توافق بين المغرب والسعودية حول حل سياسي لأزمة ليبيا

وزير الخارجية المغربي يؤكد أن بلاده مستعدة لمساعدة الليبيين لإنهاء الصراع، موضحا أن المغرب لا يتوفر على مبادرة لحل الأزمة ولن يقدم لهم وصفة جاهزة لحل قضاياهم.
ناصر بوريطة يحذر من غياب دور عربي في حل الأزمة الليبية
المغرب قلق من خطر التدخل الأجنبي على استقرار ليبيا وأمن المنطقة
السعودية والمغرب يؤكدان على رفض الحلول العسكرية لأزمة ليبيا   
وزير الخارجية السعودي: الحل لابد أن يكون ليبيا ـ ليبيا

الرباط - أكد وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة اليوم الأربعاء تطابق وجهات النظر بين المملكتين المغربية والسعودية حول حل الأزمة الليبية بما يشمل رفض التدخل الأجنبي والحلول العسكرية وهو الموقف ذاته الذي أعلنه السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود الذي يقوم بزيارة عمل للمغرب.

كما شدد في مؤتمر صحفي مع نظيره السعودي على ضرورة إيجاد حلّ سياسي للأزمة بما ينهي الصراع القائم ويؤسس للاستقرار في ليبيا.

وقال بوريطة "اليوم تحدثنا كثيرا حول هذا الوضع وهناك تطابق في هذه النقاط: لا للتدخل الأجنبي في المنطقة العربية، لا للحلول العسكرية، نعم لحل سياسي يضمن وحدة ليبيا وسيادتها وأمنها".

وأكد أن استقرار ليبيا مهم بالنسبة لمنطقة شمال إفريقيا والعالم العربي، داعيا إلى دور عربي لحل الأزمة الليبية. وقال "إننا كدول عربية، أكيد لدينا مواقف واحدة، وهي أن الحل في ليبيا لن يكون عسكريا ويجب أن يكون سياسيا".

وتابع أن "التدخل الأجنبي في الدول العربية ليس أمرا إيجابيا سواء في ليبيا أو غير ليبيا"، مضيفا أن التدخل الخارجي في ليبيا يزيد الوضع تعقيدا ويمثل جزء من المشكلة وليس جزء من الحل.

وكان الوزير المغربي يشير إلى التدخل العسكري التركي دعما لحكومة الوفاق الوطني، من دون أن يذكر تركيا بالاسم وهو التدخل الذي رفضته الدول العربية والخليجية باستثناء قطر التي تساعد أنقرة في تمويل حملتها العسكرية.

كما رفضت الدول الغربية التدخل العسكري التركي سواء في ليبيا أو في سوريا لكنها لم تكن حاسمة في وقفه لاعتبارات تتعلق بالمصالح ولحسابات سياسية.

لكن المغرب الذي يعتمد دبلوماسية متوازنة في مثل هذه الأزمات، شدد على لسان وزير خارجيته على أن الحلول يجب أن تأتي من الأطراف الليبية لأن الليبيين قادرون على إيجاد نقاط التوافق انطلاقا من مبادراتهم وأفكارهم ومرجعياتهم وبمساعدة كل الأطراف.

وقال بوريطة إن "المغرب ليست لديه مبادرة لحل الأزمة الليبية ولا يدعي أن لديه حلا، فالحل من الليبيين"، موضحا أن "المغرب كان ومايزال مستعدا للتعاون مع كل الليبيين، ولديه رغبة وإرادة لمساعدتهم للوصول إلى حل ولن يقدم لهم وصفة جاهزة لحل قضاياهم ولكن يقدم لهم فضاء بناء وإيجابي ليتحاوروا ويصلوا إلى حل. هذا هو موقف المغرب الدائم".

واعتبر أن الوضع في ليبيا خطير ليس على الليبيين لوحدهم بل على شمال افريقيا واستقرارها وأيضا على الأمة العربية وهو ما يقتضي دورا عربيا فاعلا، محذرا من غياب الدور العربي في حل الأزمة الليبية.

وذكّر بأن المغرب سبق له أن اقترح في اجتماع للجامعة العربية وضع تصور استراتيجي لحل هذه الأزمة.

وعبّر وزير الخارجية السعودي بدوره عن المواقف ذاتها، مشيرا إلى أن الرياض تشاطر المغرب والدول العربية في القلق من التدخل الأجنبي في الأزمة الليبية.

وحذر الأمير فيصل بن فرحان من الخطر الذي يمثله التدخل الأجنبي على الأمن القومي العربي، خاصة أمن دول الجوار بالمنطقة وتحديدا مصر والجزائر وتونس.

وقال "يهمنا الدفع بكل الجهود التي تسعى إلى إيجاد حل سياسي سلمي لهذه الأزمة. الحل لابد أن يكون ليبيا ـ ليبيا وهي قناعة لدى كافة الدول العربية".

وشدد الوزير السعودي الذي وصل المغرب في إطار جولة خارجية شملت تونس والجزائر ومصر ضمن مسعى لتوحيد الجهود العربية في مواجهة التدخل التركي في ليبيا، على أهمية تنسيق الجهود بين كافة الدول العربية لتحقيق الحل الليبي _الليبي.

وقال "السعودية تعتبر الأمر أولوية وتسعى إلى تحقيقه لضمان إنهاء التدخلات الخارجية والاقتتال الميداني وحماية ليبيا والليبيين من آثار الإرهاب والأطماع الأجنبية".