توافق بين أوبك وحلفائها لزيادة الإنتاج يصطدم بتعنت إيراني

وزير النفط الإيراني يستبعد التوصل لاتفاق حول تخفيف اتفاق خفض الإنتاج بما يسمح بضخ المزيد من النفط لتعويض نقص مؤكد في الإمدادات من فنزويلا وإيران وليبيا و وأنغولا.

إيران تساوم أوبك على تضمين العقوبات الأميركية ضمن المناقشات
السعودية تميل لزيادة بمليون برميل يوميا لسد الفجوة في الإمدادات
روسيا تقترح زيادة بـ1.5 مليون برميل يوميا
العالم قد يواجه نقصا في المعروض بنحو 1.8 مليون برميل يوميا

فيينا - اقتربت أوبك اليوم الخميس من زيادة إنتاج النفط مع تخفيف إيران معارضتها للزيادة، وتحذير السعودية من نقص في المعروض وموجات صعود في الأسعار إذا ظل الإنتاج مستقرا.

وذكرت مصادر في أوبك أن توافقا يتشكل بين المنظمة وحلفائها حول زيادة في الإنتاج عند حوالي مليون برميل يوميا، مضيفة أن إيران قد توافق تحت شروط معينة.

لكن وزير النفط الإيراني بيغن زنغنه قال اليوم الخميس إنه ما زال يعتقد أن أوبك لن تتمكن من الوصول إلى اتفاق بشأن زيادة إنتاج النفط في اجتماعها الجمعة.

وأضاف في تصريحات للصحفيين "لا أظن أننا يمكننا الوصول إلى اتفاق. نحتاج أولا إلى مناقشة هذه المسألة الرئيسية واتخاذ قرار بشأنها داخل أوبك. قرار أوبك مهم جدا.. وبعده ينبغي لنا أن ننسق كل شيء مع الروس".

وأدلى زنغنه بتعليقاته أثناء مغادرته اجتماع لجنة وزارية مشتركة لأوبك والمنتجين غير الأعضاء بالمنظمة بينما ظل وزراء آخرون داخل مقر أوبك في فيينا لمواصلة المحادثات.

وفي العادة لا تشارك إيران في اجتماعات اللجنة التي تضم روسيا والسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والكويت والجزائر وفنزويلا.

وتجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول غدا الجمعة للبت في سياسة الإنتاج، وسط دعوات من كبار المستهلكين مثل الولايات المتحدة والصين والهند لتهدئة أسعار النفط ودعم الاقتصاد العالمي عن طريق إنتاج وضخ المزيد من الخام.

وتقترح روسيا، غير العضو في أوبك، زيادة 1.5 مليون برميل يوميا، في الوقت الذي قال فيه وزير الطاقة السعودي خالد الفالح الخميس إن العالم بحاجة إلى ما لا يقل عن مليون برميل يوميا إضافية لتفادي حدوث نقص في الإمدادات في النصف الثاني من 2018.

وتشارك أوبك وحلفاؤها في اتفاق لخفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا منذ العام الماضي.

وساعدت الخطوة في إعادة التوازن إلى السوق في الثمانية عشر شهرا الأخيرة ورفعت سعر النفط إلى حوالي 74 دولارا للبرميل من 27 دولارا في 2016.

لكن تعطيلات غير متوقعة في فنزويلا وليبيا وأنغولا أوصلت عمليا تخفيضات المعروض إلى حوالي 2.8 مليون برميل يوميا في الأشهر الأخيرة.

ومن المرجح أن يتراجع إنتاج إيران في النصف الثاني من العام الحالي بسبب عقوبات أميركية جديدة.

وزير النفط الإيراني بيغن زنغنه يشارك في اجتماع لجنة وزارية لأعضاء أوبك على خلاف العادة
وزير النفط الإيراني بيغن زنغنه يشارك في اجتماع لجنة وزارية لأعضاء أوبك على خلاف العادة

وإيران، ثالث أكبر منتج في أوبك، هي العقبة الرئيسية حتى الآن أمام إبرام صفقة جديدة حيث قالت يوم الثلاثاء الماضي، إنه من المستبعد أن تتوصل أوبك إلى اتفاق وإنها ينبغي أن ترفض ضغوط الرئيس الأميركي دونالد ترامب لضخ المزيد من النفط.

