توقعات بقصف إسرائيلي لمنشآت النفط الإيراني تقفز بأسعار النفط
واشنطن - تحدّث الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الخميس عن نقاشات جارية بشأن ضربات إسرائيلية محتملة ضد منشآت نفطية إيرانية، بعد الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران على الدولة العبرية، فيما ارتفعت أسعار النفط اليوم الخميس وسط مخاوف المستثمرين من أن يؤدي اتساع نطاق الحرب في الشرق الأوسط إلى تعطل إمدادات الخام من المنطقة.
وخلال تصريحات في البيت الأبيض، سئل بايدن "هل توافق على توجيه اسرائيل ضربات تطال منشآت نفطية إيرانية؟" فأجاب "نجري نقاشات بهذا الشأن. أعتقد أنه سيكون..." دون أن ينهي جملته.
كما سئل الرئيس الأميركي قبل مغادرته البيت الأبيض متوجها إلى جنوب الولايات المتحدة "ما هي الخطط للسماح لإسرائيل بالرد على هجوم إيران الصاروخي؟"، فرد قائلا "أولا، نحن لا نسمح لتل أبيب بأن تقدم على أي خطوة، نحن ننصحها. لا شيء سيحصل اليوم"، وذلك في إشارة إلى ردّ إسرائيلي محتمل على إيران بعد الهجوم الصاروخي الذي شنته الجمهورية الإسلامية على الدولة العبرية.
وتوعدت إسرائيل إيران بالردّ على إطلاقها الثلاثاء نحو 200 صاروخ باتجاه الدولة العبرية انتقاما لاغتيال حليفيها زعيم حركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله.
ونقل موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين القول الأربعاء إن إسرائيل قد تستهدف منشآت لإنتاج النفط داخل إيران ردا على ذلك.
ومن شأن أي استهداف إسرائيلي للمنشآت النفطية الإيرانية أن يفاقم متاعب الاقتصاد الإيراني الذي يئن تحت وطأة العقوبات الأميريكة والغربية، لا سيما وأن طهران استطاعت خلال الأعوم الماضية التخفيف من تداعيات هذا الحصار بفضل إيرادات النفط.
وتنتج إيران أكثر من ثلاثة ملايين برميل يوميا من النفط الخام، وتعدّ بين المنتجين الرئيسيين داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك".
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.82 دولار أي 3.82 بالمئة إلى 76.72 دولارا للبرميل. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 2.85 دولار أي 4.07 بالمئة إلى 72.95 دولارا، كما ارتفع كلا الخامين القياسيين بأكثر من ثلاثة دولارات للبرميل خلال الجلسة.
وبلغت العقود الآجلة لخام برنت مستوى مرتفعا خلال اليوم عند 77.65 دولارا للبرميل وهو الأعلى منذ 30 أغسطس/آب، فيما وصلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط ذروة إلى 73.95 دولار وهو أعلى مستوى في شهر.
وقال المحلل آشلي كيلتي من بانمور جوردون إن هناك مخاوف من أن مثل هذا التصعيد قد يدفع إيران إلى إغلاق مضيق هرمز الذي يعتبر نقطة لوجستية رئيسية يمر عبرها خمس إمدادات النفط اليومية.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن مخزونات الخام في الولايات المتحدة ارتفعت 3.9 مليون برميل إلى 417 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 27 سبتمبر/أيلول، مقارنة مع توقعات في استطلاع أجرته رويترز بهبوط قدره 1.3 مليون برميل.
وقال محللون في "إيه.إن.زد" في مذكرة "زيادة المخزونات الأميركية أضاف إلى براهين على أن السوق بها إمدادات كبيرة يمكنها تحمل أي تعطل للإنتاج".
ومما قلص المخاوف أيضا، وجود قدرة إنتاجية فائضة في منظمة ''أوبك'' وواقع أن إمدادات النفط الخام العالمية لم تتأثر بعد بالاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط.
وتملك دول "أوبك" ما يكفي من الطاقة الاحتياطية من النفط لتعويض فقدان الإمدادات الإيرانية بالكامل إذا ضربت إسرائيل منشآتها النفطية.
وفي سياق متصل قال صندوق النقد الدولي اليوم الخميس إن تصعيد الصراع في الشرق الأوسط قد تكون له تداعيات اقتصادية كبيرة على المنطقة والاقتصاد العالمي، لكن أسعار السلع الأولية لا تزال أقل من أعلى مستوياتها في العام الماضي.
وصرحت جولي كوزاك المتحدثة باسم الصندوق في إفادة صحفية روتينية بأن النقد الدولي يتابع عن كثب الوضع في جنوب لبنان بقلق بالغ وقدمت تعازيها في القتلى هناك.
وأضافت أن "احتمال تصعيد الصراع يزيد من المخاطر وحالة عدم اليقين وقد تكون لها تداعيات اقتصادية كبيرة على المنطقة وخارجها".
وأوضحت أنه من السابق لأوانه التنبؤ بتأثيرات محددة على الاقتصاد العالمي، لكنها أشارت إلى أن الاقتصادات في المنطقة تعاني بالفعل بشدة، ولا سيما في قطاع غزة، حيث يواجه السكان "ظروفا اجتماعية واقتصادية قاسية وأزمة إنسانية ونقص في المساعدات".
وفي إشارة إلى الغارات الجوية الإسرائيلية على جماعة حزب الله المسلحة المدعومة من إيران في لبنان، قالت كوزاك "التصعيد الأخير للصراع يؤدي إلى تفاقم الوضع الاقتصادي الكلي والاجتماعي الهش بالفعل في البلاد".