توتر جديد بين البرلمان والحكومة يُنذر بعودة الكويت لدوامة الأزمة

الحكومة تنسحب من جلسة برلمانية عقب خلاف بشأن إقرار أعباء مالية متعلقة بأزمة إسقاط قروض مواطنين ما يهدد الاستقرار السياسي النسبي في الكويت.
الحكومة تؤكد حرصها على التعاون الإيجابي والالتزام بالحدود الدستورية دون تدخل أو تنازل
نواب ينتقدون عدم حضور كامل أعضاء الحكومة جلسة مجلس الأمة
44 نائبا اصدروا بيانا اتهموا فيه الحكومة بالعودة لممارسات سابقاتها من الحكومات المتعاقبة

الكويت - انسحب أعضاء الحكومة الكويتية من جلسة مجلس الأمة (البرلمان)، الثلاثاء، عقب خلاف بشأن إقرار "أعباء مالية" متعلقة بأزمة "إسقاط قروض مواطنين" وسط رفض نيابي لتلك الخطوة و"انتقادات"، وفق مصادر رسمية وإعلامية ما يشير إلى إمكانية حصول أزمة جديدة بين الحكومة والبرلمان يهدد الاستقرار السياسي النسبي.
وأفادت وكالة الأنباء الكويتية، بأن الجلسة شهدت "انسحاب الحكومة ممثلة بنائب رئيس مجلس الوزراء وزير النفط بدر الملا، ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة عمار العجمي".

وأوضحت أن الانسحاب جاء بعد طلب العجمي من المجلس "إعادة تقارير بمقترحات قوانين تتحمل أعباء مالية إلى اللجان لمناقشتها، والوصول لحلول توافقية وفق الدستور".
وخلال الجلسة قال العجمي، إن "مقترح قانون شراء القروض (الاستهلاكية والمقسطة من بعض المواطنين) والذي تبلغ قيمته ما يزيد على 14 مليار دينار (نحو 46 مليار دولار) يخل بمبدأ العدالة والمساواة".
وشدد على أن "الحكومة حريصة على التعاون الإيجابي والالتزام بالحدود الدستورية دون تدخل أو تنازل"، مؤكدا أن "الاقتصاد الوطني أساسه العدالة الاجتماعية وتحقيق الرخاء في حدود القانون".
وفي المقابل انتقد نواب عدم حضور كامل الحكومة جلسة المجلس؛ ودعا حمدان العازمي، إلى "اتخاذ موقف موحد ضدها"، وفق الموقع الإلكتروني لمجلس الأمة.

وأصدر 44 نائبا من النواب الخمسين المنتخبين بيانا اتهموا فيه الحكومة بالعودة "لممارسات سابقاتها من الحكومات المتعاقبة في تعطيل أعمال السلطة التشريعية عبر الانسحاب غير المبرر" من الجلسة.

وقال البيان الذي نشره عدد من النواب على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي "نظرا لهذا السلوك غير المقبول فإننا نؤكد رفضنا القاطع لما قامت به الحكومة وسنتعامل مع هذا السلوك غير الدستوري وفقا لصلاحياتنا الدستورية".

وفيما شدد النائب ثامر السويط على أن هذا القانون "تنتظره أسر كويتية تعيش تحت وطأة القروض"، أكد زميله مهلهل المضف أن "الحكومة التي لا تواجه لا تستحق البقاء"، وفق المصدر ذاته.وأعلن النائب مبارك الحجرف على حسابه بتويتر تقديم استجواب لوزير المالية عبدالوهاب الرشيد.

وأفاد المجلس عبر حسابه على تويتر بأن "الحكومة انسحبت من الجلسة اعتراضا على مناقشة تقرير شراء القروض وإسقاط فوائدها"، وقرر رئيس المجلس أحمد السعدون، تأجيل الجلسة للغد، واصفا الانسحاب بأنه "خطأ".
وقضية إسقاط قروض التي تقول تقديرات غير رسمية أنها تمس نحو 500 ألف كويتي أزمة تتجدد سنويا بين النواب والحكومة.
وقال النائب حمدان العازمي في تصريحات صحيفة عقب انسحاب الحكومة، إن تلك القضية طرحت من مجالس 2019 وحتى 2022، دون إقرارها، وفق ما نقلته صحيفة الأنباء الكويتية دون كشف الأسباب.
وتلقى قضية إسقاط القروض معارضة من البعض، أبرزهم الكاتب الكويتي المعروف أحمد الصراف، قائلا في تغريدة قبل نحو أسبوع: "هذا الإسقاط جريمة في المال العام ولا يتسم بالعدالة حتى لو مررنا بتجربة مماثلة سابقة فهذا لا يبرر تكرار الخطأ".

وتعيش الكويت منذ سنوات توترا مستمرا بين الحكومات والبرلمانات المتعاقبة، وهو ما عطل مشاريع التنمية وجهود الإصلاح المالي والاقتصادي الذي تحتاجه البلاد بشدة في ظل تقلب أسعار النفط الذي تعتمد عليه البلاد في تمويل ميزانيتها بنحو تسعين في المئة.
وكانت خلافات حكومية برلمانية العام الماضي، في استقالة الحكومة وحل مجلس الأمة، وإصدار أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في أكثر من حديث توجيهات لهما بأهمية التوافق بين المجلسين حرصا على إنجاز مصالح المواطنين.