لكن وزير النفط الإيراني قال الأربعاء إن على أعضاء أوبك الذي غالوا في التخفيضات خلال الأشهر الأخيرة أن يلتزموا بحصص الإنتاج المتفق عليها.

ويعني ذلك عمليا زيادة متواضعة من منتجين مثل السعودية التي خفضت طوعا بأكثر من المخطط له.

وقال مصدر مطلع على التفكير الإيراني "الزيادة مقبولة إذا بررها الطلب ووافق عليها جميع أعضاء أوبك. أي زيادة بسبب ضغط خارجي على أوبك غير مقبولة."

وقالت الإكوادور إنه قد يتم الاتفاق على حل وسط بزيادة الإنتاج حوالي 0.6 مليون برميل يوميا، لكنها تتوقع اجتماعا صعبا غدا الجمعة إذا أرادت إيران مناقشة العقوبات الأميركية.

وقال وزير النفط الإكوادوري كارلوس بيريز "أوبك ليست المكان لمناقشة قضايا أو محظورات سياسية. هم (إيران) طلبوا ذلك لكنني لا أعتقد أن طلبهم سيصل إلى شيء.

وهبطت أسعار خام القياس العالمي مزيج برنت 1.5 بالمئة اليوم الخميس.

ويقول الفالح إن العالم قد يواجه نقصا في المعروض يصل إلى 1.8 مليون برميل يوميا في النصف الثاني من 2018 وإن مسؤولية أوبك تحتم عليها معالجة مخاوف المستهلكين.

وتابع "نريد تحاشى النقص في الإمدادات والمأزق الذي شهدناه في 2007-2008"، مشيرا إلى الفترة التي صعدت فيها أسعار النفط إلى حوالي 150 دولارا للبرميل.

وأضاف أن الآليات المحددة لأي زيادة ستتقرر بين كل أعضاء أوبك يوم الجمعة.

وقالت ثلاثة مصادر في أوبك إن الوزراء سيناقشون اليوم الخميس زيادة الإمدادات بمقدار مليون برميل يوميا كمقترح رئيسي لاجتماعات أوبك وحلفائها يومي الجمعة والسبت.

وفي حالة الموافقة على المقترح فإن جميع أعضاء أوبك والمنتجين غير الأعضاء المشاركين في اتفاق التخفيضات الإنتاجية قد يزيدون الإمدادات بشكل تناسبي بما يجعل السعودية ترفع إنتاجها بما يتراوح بين 250 ألف إلى 300 ألف برميل يوميا.

وأضافت المصادر أن إيران لم توافق بعد على المقترح.

ويعارض العراق وفنزويلا أيضا تخفيف تخفيضات الإنتاج مع خشيتهما من انحدار الأسعار.

لكن وزير النفط العراقي جبار اللعيبي قال الخميس "نجري محادثات شاملة مع جميع الوزراء، وبخاصة السعودية وإيران، ونحاول تضييق الفجوة بين الاثنين".

ومن المقرر أن يحضر زنغنه اجتماع لجنة وزارية الخميس ولا تشارك إيران في العادة في أعمال اللجنة التي تضم روسيا والسعودية ودولة الإمارات وسلطنة عمان والكويت والجزائر وفنزويلا.

ويلتقي زنغنه قبل اجتماع اللجنة بوزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك لمحادثات منفصلة.

وكان قد أبلغ محطة تلفزيون سي.إن.إن يوم الأربعاء أنه إذا عادت أوبك إلى الالتزام العادي فإن الزيادة الحقيقية في المعروض من المنظمة ستبلغ حوالي 460 ألف برميل يوميا.

وقالت مصادر في أوبك إن الحل الوسط النهائي سيتوقف أيضا على ما إذا كانت أوبك ستوافق على ذكر العقوبات الأميركية في بيان المنظمة وهي نقطة مهمة لإيران التي تلقي باللوم على إجراءات الولايات المتحدة ضد طهران في ارتفاع أسعار النفط في الآونة الأخيرة.

ولا تشارك الولايات المتحدة، التي تنافس روسيا والسعودية على صدارة منتجي النفط في العالم، في الاتفاق الحالي لإمدادات الخام.