تونس الى أمم إفريقيا بـ'شهية كبيرة' لتعويض ما فات

رغم احتلاله المركز الثالث إفريقياً و28 عالمياً في التصنيف الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة خلف المغرب والسنغال، منتخب 'نسور قرطاج' نادراً ما تألّق في البطولة الأكبر في القارة.

لوريان (فرنسا) - بعد "الشعور بعدم الإنجاز" في النسخة الأخيرة لكأس الأمم الإفريقية وكأس العالم 2022 لكرة القدم، تدخل تونس البطولة القارية التي تحتضنها ساحل العاج حتّى 11 شباط/فبراير المقبل، بـ"شهيّةٍ كبيرة"، بحسب ما يقول المدافع منتصر طالبي لوكالة فرانس برس.

رغم احتلاله المركز الثالث إفريقياً (28 عالمياً) في التصنيف الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، خلف المغرب (13) والسنغال (20)، فإن منتخب "نسور قرطاج" نادراً ما تألّق في البطولة الأكبر في القارة.

خلال 20 مشاركةٍ ماضية، لم تُحقّق تونس اللقب سوى مرة واحدة (على حساب المغرب 2-1 عام 2004 على أرضها)، كما حقّقت الوصافة مرّتين (1965 و1996).

يعتبر طالبي (25 عاماً) الذي يلعب للوريان الفرنسي، أن "تونس كانت دائماً منتخباً كبيراً في القارة الإفريقية. غالباً ما يخشوننا لأننا نعرف كيف نفوز في المباريات".

ويضيف "لكن الأهم والصعب بالنسبة إلينا، هو استغلال العروض الجيّدة التي نقدّمها في البطولة. نقدّم مستوى جيّد جداً ثمّ ننهار ذهنياً".

وفي ظل وجود "منافسة كبيرة للغاية" في هذه النسخة، حيث يتوقّع المدافع "كرة قدم جميلة" و"عرضاً رائعاً"، سيكون من الضروري أن يكون الفريق منتظماً.

ويقول طالبي "هناك ستة منتخبات على الأقل يُمكنها أن تفوز" باللقب، وهي نيجيريا، غانا، ساحل العاج، الجزائر، المغرب الذي وصل إلى نصف نهائي المونديال الماضي، مصر أو الكاميرون، بحسب رأيه.

لمحو "الذكريات المتناقضة"

مدعومة بـ"شغفٍ لا يُصدّق" من المشجّعين الذين يحضرون بأعدادٍ ضخمة "في البطولات الكبيرة مثل كأس العالم وكأس الأمم الإفريقية"، تدخل تونس البطولة بـ"طموحٌ شديد وشهيّةٍ كبيرة".

يقول طالبي الذي بدأ ممارسة كرة القدم في فرنسا وانطلقت مسيرته الاحترافية مع الترجي عام 2017، إن "الناس يضعوننا أحياناً بين المرشّحين (للتتويج)، وأعتقد أننا نملك الفريق القادر على تحقيق ذلك".

لكنّ حتّى تفوز تونس باللقب، عليها أوّلاً أن تتأهّل من المجموعة الخامسة التي تضمّ ناميبيا، جنوب إفريقيا، وخصوصاً مالي.

لديهم لاعبون مميّزون وتشكيلة جيّدة. ربما قد يصل إلى أدوار متقدّمة في البطولة

يُعلّق "نعلم أن (مالي) منتخب قويّ. لديهم لاعبون مميّزون وتشكيلة جيّدة. ربما قد يصل إلى أدوار متقدّمة في البطولة".

بعد 36 مباراةٍ دولية، يرغب طالبي في محو "الذكريات المتناقضة" التي حملها معه من النسخة الماضية في الكاميرون، في أول مشاركة له ضمن البطولات الدولية.

تونس تأهّلت حينها من المركز الثالث في المجموعة السادسة التي تصدّرتها مالي وحلّت غامبيا وصيفتها، لكن المشوار لم يستمرّ طويلاً، فبعد الفوز على نيجيريا المرشّحة للقب 1-0 في دور الـ16، أقصيَت على يد بوركينا فاسو بالنتيجة عينها في ربع النهائي.

يقول إن "بعض الأمور لا توصف. شعورٌ بالعاطفة والفخر، وحتّى الضغط، عندما تشارك في بطولاتٍ مثل هذه مع المنتخب الوطني".

 "المونديال ساعدني على النمو"

يشعر طالبي أن منتخب بلاده "كان قادراً على الوصول بعيداً" في كأس العالم قطر 2022، حيث خرج "نسور قرطاج" من دور المجموعات بأربع نقاط، خلف أستراليا وفرنسا (6).

يقول لوكالة فرانس برس "بالنسبة لي، كان حلماً كبيراً أن أشارك في كأس العالم (...) في ملاعبٍ تتزيّن بالألوان التونسيّة ولعب مباريات بمستوى عالٍ، والفوز على فرنسا (1-0) والتعادل مع الدنمارك (1-1).

لكن المغامرة لم تستمر بسبب الخسارة أمام أستراليا (0-1)، "لكنني أحتفظ بالعديد من النقاط الإيجابية. كانت تجربة ساعدتني على النمو كلاعب"، يتابع طالبي.

ويفتقد المنتخب التونسي مهاجمه وهبي الخزري الذي اعتزل دولياً بعد المونديال الأخير، ليترك فراغاً كبيراً. وفي ظل وجود المخضرم القائد يوسف المساكني (33 عاماً و98 مباراة)، ينضمّ عناصر جُدد إلى التشكيلة.

طالبي، هو من بين العناصر المهمّة، وهو الذي حمل شارة القيادة أخيراً في المباراة التي خسرتها تونس أمام غينيا الاستوائية 0-1 والثانية في التعادل مع الجزائر 1-1 ضمن التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026.

يقول المدافع "أعلم أن لديّ دوراً جديداً في الفريق"، واعداً "تقديم قصارى جهدي داخل الملعب وخارجه لتحمّل هذه المسؤوليات".