توتر بين واشنطن وبيونغيانغ يهدد بنسف المفاوضات النووية

الولايات المتحدة تطلب عقد اجتماع هذا الأسبوع لمجلس الأمن الدولي لمناقشة خطر 'تصاعد استفزازات كوريا الشمالية بعد إطلاقها صواريخ'، فيما أعلنت بيونغيانغ أنها 'لن تنصاع' للضغوط الأميركية.

بيونغيانغ تحذّر واشنطن: ليس لدينا ما نخسره
كوريا الشمالية تصف ترامب بـ'رجل عجوز غريب الأطوار'
واشنطن تحشد لنقاش دولي حول تجارب كوريا الشمالية الصاروخية

واشنطن - تسود حالة من التوتر بين واشنطن وبيونغيانغ قد تعيد المفاوضات بين البلدين إلى مربع الخلافات الأولى وتعيد المحادثات حول الملف النووي الكوري الشمالي إلى نقطة الصفر.

وفيما طلبت الولايات المتحدة الاثنين عقد اجتماع هذا الأسبوع لمجلس الأمن الدولي لمناقشة خطر "تصاعد استفزازات كوريا الشمالية بعد إطلاقها صواريخ أخيرا"، قال مفاوض نووي كوري شمالي سابق إن بلاده "لن تنصاع لضغوط الولايات المتحدة لأن ليس لديها ما تخسره".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية اليوم الاثنين "في ضوء الأحداث الأخيرة في شبه الجزيرة الكورية"، تريد واشنطن التي ترأس مجلس الأمن طوال ديسمبر/كانون الأول، إجراء "نقاش هذا الأسبوع حول كوريا الشمالية".

وتابع أن واشنطن ستطلب من مجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع مناقشة التجارب الصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية في الآونة الأخيرة و"احتمال أن يكون هناك استفزاز تصعيدي من جانب جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية".

ولم يتضح بعد متى سينعقد مثل هذا الاجتماع وما إذا كان علنيا، بينما قال دبلوماسيون إن ما لا يقل عن ثماني دول أعضاء بمجلس الأمن وعددها 15 تضغط من أجل عقد اجتماع للمجلس لمناقشة انتهاكات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية غدا الثلاثاء لكن القرار النهائي متوقف على واشنطن.

وقال المسؤول الأميركي "تقوم وزارة الخارجية بإصدار تعليمات للوفد الأميركي في الأمم المتحدة باقتراح إجراء مناقشة في مجلس الأمن هذا الأسبوع بشأن كوريا الشمالية تشمل بحثا شاملا للتطورات الأخيرة في شبه الجزيرة الكورية بما في ذلك التجارب الصاروخية الأخيرة واحتمال أن يكون هناك استفزاز تصعيدي من جانب جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية".

ويأتي الاجتماع المحتمل في وقت برز فيه توتر متزايد بين واشنطن وبيونغيانغ بعد أن أمهل الزعيم الكوري الشمالي الولايات المتحدة حتى نهاية العام لإبداء مرونة في المفاوضات التي تأمل واشنطن أن تفضي إلى تخلى كوريا الشمالية عن برنامجيها النووي والصاروخي.

وأثارت مهلة كيم مخاوف بين بعض الدبلوماسيين من احتمال أن تستأنف كوريا الشمالية العام المقبل تجاربها النووية وعلى الصواريخ الطويلة المدى وهي التجارب التي علقتها منذ عام 2017، فيما يرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن تعليق تلك التجارب إنجاز كبير لمفاوضاته مع بيونغيانغ.

لقاء سابق بين ترامب وكيم جونغ أون اخترق جمود الأزمة لكنه لم ينهيها
لقاء سابق بين ترامب وكيم جونغ أون اخترق جمود الأزمة لكنه لم ينهيها

وقال سفير كوريا الشمالية في الأمم المتحدة كيم سونغ يوم السبت إن نزع الأسلحة النووية الكورية الشمالية ليس مطروحا في المفاوضات مع الولايات المتحدة وإن المحادثات المطولة مع واشنطن غير مطلوبة.

ودفع تصريح السفير الكوري الشمالي ترامب إلى تحذير كيم من أنه يجازف بخسارة "كل شيء" إذا استأنف الأعمال العدائية وأن بلاده لا بد أن تنزع أسلحتها النووية بعد أن قالت قبل أيام إنها أجرت "تجربة ناجحة على جانب كبير من الأهمية".

ووصفت كوريا الشمالية الاثنين الرئيس الأميركي بأنه "رجل عجوز غريب الأطوار"، في توصيف يأتي على ما يبدو ردا على تغريدة ترامب التي قال فيها إن "الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون لديه الكثير جدا ليخسره إذا تصرف بطريقة عدائية".

وقال المسؤول الكوري الشمالي البارز والمفاوض النووي السابق كيم يونغ تشول إن بلاده "لن تنصاع لضغوط الولايات المتحدة لأن ليس لديها ما تخسره"، مضيفا في بيان "هناك كثير من الأشياء التي لا يعرفها ترامب عن كوريا الشمالية. ليس لدينا ما نخسره".

وتابع "رغم أن الولايات المتحدة يمكن أن تسلب منا أي شيء، فإنها لا يمكنها أبدا أن تقضي على شعورنا القوي باحترام الذات والقوة والغضب منها".

والأحد نشر ترامب تغريدة عبر حسابه على تويتر قال فيها "كيم جونغ أون ذكي للغاية، وسيخسر الكثير للغاية. في الواقع كل شيء إذا تصرف بطريقة عداونية. لقد وقع اتفاقا قويا لنزع السلاح النووي معي في سنغافورة. إنه لا يرغب في نقض علاقته الخاصة مع رئيس الولايات المتحدة".

وعقد ترامب قمة تاريخية للمرة الأولى مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ- أون، في 12 يونيو/حزيران 2018، بسنغافورة. واتفق الطرفان في القمة على نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية وإرساء سلام دائم في المنطقة.

والقمة الثانية جمعت الطرفين يومي 26 و27 فبراير/شباط 2019 في العاصمة الفيتنامية هانوي، إلا أنها فشلت بالتوصل إلى اتفاق. وعقب القمة الثانية وصلت المفاوضات بين الجانبين إلى طريق مسدود.

وآخر مرة التقى فيها ترامب مع الزعيم الكوري الشمالي كان في 30 يونيو/حزيران الماضي في الخط منزوع السلاح بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية، حيث اتفقا على استئناف المفاوضات بين البلدين.