توتي يغادر 'ناديه الأبدي' روما تاركا باب العودة مفتوحا

صانع الألعاب الدولي السابق يستقيل من إدارة ناديه بسبب عدم الأخذ برأيه في القرارات الإدارية والفنية لاسيما مسألة المدرب وقرار التعاقد مع البرتغالي باولو فونسيكا الأسبوع الماضي.
توتي كان يفضل تعيين زميله المتوج معه بمونديال 2006 جينارو غاتوسو مدربا
توتي: الأميركيون حاولوا بكل الوسائل إقصاء أبناء روما من هذا النادي

روما - أعلن صانع الألعاب الدولي السابق فرانشيسكو توتي الإثنين قراره ترك ناديه "الأبدي" روما الذي دافع عن ألوانه طيلة 24 عاما قبل أن يتولى مهام مدير الفريق بعد اعتزاله اللعب عام 2017، منتقدا مالكيه الأميركيين الذين اعتبر أنهم يريدون "إقصاء أبناء روما".

وردت إدارة النادي على نجمه الأسطوري السابق ببيان اعتبرت فيه أن رؤيته للأحداث والقرارات التي اتخذتها "بعيدة عن الواقع".

وفي مؤتمر صحافي من المجمع الرياضي الشهير "فورو ايتاليكو" وليس من مقر النادي، ما قد يعد مؤشرا على حجم التباعد مع الإدارة ولاسيما الرئيس الأميركي لروما جيمس بالوتا، قال توتي "في الساعة 12,42 من يوم 17 حزيران/يونيو 2019، أرسلت بريدا إلكترونيا.. لم أكن لأتخيل أن أبعث به يوما ما: تقدمت باستقالتي".

وبعدما دافع عن ألوان نادي كرة القدم طيلة مسيرته، بدءا من الفرق العمرية (1989 حتى 1993) ثم الفريق الأول الذي خاض معه 786 مباراة وسجل له 307 أهداف بين 1993 و2017 (بحسب احصاءات النادي)، حل "اليوم الذي أملت ألا يحل أبدا... إنه يوم مؤلم للغاية".

أضاف "مثلت ثقلا في هذا النادي، قيل لي أن قيمتي كبيرة، كلاعب أو إداري، والآن سأغادر وهذا أمر مؤلم".

اكتسب توتي، "الفتى الذهبي" خلال بداياته الكروية، لقب "ملك روما" عن جدارة بفضل ما قدمه، على رغم فشل فريقه في المنافسة على الألقاب بالقدر الذي يتمناه.

عندما ورث شارة القيادة من المدافع البرازيلي ألداير بقيادة المدرب التشيكي زدينيك زيمان عام 1998، كان يبحث عن تحدي الارتقاء بالفريق وقد نجح في الوصول الى هدفه لأنه تمكن بعدها بعامين من قيادته الى لقب الدوري (2001). وعلى رغم أن روما لم يكرر الفوز باللقب منذ ذلك الحين، لكن توتي حبس أنفاس المشجعين والفرق المنافسة على حد سواء بمهاراته الرائعة وأهدافه التي وصلت الى الرقم 250 في الدوري.

توتي الذي أصبح بعد ثلاثة أيام من احتفاله بعيد ميلاده الـ38 أكبر لاعب يسجل هدفا في دوري أبطال أوروبا، لم يكن قائدا عاديا، بل شكل أيقونة ورمزا لروما سيصعب على مشجعي "جالوروسي" التأقلم مع فكرة رحيله عن النادي الذي استحوذ مستثمرون أميركيون على ملكيته عام 2011.

لا عودة من طرف النادي

لكن، بحسب ما قال النجم السابق البالغ حاليا 42 عاما "ثمة العديد من الأمور التي دفعتني الى التفكير. لم يشركوني أبدا"، في إشارة الى عدم الأخذ برأيه في القرارات الإدارية والفنية، لاسيما مسألة المدرب وقرار التعاقد مع البرتغالي باولو فونسيكا الأسبوع الماضي.

وكانت التقارير تشير الى أن توتي يفضل تعيين زميله المتوج معه بمونديال 2006 جينارو غاتوسو الذي انفصل بدوره عن ميلان.

وكشف "لا يتصلون بي إلا عندما نكون في مأزق... لم أحصل يوما على فرصة العمل في القطاع الرياضي كما أردت"، موجها سهامه الى بالوتا بالقول "منذ أن جاء الأميركيون الى رأس الهرم في النادي، حاولوا بكل الوسائل إقصاء أبناء روما من هذا النادي. هذا هو هدف بعض الأشخاص. لقد نجحوا".

وشدد توتي على أنه "ليس الوداع، بل الى اللقاء"، موضحا "إذا جاء مالك آخر الى روما وأراد حقا الاعتماد علي، سأكون مستعدا".

ولم يتأخر رد إدارة نادي العاصمة، اذ أعربت عن "خيبة أمل كبيرة لمعرفة أن فرانشيسكو توتي أعلن قراره الرحيل عن النادي".

أضافت "في حين أننا نتفهم كم يصعب عليه أن يتخذ قرار الرحيل عن روما بعد 30 عاما، نعتقد أن رؤيته للوقائع والقرارات التي اتخذت في النادي واهمة وبعيدة عن الواقع".

وسعى النادي لقطع الطريق على احتمال عودة توتي، بقوله "بشأن التلميحات المتكررة لعودة محتملة في ظل ملكية جديدة، مترافقة مع معلومات عن أطراف مهتمين جمعهم من حول العالم، نأمل في ألا يكون ذلك محاولة غير لائقة لترقب محاولة استحواذ على النادي، وهو سيناريو حساس نظرا لأن نادي آ أس روما هو شركة مدرجة (في سوق الأسهم)".

أضاف "المجموعة الاستثمارية (المالكة) للنادي ليست لديها أي نية على الإطلاق لعرض نادي آ أس روما للبيع، الآن أو مستقبلا".