توجس الجزائر من مبادرة الأطلسي يدفعها إلى استقطاب موريتانيا

الرئيس الجزائري يهنئ نظيره الموريتاني لاختياره مرشحا لرئاسة القمة القادمة للاتحاد الإفريقي، متعهّدا بوقوف الجزائر إلى جانبه.

الجزائر - تسعى الجزائر إلى استقطاب موريتانيا بعد أن أبدت الأخيرة رغبة في تعزيز العلاقات مع المغرب ووقوفها على الحياد في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية وتراهن على الدخول في شراكات اقتصادية مع نواك شوط لكسب حلفاء جدد بعد أن باءت كافة محاولاتها لتعزيز نفوذها في أفريقيا بالفشل، لا سيما بعد إنهاء باماكو اتفاق السلام الهش الذي رعته الجزائر.

وأفادت الرئاسة الجزائرية في بيان نشرته الاثنين بأن "الرئيس عبدالمجيد تبون أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، تطرقا خلاله إلى قضايا تهم البلدين بالإضافة إلى الزيارة المرتقبة للرئيس الموريتاني إلى الجزائر".

وتابعت أن "تبون هنأ نظيره الموريتاني لاختياره مرشحا لمنطقة شمال إفريقيا لرئاسة القمة القادمة للاتحاد الإفريقي"، مؤكدا أن "هذا الاختيار يُشرّف دول وشعوب المنطقة ككل وأنه سيجد الجزائر دائما إلى جانبه للقيام بمهامه النبيلة".

ويستعد البلدان لافتتاح أول معبرين بريين وإطلاق منطقة للتبادل التجاري الحر وبناء طريق بري بطول نحو 800 كلم، بالإضافة إلى تنفيذ مذكرات تفاهم في مجالات التعليم العالي والتدريب، وفق وكالة الأنباء الموريتانية.

وذكرت الوكالة أن "الرئيسين ثمنا خلال الاتصال الهاتفي التشاور والتنسيق المنتظم بينهما على جميع الأصعدة وخصوصا حول القضايا ذات الاهتمام المشترك".

وتعكس التحركات للدبلوماسية الجزائرية توجسها من المبادرة الدولية التي أطلقها المغرب بهدف تسهيل ولوج دول منطقة الساحل الأفريقي إلى المحيط الأطلسي، فيما أبدت حكوماتها موافقتها على الانضمام إلى المبادرة لما تتيحه من فرص غير مسبوقة لتحقيق قفزة اقتصادية وتنموية.

وسعت الجزائر خلال الآونة الأخيرة إلى تهويل الأوضاع في منطقة الساحل، مدفوعة بمخاوفها من المبادرة المغربية، في وقت تمضي فيه المملكة بثبات على طريق تعزيز مكانتها كبوابة على أفريقيا من خلال إقامة جسور التواصل وتوقيع شراكات اقتصادية على أساس المنافع الاقتصادية المتبادلة بعيدا عن المزايدات السياسية.

وأثبت المغرب التزامه بعمقه الأفريقي ضمن مقاربة شاملة للتنمية المستدامة، مكرّسا جهوده من أجل  المساهمة في صناعة مستقبل لشعوب المنطقة.

وحذرت تقارير جزائرية مؤخرا من أن "تعزيز نفوذ المغرب في مالي والنيجر سيؤدي إلى إلحاق أضرار كبيرة بالجزائر"، داعية السلطات إلى التحرك الفوري من أجل وضع مشروع يزاحم مبادرة الأطلسي.

وتجد الجزائر نفسها في مأزق بعد أن أخفقت في إصلاح العلاقات مع مالي التي اتهمتها بالتدخل في شؤونها من خلال دعمها للمتمردين الطوارق، فيما بات المغرب مرشحا للعب دور الوسيط في إنهاء الأزمة في البلد الأفريقي، لا سيما مع تنامي العلاقات بين البلدين بعد انضمام باماكو إلى مبادرة الأطلسي.

ويستعد المغرب وموريتانيا لتعزيز التعاون، فيما شكلت الزيارة التي قام بها رئيس مجلس النواب المغربي راشيد الطالبي العلمي ورؤساء الفرق البرلمانية إلى موريتانيا نهاية الأسبوع الماضي فرصة لتقوية الشراكة بين البلدين، إذ أعرب وزراء ومسؤولون موريتانيون للوفد المغربي عن ثقتهم في ''قوة الشراكة التي تربط بين الرباط ونواكشوط''، وفق موقع "هيسبريس" المغربي.

وأشار بيان صدر في ختام زيارة العلمي إلى موريتانيا إلى "تمسك البلدين باتحاد المغرب العربي"، كما تم الاتفاق على "إنشاء منتدى ينعقد سنويا في أحد البلدين لتعزيز العلاقات وتطويرها بما يخدم مصالح الشعبين".