توافق خليجي أوروبي على ضرورة احتواء النزاع في الشرق الأوسط

مصدر أوروبي يؤكد أن إعادة الانخراط السعودي في ملف لبنان أمر ضروري جدا لحل الأزمة.
الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي يتفقان على عقد قمة كل عامين 
اتفاق أوروبي خليجي على ضرورة وقف الحرب بين أوكرانيا وروسيا
حماس تؤكد أن دعوات القمة الخليجية الأوروبية حول غزة تحتاج خطوات عملية

بوركسل - دعا زعماء الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي الستّ المجتمعون في قمة في بروكسل الأربعاء إلى تجنب اندلاع نزاع واسع النطاق في الشرق الأوسط وذلك على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان ومخاوف من تداعيات شن الدولة العبرية هجوما على إيران.
وفي مستهل القمة التي وصفتها بأنها " تاريخية"، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين "علينا أن نفعل كل ما في وسعنا ونحشد كل مهاراتنا الدبلوماسية لوقف التصعيد الخطير للغاية" في الشرق الأوسط.
واعتبرت الاجتماع الذي شارك فيه قادة خليجيون من بينهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان "تاريخيا". ومن المقرر أن تُعقد نسخة ثانية منه في الرياض عام 2026.

وتعتبر قمة قادة دول الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي الذي يضم السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت وعمان وقطر، الأولى من نوعها في العاصمة البلجيكية.

علينا أن نفعل كل ما في وسعنا ونحشد كل مهاراتنا الدبلوماسية لوقف التصعيد

وألقت الرياض بثقلها الإقليمي للتوصل إلى هدنة في الحرب على غزة وضغطت بهدف إرساء هدنة في القطاع الفلسطيني، فضلا عن إرسالها عشرات الأطنان من المساعدات الغذائية ضمن مساعيها للتخفيف من حدة الكارثة الإنسانية.

ومنذ اندلاع التصعيد في لبنان حذرت السعودية من "خطورة اتساع رقعة العنف وانعكاساته على أمن واستقرار المنطقة"، وشددت وزارة الخارجية السعودية في بيان على "أهمية الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته بما يتوافق مع القانون الدولي".

وفي بيان مشترك في ختام القمة، قال الطرفان إنهما سيعيدان إحياء محادثات بدأت قبل 35 عاما بشأن اتفاقية للتجارة الحرة جرى تعليقها في 2008، كما سيعقدان قمة كل عامين على أن يكون الاجتماع المقبل في السعودية عام 2026.

وسعت بروكسل إلى أن يتفق شركاؤها في مجلس التعاون الخليجي على لغة قوية بشأن الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.

وأكد البيان الختامي سيادة الدول وندد بالهجمات على المدنيين والبنية التحتية الحساسة وعبر عن الاستياء من "الحرب الممتدة". وذُكرت روسيا فقط في إشارة إلى قرار الأمم المتحدة الذي ينتقد العدوان الروسي وكذلك في مطالبة بسحب قواتها من أوكرانيا.

من جانب اخر حثت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية دول الخليج على استخدام نفوذها في إحلال السلام في أوكرانيا.

وذكرت  لزعماء الاتحاد الأوروبي والخليج "أعلم مدى حساسيتكم بشأن فكرة السيادة، وأنا واثقة من أننا بوسعنا العمل معا والاعتماد عليكم لوقف هذه الحرب الروسية غير المشروعة".

وفي الشرق الأوسط، عبر البيان عن "القلق البالغ" بسبب التطورات في إسرائيل وغزة ولبنان، ودعا إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وحث جميع الأطراف على الامتثال لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي وادخل المساعدات الانسانية للمدنين في القطاع المحاصر.

وعلقت حركة حماس على المباحثات الأوروبية الخليجية حيث قالت إن الدعوة لفتح المعابر ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، تتطلب خطوة عملية وإلزام إسرائيل بوقف الإبادة والانصياع للإرادة الدولية تجاه القطاع الذي يعاني حربا إسرائيلية دامية.
وقالت الحركة في بيان إن "دعوة القمة لفتح كافة معابر القطاع وإدخال المساعدات، تتطلب خطوات عملية من الدول المشاركة فيها لإلزام إسرائيل بالانصياع للإرادة الدولية الداعية لوقف الإبادة في غزة وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735، الداعي لوقف إطلاق النار مضيفة أنه على الدول المشاركة في تلك القمة أن تقوم بخطوات عملية لوقف انتهاك تل أبيب للقانون الدولي والإنساني.

وشارك في القمة الأربعاء بالإضافة إلى رؤساء دول الاتحاد الأوروبي الـ27 ورؤساء حكوماتها، رئيسة المفوضية الأوروبية  ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بينما أدراها بنحو مشترك رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الرئيس الحالي لمجلس التعاون الخليجي.

ورأى الشيخ تميم الذي يتولى حاليا رئاسة مجلس التعاون الخليجي، أن "الحرب المدمّرة التي شنّتها إسرائيل ولا تزال على الأراضي الفلسطينية ولبنان، تؤكد الحاجة الملحة الى إيجاد تسوية شاملة للصراع... بحيث تقوم على حل عادل للقضية الفلسطينية"، مضيفا "نتطلع أن تكون هذه القمة نقطة تحول في مسيرة العلاقات التاريخية التي تجمع الجانبين الخليجي والأوروبي".

وقال بوريل مساء الثلاثاء قبل عشاء عمل مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي "نتشارك المخاوف نفسها في ما يتعلق بالسلام والأمن في كل أنحاء المنطقة".

وتزامنت المحادثات مع تكثيف الهجمات الإسرائيلية على مقاتلي حزب الله في لبنان. وبدأت الجماعة اللبنانية بإطلاق قذائف باتّجاه شمال إسرائيل قبل عام "إسنادا" لغزة في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين 2023 الذي أشعل فتيل الحرب المدمّرة في غزة.

ودفع التبادل اليومي للقصف بين الجانبين عشرات آلاف السكان للنزوح من طرفي الحدود قبل التصعيد الشهر الماضي عندما تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسحق حزب الله للسماح بعودة الإسرائيليين الذين نزحوا جراء العنف إلى ديارهم.

وقال مصدر أوروبي في وقت سابق إن إعادة الانخراط السعودي في ملف لبنان أمر ضروري جدا لحل هذه القضية"، في حين تكثف إسرائيل منذ شهر ضرباتها على معاقل حزب الله اللبناني المدعوم من إيران.

وتقاربت دول الخليج المتحالفة تقليديا مع الغرب، مع جارتها إيران مؤخرا بعد سنوات من التوترات، بينما دعت مرارا إلى إنشاء دولة فلسطينية، وأدّى بعضها دورا رئيسيا في المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.