تورينو وبارما يقصان شريط العودة في ايطاليا

'الثيران' ومضيفه 'جيالو بلو' يستهلان عودة الدوري الايطالي بتعادل في انتظار الصراع المحتدم بين يوفنتوس ولاتسيو على اللقب.

روما - بعد توقف منذ التاسع من آذار/مارس الماضي بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، عاود الدوري الإيطالي لكرة القدم نشاطه السبت بمباراة أولى مؤجلة من المرحلة 25 انتهت بتعادل تورينو ومضيفه بارما 1-1، وذلك بانتظار أن يستأنف يوفنتوس ولاتسيو صراعهما على اللقب اعتبارا من بداية الأسبوع المقبل.

وبدأت المباراة التي أقيمت على الملعب الأولمبي في تورينو خلف أبواب موصدة، بدقيقة صمت على ضحايا "كوفيد-19" الذي أودى بحياة أكثر 34500 شخص في البلاد، وهي الأولى في "سيري أ" منذ التاسع من آذار/مارس.

وافتتح تورينو التسجيل في الدقيقة 15 عبر الكاميروني نيكولا نكولو الذي احتفل بالركوع على رجل واحدة تنديدا بمصرع المواطن الأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد في 25 أيار/مايو اختناقا على يد شرطي أبيض في مينيابوليس، لكن السلوفاكي يوراي كوتسكا أدرك التعادل في الدقيقة 31.

وفي المباراة الثانية المؤجلة من المرحلة ذاتها، تغلب هيلاس فيرونا على كالياري 2-1.

وضرب هيلاس فيرونا بقوة في بداية المباراة بتسجيله ثنائية عبر صامويا دي كارميني في الدقيقتين 14 و26، قبل أن يضطر إلى إكمال المباراة بعشرة لاعبين إثر طرد مهاجمه فابيو بوريني بسبب تدخل قوي بحق ماركو روغ وذلك بعد اللجوء لتقنية المساعدة بالفيديو "في آيه آر" (35).

واستغل الضيوف النقص العددي وقلصوا الفارق قبل دقيقتين من نهاية الشوط الأول عبر جيوفاني سيميوني، نجل دييغو مدرب أتلتيكو مدريد الإسباني.

وتساوى الفريقان على ارضية الملعب في الدقيقة 70 اثر طرد لاعب وسط كالياري لوكا تشيغاريني لتلقيه الانذار الثاني، دون أن تتغير النتيجة.

وتتجه الأنظار الأحد في مباراتين مؤجلتين أيضا من المرحلة الخامسة والعشرين، الى الصراع على المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل حين يتواجه أتالانتا الرابع مع ضيفه ساسوولو، وإنتر ميلان الثالث مع ضيفه سمبدوريا.

وأرجئت المباريات الأربع لأن المدن المضيفة لها كانت بؤرة التفشي الأولى لفيروس "كوفيد-19" في البلاد، قبل أن يتخذ بعد المرحلة السادسة والعشرين قرار تعليق الموسم بأكمله.

وكان قائد تورينو أندريا بيلوتي الذي بقي فريقه في المركز الخامس عشر برصيد 28 نقطة مقابل 36 لبارما الذي أصبح سابعا، سعيدا بالعودة، وقال قبل المباراة "إنه شيء جميل لأننا نعود لفعل ما نحبه. نحن جميعا متحمسون ومتلهفون لإظهار ما يمكننا القيام به على أرض الملعب".

وأضاف "هناك أجواء إيجابية كبيرة، شعور بالتعاضد، ونريد أن نثبت ما تعلمناه في الأشهر القليلة الماضية"، مشددا "حان الوقت الآن للعمل، ليس للكلام".

ومن المؤكد أن بيلوتي كان يفضل شخصيا أن تكون العودة أفضل بالنسبة له، إذ أضاع السبت ركلة جزاء ثمينة لفريقه في مستهل الشوط الثاني.

وعاود الموسم نشاطه الأسبوع الماضي بمباراتي إياب الدور نصف النهائي لمسابقة الكأس، ثم الأربعاء بالمباراة النهائية التي فاز بها نابولي على يوفنتوس بركلات الترجيح بعد تعادلهما سلبا في الوقت الأصلي.

