توقعات لا تأكيدات بعودة قريبة لسجين إيراني لدى واشنطن

طهران تبدي تفاؤلا كبيرا بعودة العالم سيروس أصغري المسجون منذ سنوات في الولايات المتحدة لاتهامه بسرقة أسرار صناعية، خلال الأيام القادمة في واقعة نادرة خارج إطار عملية تبادل سجناء.
محكمة أميركية برأت سيروس أصغري لكن السلطات احتفظت به
العالم الإيراني بقي مسجونا لأسباب تتعلق بقوانين الهجرة
طهران لن توقف صادرات النفط لفنزويلا رغم التحذيرات الأميركية

طهران - أعلنت إيران الاثنين أن العالم سيروس أصغري المسجون منذ سنوات في الولايات المتحدة لاتهامه بسرقة أسرار صناعية، سيعود إلى إيران خلال أيام بعد تبرئته الخريف الماضي.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي كما نقلت عنه وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية (إسنا) إن "ملف الدكتور سيروس أصغري أغلق في أميركا وسيعود على الأرجح إلى البلاد خلال اليومين أو الثلاثة أيام المقبلة"، مضيفا "سيتم ذلك في حال لم تظهر أية مشكلة أو عائق من الآن وحتى ذلك الحين".

وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، برئ أصغري المتهم بسرقة أسرار صناعية خلال زيارة أكاديمية في أوهايو، لكنه بقي مسجونا لأسباب تتعلق على ما يبدو بقوانين الهجرة.

وأكدت طهران الشهر الماضي أن أصغري وهو باحث علمي في جامعة شريف التكنولوجية في طهران، التقط فيروس كورونا المستجد خلال فترة احتجازه.

وكان قد أعلن في مارس/اذار لصحيفة 'ذي غارديان' البريطانية أن شرطة الهجرة الأميركية أبقته في مركز احتجاز في لويزيانا، خال من المرافق الصحية الأساسية ورفضت إعادته لطهران رغم تبرئته.

وتحتجز كل من الولايات المتحدة وإيران المتخاصمتين مواطنين من البلد الآخر ودعتا مؤخرا إلى الإفراج عنهم بسبب تفشي وباء كوفيد-19.

وإيران هي البلد الأكثر تضررا من الوباء في منطقة الشرق الأوسط مع تسجيلها أكثر من 150 ألف إصابة بينها 8 آلاف وفاة، لكن مسؤولين وخبراء داخل الجمهورية الاسلامية وخارجها يشككون في صحة الأرقام الرسمية.

ومنذ مارس/اذار، استفاد نحو 100 ألف سجين في إيران بينهم ألف أجنبي بإذن خاص للخروج بهدف الحد من تفشي الوباء.

والولايات المتحدة هي البلد الأكثر تضررا في العالم من الوباء مع أكثر من 1.8 مليون إصابة بينها 104 آلاف وفاة.

وسجن وأدين العديد من الإيرانيين في الولايات المتحدة منذ أن انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في عام 2018 من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني المبرم عام 2015 وأعاد فرض عقوبات قاسية على طهران.

ودعت إيران التي تحتجز 5 أميركيين على الأقل إلى تبادل شامل للسجناء مع الولايات المتحدة التي تحتجز 19 إيرانيا، وفق بيانات رسمية ومعلومات صحافية.

وكان المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي قد قال في 10 مايو/ايار "هناك رغبة في تبادل كافة السجناء دون شروط مسبقة، لكن الحكومة الأميركية رفضت حتى الآن الرد".

وعلق المسؤول في وزارة الأمن الداخلي الأميركية كين كوتشينلي على قضية أصغري قائلا "بعدما ماطلتم لأشهر فيما كنا نحاول أن نرسل سيروس أصغري إليكم، تستيقظون ذات صباح وتقولون إنكم تريدون استعادته". ورد عباس موسوي على ذلك في تغريدة قائلا "نحن ننظر إلى أعمالكم وليس إلى أقوالكم".

وإذا ما عاد إلى إيران، سيكون أصغري من السجناء النادرين الذين تم الإفراج عنهم من الجانبين خارج إطار عملية تبادل سجناء.

وفي ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، أطلقت طهران سراح الأميركي شيوي وانغ، فيما أفرجت الولايات المتحدة عن الإيراني مسعود سليماني.

وفي سياق منفصل، تعهدت طهران الاثنين بمواصلة تسليم النفط إلى فنزويلا رغم العقوبات الأميركية، فيما تفرض الولايات المتحدة عقوبات أحادية الجانب لوقف صادرات النفط من إيران وفنزويلا وكلاهما بلدان منتجان للنفط.

وأعلن موسوي أنه إذا طلبت كراكاس "تسلم شحنات جديدة، فسنصدرها لهذا البلد ولأي بلد هو بحاجة" للنفط، بعد أيام من وصول ناقلات نفط إيرانية إلى فنزويلا.