توخل يعيد توازن تشلسي بعناده وتواصله الصريح

المدرّب الألماني ينجح في إيجاد الحلول لفريقه اللندني، والاقتراب من بطاقة العبور للمربع الذهبي القاري على حساب بورتو.

 لندن - نجح المدرّب الألماني توماس توخل، المرشح للعبور مع فريقه الجديد تشلسي الإنكليزي إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم الثلاثاء على حساب بورتو البرتغالي، بإعادة التوازن إلى الفريق اللندني بفضل براغماتيته، عناده وتواصله الصريح.

اعتُبر انتقاله إلى خطة 3-4-3 فور وصوله ضربة معلّم تكتيكية. خيار فرضته اعتبارات قصيرة المدى والحسّ المنطقي السليم.

روى لقناة "بي تي" الرياضية البريطانية بعد مباراته الأولى في الدوري الإنكليزي اثر خلافة فرانك لامبارد المقال من منصبه "قرّرنا في الطائرة كيف سنلعب ضد ولفرهامبتون. لجأنا إلى قلب دفاع بثلاثة لاعبين كي نتمكن من الدفاع بخمسة ونضغط بسرعة على خماسي الدفاع الخلفي لولفرهامبتون".

خطة لم يكن يحبذها سابقا لكنه بقي وفيا لها، نظرا لإمكانات فريقه الوفيرة في قلب الدفاع والبدلاء المتاحين على الظهيرين.

تعزيز الدفاع كان أولوية لفريق يتلقى الكثير من الأهداف.

هنأه المدرب سام ألاردايس قبل المباراة الوحيدة التي رضخ فيها الدفاع الأزرق (أمام وست بروميتش ألبيون 2-5) "قام بما يجب. البداية بمباريات دون تلقي الأهداف، والبناء بدءا من هذه النقطة".

لا شفقة

وصل توخل إلى حقل ألغام، بعد الحلول بدلا من أيقونة في ملعب ستامفورد بريدج، لكنه لم يكن خائفا من المواجهة.

وضع "تلميذ" لامبارد لاعب الوسط مايسون ماونت على مقاعد البدلاء في المباراة الأولى، وأعاد الدفع بالاسباني ماركوس ألونسو والألماني أنتونيو روديغر، موجها رسائل واضحة في بداياته.

وعلى كرسي لا يحتمل الكثير من الرأفة، في ظل قساوة مالك النادي الروسي الملياردير رومان أبراموفيتش، أدرك توخل انه لا يملك الكثير من الوقت لايجاد الحلول.

لم يكن راضيا مثلا عن مردود كالوم هادسون-أودوي بعد دخوله على الاستراحة ضد ساوثمبتون، فاخرجه بعد 31 دقيقة من نزوله.

لا أحد بعيدا عن الحساب، خصوصا مواطنيه في تشكيلة الـ"بلوز".

قال بعد الفوز الاخير على كريستال بالاس (4-1)، حيث اطلق الأميركي كريستيان بوليسيك المبعد لفترة "حان وقت القتال لاكتساب المراكز. إذا كنت ضمن المجموعة حان الوقت لتكتسب موقعا أساسيا، حان وقت القتال كي تبقى". قاتل الأميركي جيدا وسجّل هدفين.

خطاب صريح ومباشر

كان يمكن اعتبار صلابة وقساوة توخل (47 عاما) بمثابة الاستبداد في أروقة فريق غرب لندن، لو لم يكن قد أغوى إنكلترا بخطابه المباشر والصريح.

تقبّل مدرب باريس سان جرمان الفرنسي السابق العلاقة مع وسائل الإعلام كجزء أساس في مهنته. إجاباته على كل اسئلة الصحافيين، حتى لو لم تكن كاملة، ساهمت في تزايد شعبيته.

أقرّ بعد اشكال بين لاعبين الحارس البديل الإسباني كيبا أريسابالاغا وروديغر خلال التمارين قبل رحلة بورتو الأخيرة "فلتخرج الأخبار، أنا معتاد. هناك العديد من القنوات التي يمكن أن تخرج من خلالها".

وعن ابعاد المهاجم الشاب تامي ابراهام عن التشكيلة الأساسية، ما قد يهدّد تواجده في كأس أوروبا المقبلة مع منتخب إنكلترا، كان توخل صريحا.

قال مدرب بوروسيا دورتموند وماينتس الألمانيين سابقا "لا يمكنني اتخاذ قراراتي وفقا لأهداف اللاعبين الشخصية (...) من الجيد جدا أن يكون للاعبين طموحات، لكني مدرّب تشلسي وأقوم بما هو مناسب لنا جميعنا".

قرارات حاسمة قد تعيد تشلسي إلى المنافسة على لقب دوري الابطال المتوّج به عام 2012، وسيكون مسار نصف النهائي معبدا الثلاثاء في إشبيلية، خصوصا بعد الفوز ذهابا على بورتو 2-صفر.