقيا لتقليص مهمتها ضمن عملية إعادة انتشار، مراهنة على دعم أوروبي وأميركي لقوات دول الساحل الإفريقي المشتركة في مواجهة داعش وأفرعه المتناثرة في أكثر من منطقة.     

ودعا وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو اليوم الاثنين إلى تشكيل قوة مهام دولية لمواجهة تهديدات تنظيم الدولة الإسلامية في أفريقيا، معبرا عن قلقه إزاء انتشار التنظيم في القارة.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي كان يتحدث بعد اجتماع في إيطاليا استهدف تجديد جهود محاربة المسلحين الإسلاميين، إنه يؤيد المبادرة الإيطالية.

وفي الأسابيع الأخيرة، حقق أتباع تنظيم الدولة الإسلامية مكاسب في نيجيريا ومنطقة الساحل الأفريقي وموزمبيق وجمهورية الكونغو الديمقراطية وهو ما ساعد التنظيم على تعويض الانتكاسات التي مني بها في الشرق الأوسط.

وقال دي مايو للصحفيين وهو يقف بجوار بلينكن "بدعم من الولايات المتحدة وشركاء آخرين كثيرين، اقترحت تشكيل قوة مهام لأفريقيا لتحديد ووقف التهديدات المتصلة بالدولة الإسلامية في القارة".

وقال إن الدول الأفريقية التي لم تكن في البدء جزء من التحالف المناهض للدولة الإسلامية، ومن بينها بوركينا فاسو وغانا وموزامبيق، تمت دعوتها لاجتماع اليوم وهو أول اجتماع مباشر للتحالف منذ عامين.

وقال التحالف في بيان إنه يرحب أيضا بالدول الأعضاء الجدد فيه وهي جمهورية أفريقيا الوسطى والكونغو وموريتانيا واليمن، التي انضمت إلى الدول الثماني والسبعين وخمس مؤسسات تنتمي إليه. ولم يدل دي مايو بتفاصيل أخرى حول ما ستفعله قوة الطوارئ المقترحة لأفريقيا.

ومع ذلك فإنه من المرجح أن تواصل القوة العمل الذي أنجزته القوات الفرنسية في منطقة الساحل الأفريقي منذ عام 2013. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الشهر إن العملية الفرنسية ستنتهي في الوقت الذي تعمل فيه القوات الآن في إطار جهود دولية أوسع في المنطقة.

وقال بلينكن "دعوني أقول بوضوح شديد إننا نؤيد المبادرة الإيطالية بشدة لضمان أن ينقل التحالف المناهض لداعش خبرته إلى أفريقيا، بينما تبقى عيوننا مفتوحة على سوريا والعراق عن قرب".

ويثير تعاظم نفوذ التنظيم وإعادة هيكلته قلقا كبيرا لأن هذا الأمر يعني أن تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية غرب إفريقيا، بات يسيطر على أجزاء أكبر من المنطقة ولديه المزيد من الرجال والسلاح.

وشكل تنامي قوة تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية غرب إفريقيا منعطفا حساما في ضخم صراع على النفوذ مع تنظيمات جهادية أخرى في المنطقة أبرزها تنظيم بوكو حرام النيجيري.

وتسيطر جماعتان جهاديتان متنافستان على أجزاء كبيرة من منطقة بحيرة تشاد في نزاع مستمر متواصل منذ نحو 12 عاما، إلا أن تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية غرب إفريقيا بات الأقوى.

وتزايدت حدة الخصومة مع حركة بوكو حرام الإسلامية منذ عدة سنوات وساهمت في إضعاف الطرفين، لكن يبدو أن فرع داعش في غرب إفريقيا الذي صار الجماعة المهيمنة، يسيطر بوضوح وبشكل واسع على المنطقة.

ونافس الفرع الغرب إفريقي لداعش جماعة بوكو حرام وهي أقوى الجماعات المتطرفة في المنطقة وأكثرها دموية، لينهي أزيد من عقد من سطوة التنظيم النيجيري الذي خسر كثيرا من المناطق الإستراتيجية.

وانهار مشروع دولة 'الخلافة' المزعومة في العراق وسوريا مع انحسار نفوذ التنظيم الدموي ومقتل معظم قادته بمن فيهم زعيمه أبوبكر البغدادي وتشتت بقاياه إلى مجموعات مسلحة لاتزال بعضها تنشط في المناطق الصحراوية للبلدين الجارين، إلا أن التنظيم أطل برأسه مجددا أكثر قوة في غرب إفريقيا حيث تنتشر جماعات جهادية أبرزها تنظيم بوكو حرام النيجري الذي لم يلق حاضنة شعبية واعتمد على أسلوب داعش الدموي في فرض نفسه مخلفا عشرات آلاف القتلى ومئات آلاف النازحين والمشردين.

وأعدم تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية غرب إفريقيا عشرة من قادة بوكو حرام في حين انضم ثلاثون من الأعضاء البارزين في هذه الجماعة الأخيرة إليه وفق مصادر قريبة من الاستخبارات وسكان في المنطقة.

وتفيد مصادر أمنية بأن التنظيم عين قائدا على غابة سامبيسا هو أبومصعب البرناوي نجل مؤسس بوكو حرام محمد يوسف، الذي سبق واختاره تنظيم الدولة الإسلامية في 2016 لقيادة الحركة الجهادية في المنطقة.