توافق أميركي عراقي على تهدئة التوترات

السفير الأميركي يبحث مع الرئيس العراقي آخر المستجدات على الساحة العراقية المتوترة بعد أيام قليلة على إحياء فصائل شيعية موالية لإيران الذكرى السنوية الأولى لمقتل قائد فيلق القدس ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في غارة أميركية.
العراق يخشى شن فصائل موالية لإيران هجمات على القوات الأميركية
الميليشيات الشيعية تلقت تعليمات من إيران بتخفيف التوتر حتى تنصيب بايدن

بغداد - أكد العراق والولايات المتحدة اليوم الخميس على ضرورة تخفيف التوتر والتصعيد في المنطقة واللجوء إلى الحوار لحل الخلافات.

وتسود مخاوف في العراق من انفجار أمني خطير على خلفية التوترات التي لم تهدأ منذ أشهر طويلة بين واشنطن وطهران والتي تأججت في الذكرى الأولى لمقتل قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي الذي يضم فصائل مدججة بالسلاح موالية لإيران.

وشدد الرئيس العراقي برهم صالح لدى استقباله السفير الأميركي لدى بغداد ماثيو تولر في مقره بقصر السلام على ضرورة التهدئة وهو الموقف ذاته الذي أكده تولر.

ويجري البلدان مباحثات تحت اسم "الحوار الاستراتيجي" لتنظيم العلاقات بينهما على مختلف الأصعدة وخاصة مسألة تواجد القوات الأميركية في العراق.

وقال بيان صادر عن مكتب الرئاسة العراقية، إن لقاء صالح وتولر "تناول إضافة إلى العلاقات الثنائية، آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية".

وأكد الجانبان على "أهمية تخفيف التوترات ورفض التصعيد ودعم جهود تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة واستخدام لغة الحوار في حل المسائل العالقة واحترام السيادة ورفض التدخلات والاعتداءات".

وتخشى أوساط عراقية رسمية وسياسية من أن تعمد فصائل موالية لإيران إلى شنّ هجمات انتقامية على القوات والمصالح الأميركية ثأرا لسليماني والمهندس اللذين قتلا في غارة أميركية استهدفت موكبهما على طريق مطار بغداد الدولي في الثالث من يناير/كانون الثاني 2020.

ودعا مسؤولون عراقيون مرارا إلى إبعاد بلدهم عن التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في المنطقة والذي بدأ يتصاعد منذ أواخر عام 2018 عندما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو/ايار من الاتفاق النووي التاريخي الموقع في العام 2015 وأعاد بموجب ذلك الانسحاب فرض عقوبات مشددة على طهران.

وتأتي تأكيدات الجانب العراقي والأميركي على ضرورة تخفيف التوتر بينما تشهد الولايات المتحدة ذاتها توترات داخلية على خلفية هزيمة ترامب في انتخابات الرئاسة.

وتسود مخاوف من موجة عنف تضرب واشنطن خلال مراسم تسليم ترامب السلطة للفائز بالرئاسة الديمقراطي جو بايدن وهي فرصة سانحة بالنسبة للفصائل العراقية المرتبطة بإيران لتصعيد هجماتها على المصالح والقوات الأميركية في المنطقة.

ويغادر ترامب البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني بعد أن فرض حزم عقوبات قاسية ومغلظة على إيران وضعت اقتصادها على حافة الانهيار.

كما شهدت المنطقة في عهده أسوأ توتر مع إيران وميليشياتها العراقية التي توعدت مرارا بضرب المصالح والقوات الأميركية في العراق باعتبارها قوات احتلال.

وسبق لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أن أكد أن القوات الأجنبية في بلاده جاءت بطلب من الحكومات العراقية، مشيرا إلى أنها ليست قوات احتلال.

وكان أيضا قد أوفد مبعوثا خاصا إلى إيران في الفترة الأخيرة وطلب منها التدخل وإقناع الميليشيات الشيعية الموالية لها بالتوقف عن استهداف القوات والمصالح الأميركية.

وبالفعل خفت في الفترة القليلة الماضية الهجمات على القوات الأجنبية، لكن التوتر لايزال قائما فيما تضغط كتل برلمانية لأحزاب شيعية وكذلك فصائل الحشد الشعبي على الكاظمي لتسريع تطبيق قرار مجلس النواب الذي ينص على انسحاب الجيش الأميركي من العراق.

ودخل رئيس الوزراء العراقي الذي تتهمه الميليشيات المرتبطة بإيران بأنه حليف للولايات المتحدة، في مواجهة مع تلك الميليشيات لحصر السلاح في يد الدولة وهي مهمة صعبة جدا قد تعرضه لمتاعب كثيرة.