وبعد الانتهاء من المباريات الأربع المؤجلة، سيتبقى لكل الفرق 12 مباراة في الدوري حتى نهاية الموسم الذي يبدو فيه الصراع على أوجه بين يوفنتوس ولاتسيو إذ لا يفصل بينهما سوى نقطة واحدة.

ويستأنف يوفنتوس مسعاه لاحراز اللقب للموسم التاسع تواليا الإثنين من ملعب بولونيا، فيما يخوض لاتسيو اختبارا أصعب بكثير في ضيافة أتالانتا الذي يحتل المركز الرابع الأخير المؤهل الى دوري الأبطال بفارق ثلاث نقاط أمام قطب العاصمة الآخر روما.

الأمور ليست على ما يرام عند "السيدة العجوز"

ولا تبدو الأمور على ما يرام في مستهل العودة بالنسبة لمعسكر "السيدة العجوز"، إذ ظهر فريق المدرب ماوريتسيو ساري مهزوزا خلال مباراتيه في إياب نصف نهائي الكأس والمباراة النهائية، حيث فشل في الوصول الى الشباك لمباراتين تواليا لأول مرة منذ خمسة أعوام، بتعادله سلبا في الأولى مع ميلان وفي الثانية مع نابولي.

وخسر عملاق تورينو الأربعاء لقبه الثاني لهذا الموسم، بعد أن فشل أيضا في كانون الأول/ديسمبر في رفع الكأس السوبر بخسارته أمام لاتسيو.

وكانت مباراة الأربعاء في العاصمة مكلفة ليوفنتوس ليس بسبب خسارة اللقب وحسب، بل سيفتقد مدافعه البرازيلي أليكس ساندرو بسبب اصابة في ركبته ستبعده عن الملاعب قرابة ثلاثة أسابيع بحسب شبكة "سكاي سبورتس" التي أفادت أيضا أن لاعب الوسط الألماني سامي خضيرة سيغيب لشهر ونصف بسبب اصابة تعرض لها قبل نهائي الكأس في فخذه الأيمن.

ويستمر أيضا غياب المهاجم الأرجنتيني غونزالو هيغواين والقائد جورجيو كييليني بسبب الإصابة، وهما عاودا التمارين الفردية بحسب "سكاي سبورتس".

وفي ظل الوضعين الفني والمعنوي الحاليين ليوفنتوس، تبدو الفرصة قائمة أكثر من أي وقت مضى أمام لاتسيو للفوز باللقب للمرة الأولى منذ موسم 1999-2000.

وبقيادة هدافه المتألق تشيرو إيموبيلي الذي يتصدر ترتيب الهدافين (27 هدفا) بفارق ستة أهداف أمام نجم يوفنتوس البرتغالي كريستيانو رونالدو، لم يذق فريق المدرب سيموني إينزاغي طعم الهزيمة منذ أيلول/سبتمبر الماضي، وهو أكد أنه قادر حقا على إزاحة "السيدة العجوز" عن العرش بالفوز على بطل المواسم الثمانية الماضية مرتين هذا الموسم بنتيجة واحدة 3-1 في الدوري والكأس السوبر.

ويأمل فريق العاصمة أن يبدأ العودة من حيث عُلِقَ الموسم من خلال الفوز على أتالانتا القوي الأربعاء في برغامو، ومواصلة زحفه حتى الموقعة التي قد تكون بمثابة نهائي في 20 تموز/يوليو حين يحل ضيفا على يوفنتوس في المرحلة السابعة والثلاثين قبل الأخيرة.

وفي قاع الترتيب، يحتل سبال وبريشيا المركزين الأخيرين ويبدو أنهما في طريقهما الى الدرجة الثانية، بما أنهما يتخلفان بفارق 7 و9 نقاط تواليا عن منطقة الأمان، في حين سيكون الصراع حاميا جدا على تجنب اللحاق بهما إذ لا يتقدم فيورنتينا الثالث عشر (30 نقطة) سوى بفارق 5 نقاط عن ليتشي الثامن عشر (25).