تونس تعيش على وقع تهديدات باغتيالات سياسية

إحباط محاولة لاغتيال النائبة السابقة مباركة البراهمي في وقت حذرت فيه النائبة الحالية عبير موسى من مخطط لاستهدافها بسبب مواقفها الرافضة للإسلام السياسي.

تونس - يعود في تونس الحديث عن محاولات الاغتيال السياسي وذلك في ظل أزمة سياسية تعصف بالبلاد بعد سقوط حكومة الحبيب الجملي التي تم تكليفها من قبل حركة النهضة الإسلامية.
وفي هذا الإطار كشف حزب التيار الشعبي في بيان مساء الجمعة أن الأجهزة الأمنية قد أحبطت مخططا لاغتيال القيادية في الحزب و النائبة السابقة عن تحالف الجبهة الشعبية في البرلمان مباركة عواينية براهمي أرملة الشهيد والنائب السابق في المجلس التأسيسي محمد براهمي.
وثمن التيار الشعبي مجهودات الأجهزة الأمنية في هذه المعركة ضد الإرهاب منبها إلى خطورة الوضع الذي بات مشحونا بأجواء العنف والتحريض.
ودعا الحزب الذي انشق عن تحالف الجبهة الشعبية الشعب التونسي وقواه الحية إلى الحيطة والحذر والوحدة في مواجهة محاولات جر البلاد مجددا إلى مربع العنف.

من جانبها أفادت وزارة الداخلية التونسية انه تم الكشف عن مخطط لاستهداف مباركة البراهمي بعد القبض على عنصر ارهابي خطير من قبل الاجهزة الامنية.
وأوضح الناطق باسم الوزارة خالد الحيوني في تصريح لوكالة الانباء الرسمية الجمعة ان الأجهزة المختصة أعلمت النائبة بمحاولة اغتيالها وانه تم اتخاذ الاجراءات الامنية الازمة لحمايتها بالتعاون مع القطب القضائي لمكافحة الارهاب.
وكان محمد البراهمي زوج مباركة البراهمي اغتيل في يويليو/تموز 2013 بعد اشهر قليلة من اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد وهو من نفس التحالف على ايدي ارهابيين.
وقد خلفت عملية الاغتيال احتجاجات شعبية واسعة ادت الى اعتصامات ومظاهرات مطالبة بحل البرلمان واسقاط النظام بعد اتهام حركة النهضة بالوقوف وراء المحاولتين وهو ما ادى في النهاية الى تشكيل حكومة تكنوقراط بقيادة مهدي جمعة سنة 2014 بعد فترة من الحوار الوطني مع اغلب الأحزاب والمنظمات الوطنية.
وعاد الحديث اليوم عن الاغتيالات السياسية في ظل ازمة سياسية تعصف بالبلاد بعد الفشل في منح الثقة لحكومة الجملي المدعومة من اخوان تونس ونانطلاق مشاورات حول حكومة جديدة باشراق الرئيس قيس سعيد.
وحذرت رئيس كتلة الحزب الدستوري الحر عبير موسى في حوار بث عبر اذاعة موزاييك الخاصة من محاولة لاغتيالها وذلك بسبب مواقفها السياسية الرافضة للاسلام السياسي.

وقالت عبير موسى ان هنالك محاولة للاعتداء عليها ونواب كتلتها من قبل بعض الاشخاص في البرلمان بحجة انهم من عائلات شهداء وجرحى الثورة على خلفية رفضها الترحم عليهم في ذكرى الثورة.
وأوضحت عبير موسى انّ حياتها وحياة نواب الحزب الدستوري الحر اصبحت مهددة مبينة  تعرّض عدد منهم إلى الإعتداء المباشرة وغير المباشر في محاولة لكتم أصواتهم.
واضافت موسى "لن أسكت ولن أتراجع عن معركة تحرير تونس، مؤكدة أنّ تونس في خطر، داعية إلى الالتفاف حولها وإنقاذها من الخطر الاستعماري الداهم.
وردا على تصريحات عبير موسى قال رئيس البرلمان ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ان تصريحات النائبة "فال سيئ" مضيفا  أنّ فأل عبير موسي ينذر بالخراب.
وقال الغنوشي كان ينبغي على النيابة العموميّة أن تستدعي موسي التي "تبشّر بالإغتيال".
واتهم حركة النهضة وما عرف بجهازها السري بالتورط في عمليات الاغتيال السياسي التي شهدتها البلاد بعد الثورة حيث كشفت هيئة الدفاع لاعن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي عن غرفة سوداء وامن موازي تابع للإسلاميين يعمل على ارتكاب عمليات الاغتيال وهو ما اثار جدلا في البلاد.