توتر جديد ينذر بانهيار الهدنة التجارية بين واشنطن وبكين

الصين تستدعي السفير الأميركي بعد استدعائها السفير الكندي على خلفية توقيف المديرة المالية لشركة هواوي الصينية العملاقة للاتصالات، فيما لوحت الخارجية الصينية باجراءات لم تحددها ما لم يتم الإفراج عن مينغ وانتشو.
بكين تلوح بالرد على اعتقال المديرة المالية لشركة هواوي
كندا تطالب واشنطن بعد الإفراج عن المديرة المالية لشركة هواوي
محللون يرجحون أن تستخدم واشنطن ورقة مينغ وانتشو في مقايضة الصين

بكين - استدعت بكين الأحد السفير الأميركي احتجاجا على توقيف المديرة المالية لشركة هواوي الصينية العملاقة للاتصالات في كندا وطالبت واشنطن بالعدول عن طلب تسليمها إلى الولايات المتحدة.

من جهته، لمح كبير المفاوضين الأميركيين المكلف إجراء مفاوضات مع الصين إلى أنه لا يعتزم تمديد هدنة التسعين يوما في الحرب التجارية بين البلدين والتي تم التوافق في شأنها الأسبوع الماضي بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ.

وقال روبرت لايتهايزر ممثل الولايات المتحدة للتجارة عبر شبكة سي بي إس الأحد "في ما يعنيني، هناك مهلة محددة. حين بحثت الأمر مع رئيس الولايات المتحدة، لم يتحدث عن تجاوز مهلة مارس/اذار، بل تحدث عن التوصل إلى اتفاق خلال تسعين يوما".

واعتبر لايتهايزر أيضا أن توقيف المديرة المالية لهواوي لن يؤثر في شكل كبير على المفاوضات التجارية القائمة رغم احتجاج بكين الشديد ومطالبتها بالإفراج عنها.

وقال "من وجهة نظري، لن يكون لذلك تأثير فعلي. إنها قضية جنائية منفصلة تماما عن عملي أو عما يقوم به الأشخاص العاملون على السياسة التجارية".

وفي وقت سابق، أكدت وزارة الخارجية الصينية في بيان أن "الجانب الصيني يعارض توقيف المديرة المالية بشدة ويحض بقوة الولايات المتحدة على منح أهمية كبرى لموقف الصين الرصين والعادل" حيال هذه القضية.

وأثار توقيف مينغ وانتشو التي تواجه اتهامات بالاحتيال في الولايات المتحدة مرتبطة بتعاملات أجرتها مع إيران بما يخرق العقوبات الأميركية عليها، حفيظة بكين، ما يشكل تهديدا للهدنة في الحرب التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأبرز في العالم.

ولا تزال مينغ، ابنة مؤسّس هواوي رن زتشنغفي المهندس السابق في جيش التحرير الشعبي الصيني، محتجزة في كندا بانتظار قرار محكمة كندية بشأن الإفراج عنها بكفالة الاثنين.

واستدعى نائب وزير الخارجية الصيني لي وشينغ السفير الأميركي تيري برانستاد غداة استدعائه سفير كندا جون مكالوم للاحتجاج على توقيف مينغ.

وأفاد بيان الخارجية الصينية أن "لي وشينغ لفت إلى أن الجانب الأميركي انتهك بشكل جدي الحقوق المشروعة ومصالح مواطنين صينيين وأن طبيعة هذا الانتهاك سيئة للغاية".

مينغ وانتشو تواجه اتهامات بالاحتيال
مينغ وانتشو تواجه اتهامات بالاحتيال

وحضت الصين الولايات المتحدة على "اتخاذ إجراءات فورية لتصحيح الممارسات الخاطئة وإلغاء مذكرة التوقيف الصادرة بحق المواطنة الصينية".

وحذر البيان من أن بكين "سترد بشكل إضافي" على إجراءات الولايات المتحدة بدون أن يحدد طبيعة هذا الرد.

وتم توقيف مينغ وانتشو البالغة من العمر 46 عاما في مدينة فانكوفر خلال تبديلها لطائرتها في كندا أثناء توجهها في رحلة من هونغ كونغ إلى المكسيك، ما أدى إلى تجدد التوتر بين الولايات المتحدة والصين بعد توافقهما على هدنة في حربهما التجارية.

وتبادل البلدان خلال الأشهر الأخيرة فرض رسوم باهظة على سلع تجارية تتجاوز قيمتها 300 مليار دولار.

وبلغ العجز في الميزان التجاري الأميركي مع الصين في نوفمبر/تشرين الثاني معدلا قياسيا بتسجيله 35.6 مليار دولار، وفق أرقام رسمية السبت.

ويقول محللون إنّ مينغ ستكون ورقة مساومة في المفاوضات بينهما. وستبقى محتجزة حتى الاثنين على الأقل حين تقرّر المحكمة ما إذا كانت ستسمح بالإفراج عنها بكفالة.

وطلب محامي الحكومة الكندية جون جيب-كارسلي من المحكمة رفض إطلاق سراحها بكفالة، معتبرا أن مينغ متهمة "بالتآمر للتحايل على مؤسسات مالية"، ومؤكدا أنه في حال إدانتها سيحكم عليها بالسجن لأكثر من 30 عاما.

وترتبط كندا مع الولايات المتحدة باتفاق تسليم متهمين منذ سنين، يحتم عليها التعاون مع طلبات وزارة العدل الأميركية لتسليم المشتبه بهم.

وإثر عشاء في بوينوس آيرس الأسبوع الماضي على هامش قمة مجموعة العشرين، أعلن الرئيسان الأميركي والصيني توصلهما إلى تسوية بعد أشهر من الحرب التجارية التي تمثلت في تبادل فرض رسوم جمركية على مئات مليارات الدولارات من السلع.

وأمهل الأميركيون الصين حتى أول مارس/آذار للتوصل إلى نتائج ملموسة. وعلقوا أيضا فرض رسوم بقيمة 25 بالمئة على مئتي مليار دولار من السلع الصينية المستوردة.

وتم توقيف مينغ في اليوم الذي عقدت فيه القمة بين ترامب ونظيره الصيني. ونفى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كادلو الأحد تقارير ذكرت أن ترامب "غضب" لتوقيف مينغ أثناء لقائه شي.

وأكد كادلو لمحطة فوكس نيوز "لم يكن ترامب يعرف. لقد عرف لاحقا".

وتؤكد الصين أنّ مينغ لم ترتكب أي مخالفات لا في كندا ولا في الولايات المتحدة، مطالبة بإطلاق سراحها.

ويحظر القانون الفدرالي الأميركي على الحكومة والجيش استخدام أجهزة من صنع هواوي أو شركة "زد تي اي" الصينية.

لكن ذلك لم يمنع النائب الجمهوري ماركو روبيو من إعلان تقديم مشروع قانون لحظر عمل شركات مثل هواوي في الولايات المتحدة بسبب "التهديدات التي تشكلها لأمننا القومي".