تونس تتأهب أمنيا ولوجستيا على حدودها مع ليبيا تحسبا لأي طارئ

قوات الأمن والجيش التونسية تعزز انتشارها على طول الشريط الحدودي مع ليبيا، فيما تعكف لجنة محلية بالتنسيق مع وزارتي الدفاع والداخلية على الاستعداد لموجة نزوح من الأراضي الليبية.

احتجاجات أمام سفارة تركيا في تونس تنديدا بالتدخلات التركية في ليبيا
متظاهرون يطالبون الرئاسة التونسية بردّ واضح على مزاعم أردوغان
لتونس تجربة سابقة في استقبال النازحين الليبيين مع تدهور الوضع الأمني

تونس - رفعت تونس الجمعة درجة التأهب الأمني على الحدود مع ليبيا تحسبا لأي طارئ بالتزامن مع اقتراب الجيش الوطني الليبي من دخول قلب العاصمة طرابلس وتهديدات تركية بإرسال قوات مسلحة لدعم حكومة الوفاق الوطني والميليشيات الإسلامية المتشددة الموالية لها.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن قوات الأمن والجيش التونسية بمختلف تشكيلاتها عززت انتشارها على طول الشريط الحدودي بين تونس وليبيا.

وترتبط تونس بحدود مشتركة مع ليبيا تمتد على نحو 500 كيلومتر تضم معبرين رئيسين في رأس جدير والذهيبة في الجنوب التونسي.

وتتزامن هذه الخطوة مع احتفالات رأس السنة الميلادية وأيضا تحسبا على الأرجح لموجة نزوح من الغرب الليبي إلى الأراضي التونسية في حال دخل الجيش الوطني الليبي العاصمة طرابلس.

وسبق أن عاشت تونس وضعا مماثلا في السنوات التي تلت سقوط نظام معمر القذافي، لكن حركة النزوح حينها كانت بوتيرة أسرع وأثقل من حيث عدد الفارين من القتال.

واختبرت تونس هذه التجربة في السابق وتحملت أعباء شديدة فيما كانت وقتها قد دخلت لتوها في فوضى متناثرة بعد أشهر فقط من سقوط نظام الرئيس الأسبق الراحل زين العابدين بن علي.

وبحسب المصادر ذاتها تواصل لجنة محلية يطلق عليها اسم اللجنة الجهوية (المحلية) لمجابهة الكوارث بمحافظة تطاوين استعداداتها بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والخارجية وأيضا المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لاستقبال لاجئين من ليبيا.

زيارة أردوغان لتونس أثارت جدلا سجالات سياسية بسبب عزم تركيا التدخل عسكريا في ليبيا
زيارة أردوغان لتونس أثارت جدلا سجالات سياسية بسبب عزم تركيا التدخل عسكريا في ليبيا

وأشارت أيضا إلى أن هذه الترتيبات تجري في مخيم سيتم تحضيره بمنطقة 'بئر الفطناسية' في مدينة رمادة وأن طاقة الاستيعاب تصل إلى 25 ألف لاجئ.

وتعتبر تونس أكثر دول الجوار تأثرا بالوضع الأمني في ليبيا لذلك تبدي حرصا شديدا على تأمين حدودها وتعزيز التواجد الأمني فيها.

ويهدد الانخراط التركي العسكري المتوقع في الصراع الليبي دعما لحكومة السراج، بتأجيج الأزمة واتساع حدودها.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد وصل إلى تونس الأربعاء في زيارة أثارت الكثير من الجدل والسجالات السياسية وسط تحذيرات من أي دعم تونسي لمخططاته.

وادعى أردوغان بعد عودته لتركيا أنه اتفق مع الرئيس التونسي قيس سعيد على دعم حكومة السراج، لكن الرئاسة التونسية ردّت لاحقا على تلك المزاعم وعلى المخاوف السائدة في الشارع من خروج الدبلوماسية (التونسية) عن حيادها.

وكانت الرئاسة التونسية قد نفت الدخول في أي تحالف في النزاع الليبي لكنها لم تشر بشكل صريح لمزاعم الرئيس التركي، ما عرّض الرئيس التونسي لانتقادات بسبب غياب موقف واضح ومباشر رافضا لأي تدخل تركي عسكري في ليبيا.  

وقالت الرئاسة التونسية "تونس لن تقبل بأن تكون عضوا في أي تحالف أو اصطفاف على الإطلاق ولن تقبل أبدا بأن يكون أي شبر من ترابها إلا تحت السيادة التونسية وحدها".

و نظم عشرات المتظاهرين من المجتمع المدني التونسي السبت احتجاجات أمام مبنى السفارة التركية بالعاصمة تنديدا بخطط تركيا المحتملة في ليبيا وادعائه وجود تنسيق مع تونس، وهي المزاعم التي نفتها الرئاسة التونسية.

ورفع المحتجون لافتات كتب عليها "ليبيا لليبيين دون عثمانيين" و"طيب غادر ليبيا، غادر إفريقيا"، داعين الرئاسة التونسية إلى تبني خطاب واضح وصريح بشأن ادعاءات أردوغان في أنقرة بوجود اتفاق مع تونس لدعم حكومة الوفاق الوطني في طرابلس.