توتّرات جديدة بين الفتحاويين والإسلاميين تطرق أبواب 'عين الحلوة'

مقاتلو فتح ينصبون منصّات الصواريخ والقذائف، فيما استعدت عناصر المجموعات الإسلامية المتشددة للمواجهة المحتملة.
أمين سر فتح في لبنان ينفي استعداد الحركة للدخول في معركة جديدة

بيروت - خيّمت أجواء من التوتر مجددا على مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان ورفعت حركة فتح درجة استنفارها العسكري، فيما تأهبت عناصر المجموعات الإسلامية المتشددة للمواجهة، ما ينذر بتجدد الاشتباكات بين الطرفين، بعد نحو ثلاثة أسابيع من المعارك الأخيرة التي أسفرت عن 13 قتيلا وعشرات الجرحى، في أحدث مؤشر على هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار الأخير وبقاء الوضع قابلا للانفجار في أي لحظة.

ووفق تقرير لـ 'الأخبار' اللبنانية، فإن عناصر المجموعات الإسلامية في المخيم استنفرت استعدادا للاشتباك مع الفتحاويين، لكن 'عصبة الأنصار' الإسلامية أثنتهم عن إطلاق النار، بهدف القيام باتصالات مع قيادات فلسطينية ولبنانية للتباحث بشأن نوايا حركة فتح في شنّ معركة جديدة.

ويأتي استنفار الإسلاميين إثر نصب حركة فتح لمنصات صواريخ وقذائف في جبل الحليب وجهت نحو معاقل العصبة في حي الصفصاف، وفق المصدر نفسه.

وقال أمين سر فتح في لبنان فتحي أبوالعردات إن "الحركة لا تنوي الدخول في مواجهات جديدة"، واصفا تحركاتها الأخيرة بـ"التحصينات العسكرية الاعتيادية" لافتا إلى أن "تحضيرات المجموعات الإسلامية المتشددة لم تكن أقل مستوى".

ونقلت "الأخبار" اللبنانية عن مصدر أمني أن "الإسلاميين احتلوا خلال الآونة الأخيرة المدارس وتحصنوا داخلها"، فيما لم يتمكن النازحون من حيي الطوارئ الذي يعتبر معقل المجموعات الإسلامية المتشددة من العودة إلى منازلهم.

ومنذ وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه نهاية يوليو/تموز الماضي عززت قوات الأمن الفلسطيني تمركزها في المخيم وأدخلت أسلحة ومقاتلين من مخيمات الشمال وصور، فيما يبدو أنه استعداد لمعركة الثأر من الإسلاميين ردا على مقتل القيادي في حركة فتح أبوأشرف العرموشي وأربعة من مرافقيه.

واندلعت في 29 يوليو/تموز اشتباكات استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة والقذائف الصاروخية ومدفعية الهاون، بين عناصر من حركة فتح وآخرين ينتمون إلى مجموعات إسلامية متشددة في مخيم عين الحلوة وأودت المواجهات التي استمرت خمسة أيام بـ13 شخصا غالبيتهم مسلحون.

وتوسعت دائرة الاشتباكات التي انطلقت في البداية بين مسلحي فتح وجماعة 'جند الشام' لتنتقل لاحقا بين الفتحاويين وجماعة 'عصبة الأنصار' الإسلامية، وسط اتهامات متبادلة بين الأطراف حول المتسبب الرئيسي في اندلاع المواجهات المسلحة بالمخيم الذي يؤوي مجموعات إسلامية متشددة وخارجين عن القانون.

وألحقت الاشتباكات أضرارا فادحة بالعديد من المنازل والسيارات داخل المخيم وفي محيطه، كما أدت إلى حركة نزوح كثيفة إلى خارجه وأقفلت المؤسسات والمدارس والجامعات في مدينة صيدا، فيما لم تدخل بنود اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ومن بينها لجنة التحقيق التي شكّلت للتقصي عن حقائق مقتل العرموشي.

ويضمّ المخيم أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مسجل لدى الأمم المتحدة، انضم إليهم خلال الأعوام الماضية آلاف الفلسطينيين الفارين من النزاع في سوريا.
وشهد المخيم في العديد من المناسبات عمليات اغتيال واشتباكات بين الفصائل الفلسطينية ومجموعات إسلامية متشددة ولا تدخل القوى الأمنية اللبنانية المخيمات بموجب اتفاق بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية.

ويبلغ إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان نحو 200 ألف يتوزعون على 12 مخيما تخضع معظمها لنفوذ الفصائل الفلسطينية.