إسرائيل لن تتخلى عن الجولان في أي اتفاق تطبيع مع الشرع
واشنطن – أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الإثنين أن بلاده "مهتمة" بتطبيع علاقاتها مع سوريا ولبنان، مؤكدا أن هضبة الجولان السورية المحتلة ستبقى "جزءا لا يتجزأ" من إسرائيل في أي اتفاق سلام محتمل.
وتزايد الحديث عن لقاء محتمل بين الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، في حدث غير مسبوق بوساطة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأكد ساعر خلال مؤتمر صحافي في القدس أن "إسرائيل مهتمة بتوسيع نطاق الاتفاقات الابراهيمية ودائرة السلام والتطبيع (في المنطقة)"، مضيفا "لدينا مصلحة في ضم دول جديدة، مثل سوريا ولبنان… إلى هذه الدائرة، مع الحفاظ على المصالح الأمنية والجوهرية لدولة إسرائيل".
وشدد ساعر على أن إسرائيل لن تتخلى عن الجولان السوري الذي احتلت أجزاء واسعة منه في حرب عام 1967 وضمّتها في 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي باستثناء الولايات المتحدة.
وقال "إسرائيل فرضت قوانينها على هضبة الجولان قبل أكثر من 40 عاما، وفي أي اتفاق سلام، سيبقى الجولان جزءا لا يتجزأ من دولة إسرائيل".
وجاءت تصريحات ساعر، بعد حديث الحاخام الأميركي أبراهام كوبر، نائب رئيس "مركز سايمون فيزنتال" اليهودي، عن "احتمال عقد لقاء مستقبلي بين الشرع ونتنياهو ممكن "إذا تدخل ترامب شخصيا". وذلك بعد زيارته للعاصمة دمشق ولقائه الشرع.
وأضاف الحاخام "إذا تعهد ترامب للرئيس السوري بمساعدته في إعادة إعمار سوريا، فإن كل شيء يصبح ممكناً، بما في ذلك تطبيع العلاقات مع إسرائيل"، وكشف أنه ناقش مع الرئيس الشرع مبادرات للتعاون بين سوريا وإسرائيل في مجالات المياه والزراعة وكذلك تحديد مصير المفقودين من الطرفين.
وأضاف أن الشرع قدّم رؤية لسوريا موحدة بجيش واحد ومساواة في الحقوق، مشيرا إلى أن الشرع "إسلامي ولكنه مثير للاهتمام ويمكن الحوار معه"، معتبرا أن "قدرته على تنفيذ هذه الرؤية ستكون بمثابة تغيير لقواعد اللعبة".
وتابع كوبر "هناك مساران محتملان لتحسين العلاقات بين سوريا وإسرائيل، الأول محلي يشمل خطوات لخفض التوتر عبر لقاءات دبلوماسية وعسكرية، والثاني دولي سريع يتطلب دعوة مباشرة من ترامب لكلا الزعيمين للجلوس في واشنطن في حال تعهد ترامب للشرع بمساعدته في إعادة إعمار بلاده، فإن كل شيء ممكن".
كما أكد أنه "طرح على الرئيس السوري مبادرات للتعاون مع إسرائيل في مجالات المياه، الزراعة، وتحديد مصير المفقودين". وشكر الحاخام الأميركي الشرع لمساهمته في نقل أرشيف الجاسوس إيلي كوهين لعائلته، وطلب مساعدته في إعادة رفاته.
ونوه كوبر بأن الشرع أكد له رغبته في السلام، ولكنه يرى أن "حل النزاع مع إسرائيل هو أولوية".
وجاءت الزيارة قبيل انطلاق عملية "الأسد الصاعد" الإسرائيلية ضد إيران، تمت بمشاركة القس جوني مور المقرب من ترامب، بعد لقاء سابق في نيويورك مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ما مهد الطريق للوصول إلى دمشق.
وقالت "القناة 14" العبرية إن خريطة الطريق التي وضعها نتنياهو وترامب للتطبيع في الشرق الأوسط خلال الأشهر القريبة القادمة، تبدأ من سوريا وتركيا. وأضافت القناة العبرية أنه وفي الأسابيع الأخيرة أُحرز تقدم ملحوظ في المحادثات مع النظام الجديد في دمشق.
ويفهم في تل أبيب وواشنطن أن الرئيس السوري أحمد الشرع أقل اهتماما بإنهاء الحرب في غزة وأكثر اهتماما برفع العقوبات الأميركية عن بلاده. وصرح مصدر سياسي "الشرع لم يتحول إلى صهيوني لكن المصالح هي التي تملي عليه مسار خطواته".
وتوضح القناة أنه وفي هذه الأثناء يسعى الأميركيون إلى ربط التطبيع مع سوريا أيضا بتحسين العلاقات بين إسرائيل وتركيا.
وتشير "القناة 14" العبرية إلى أنه وفي المرحلة التالية من المفترض أن تنضم السعودية لكنها لن تفعل ذلك إلا بعد انتهاء الحرب في غزة بسبب الرأي العام داخل المملكة.
وبحسب مصادر في تل أبيب، فإن انتهاء الحرب من المتوقع أن يحدث خلال الأشهر القريبة سواء عبر حسم عسكري أو من خلال صفقة استسلام من جانب حماس.
وفي حال انضمت السعودية، فالمتوقع هو التحاق إندونيسيا أكبر دولة مسلمة في العالم بالمملكة، والتي انتخبت فيها مؤخرا حكومة مؤيدة للغرب برئاسة برابوو سوبيانتو.
ومن المحتمل أن تنجح السعودية لاحقا بجلب أقرب حلفائها باكستان ثاني أكبر دولة مسلمة. أما بالنسبة لباكستان فالأمور أكثر تعقيدا، سواء بسبب التيارات الإسلامية القوية داخلها أو بسبب العلاقات الوثيقة بين إسرائيل والهند، وحالة الحرب أو التوتر الشديد بين إسلام آباد ونيودلهي.
واختتمت القناة بالقول "على أي حال، وفقا للخطط الموضوعة في القدس وواشنطن فإن كل ذلك من المفترض أن يحدث خلال النصف سنة إلى السنة القادمة هدف طموح ومتفائل للغاية، لكن في ظل التغيرات السريعة والدراماتيكية في المنطقة خاصة بعد سقوط إيران، كل شيء وارد".