توافق تونسي جزائري على دفع جهود السلام في ليبيا

الخطوة التونسية الجزائرية المنطوية ضمن الجهود الدولية الحثيثة لإرساء السلام في ليبيا تأتي فيما تستمر تركيا في انتهاج سلوك يشق مساعي رأب الصدع بين الأطراف الليبية المتصارعة.

تونس - أكد وزير الخارجية الجزائري صبري بوقدوم الاثنين توافر "نية مشتركة" مع تونس من أجل وحدة ليبيا التي تستمر فيها النزاعات، في خطوة تعزز الجهود الدولية الحثيثة لإرساء السلام في ليبيا، فيما ما تستمر تركيا من طرفها في انتهاج سلوك مناوئ لهذه المساعي في يعاني اضطرابات أمنية آخذة في التفاقم منذ 2011.  

ويرى محللون أن الجزائر تنشط للقيام بوساطة بين الطرفين المتناحرين في الجارة ليبيا لإنهاء نزاع مدمر يهدد الأمن الاقليمي، ولكن من دون دعم دولي قد تكون تحركاتها غير مجدية.

وقال الوزير الجزائري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التونسي نور الدين الريّ في زيارة قام بها الاثنين لتونس، "النيّة المشتركة الجزائرية التونسية حسنة وليس لدينا أي مصلحة، ليس لنا مصلحة نفطية أو اقتصادية نريد الأمن والاستقرار واحترام الوحدة الليبية والوحدة الترابية ووحدة القرار".

ويمزق ليبيا منذ 2015 صراع دام بين الأطراف الليبية المتناحرة، فيما يواصل الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر منذ أبريل/نيسان 2019 جهود تحرير العاصمة طرابلس من الميليشيات المتطرفة تحت إمرة حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج المدعوم من قبل تركيا.

وتواصل تركيا رغم المناشدات الدولية الحاثة على وقف كل ما شأنه تأجيج الحرب بين الفرقاء الليبيين، إرسال دفعات من المقاتلين من سوريا ومن جنسيات أخرى بينهم عناصر من تنظيم داعش الإرهابي لدعم حكومة الوفاق.

وتتهم أطراف دولية تركيا بانتهاك حظر الأسلحة إلى ليبيا وخرق القانون الدولية وبارتكاب جرائم حرب والانقلاب على تعهداتها في مؤتمر برلين، فيما تسعى الحكومة التركية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى توسيع نفوذها شرق المتوسط والاستحواذ على ثروات المنطقة وتثبيت حكم الإخوان.

من جانبها تؤكد السلطات التونسية دائما مبدأ الحياد في التعامل مع الملف الليبي، حيث قال وزير الخارجية التونسي في المؤتمر الصحافي، "نبحث على مقترحات عملية من شأنها أن تدفع الى حوار حقيقي وإلى دور فاعل لتونس والجزائر في هذا الملف".

وتابع الري في سياق متصل بالقضايا العربية عموما "كل القضايا العربية تعالج خارج البيت العربي وهذا غبر مقبول".

والتقى الوزير الجزائري الرئيس التونسي قيس سعيّد الذي أكد "أهمية مواصلة التنسيق الموجود بين تونس والجزائر على جميع المستويات من أجل مساعدة الأشقاء الليبيين على تجاوز المحنة التي تمر بها بلادهم عبر وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة الحوار"، بحسب بيان لرئاسة الجمهورية.

وهذه الزيارة هي الثانية للوزير الجزائري الى تونس منذ تعيينه في مارس/آذار 2019، للتحضير لزيارة مرتقبة للرئيس الجزائري لم يحدد موعدها بعد. وكانت الجزائر البلد الأول الذي زاره الرئيس التونسي إثر انتخابه في أكتوبر/تشرين الأول الفائت.

وفي سياق الأزمة الليبية أجرى الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الاثنين اتصالاً هاتفياً ناقشا فيه الوضع في ليبيا وأسعار النفط، وفق ما اوردت الرئاسة الجزائرية في بيان.

وقرر الرئيسان بحسب البيان، "تكثيف التشاور الدائم حول ليبيا لتسهيل إحلال السلم والأمن في هذا البلد الشقيق، في إطار حل سياسي يضمن وحدة ليبيا الترابية والسيادة الوطنية" لهذا البلد المجاور للجزائر والغارق في الحرب.