تونس تقتل 5 إرهابيين في منطقة حدودية مع الجزائر

قوات مشتركة من الأمن وجيشي البر والجو تنفذ عملية نوعية في جبال القصرين (غرب) قرب الحدود مع الجزائر تمكنت خلالها من القضاء على خمسة إرهابيين، بينما تستمر عمليات تمشيط المنطقة التي تشكل معقلا لجماعات متطرفة تنتمي لداعش والقاعدة.
نجاح أمني آخر للقوات التونسية لا يحجب استمرار خطر الإرهاب
تونس تعاني من عدم استقرار سياسي وأزمة اقتصادية منذ ثورة يناير 2011

تونس - أعلنت وزارة الداخلية التونسية الاثنين القضاء على خمسة جهاديين في عملية قامت بها قوات من الأمن والجيش البري والجوي في منطقة جبال الشعانبي بمحافظة القصرين (غرب) والحدودية مع الجزائر.

وتأتي هذه العملية الأمنية فيما تعيش تونس أزمة سياسية وأخرى اقتصادية تفاقمت في ظل وضع وبائي خطير مع تسجيل البلاد قفزات قياسية في عدد الوفيات والإصابات بفيروس كورونا.

وشهدت البلاد في السنوات القليلة الماضية تحسنا كبيرا في مواجهة الإرهاب على الرغم من أن تونس تعاني حالة من عدم الاستقرار السياسي منذ ثورة يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.

وقالت وزارة الداخلية في بيان إنه "بناء على معطيات فنيّة دقيقة، تمكّنت وحدات أمنيّة تابعة لوزارة الدّاخليّة ووحدات عسكريّة بريّة وجويّة تابعة لوزارة الدّفاع الوطني، حسب المعطيات الأوّليّة، من القضاء على خمسة عناصر إرهابية".

وأفاد الناطق الرسمي باسم الحرس الوطني حسام الدين الجبابلي بأن "العملية انطلقت فجر الاثنين ويجري تحديد هويات وانتماءات القتلى".

وبؤكد الجبابلي أن عمليات التمشيط متواصلة في جبال الشعانبي الحدودية مع الجزائر والتي تتخذ منها جماعات جهادية مسلحة ملجأ وتنفذ بين وقت وآخر عمليات تستهدف أمنيين وعسكريين.

وتخوض القوات العسكرية التونسية منذ 2012 حملات تعقب جماعات مسلحة تنتمي إلى خلايا تابعة لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وكذلك لتنظيم الدولة الإسلامية.

وأعلنت وزارة الداخلية التونسية مطلع أبريل/نيسان الماضي القضاء على ثلاثة جهاديين من بينهم امرأة فجرت نفسها بحزام ناسف وهي تحمل رضيعها في جبال محافظة القصرين (غرب).

وشن هذا التنظيم في 2014 هجوما على عسكريين وقتل 15 جنديا، وتلا ذلك سلسلة اعتداءات في البلاد.

ومطلع فبراير/شباط الماضي قُتل أربعة جنود تونسيين في انفجار لغم أرضي في منطقة جبال المغيلة القريبة من جبال السلوم، خلال عملية تمشيط. وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية العملية.

وتعرضت تونس في فجر السابع من مارس/اذار لأعنف هجوم ارهابي استهدف عزل مدينة بنقردان الحدودية مع ليبيا عن محيطها وعن العاصمة لإعلانها إمارة إسلامية، في مخطط إرهابي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ونجحت قوات الأمن والجيش في إفشاله.

وشكل إحباط الهجوم منعطفا مهما في مكافحة الإرهاب، فقد تواصلت الاشتباكات المتقطعة إلى 9 مارس/اذار.

وفي ساعة مبكرة من صباح السابع من مارس/اذار قامت مجموعات مسلحة بالهجوم على المدينة في محاولة للسيطرة عليها واعترضتها قوات من الجيش الوطني التونسي والحرس الوطني والشرطة وانتهت الاشتباكات في منتصف النهار تقريبا وتواصلت عمليات المطاردة في المناطق المجاورة بقية اليوم.

وفي حصيلة نهائية أعلنتها رئاسة الحكومة ووزارة الداخلية ووزارة الدفاع الوطني في تلك الفترة، بلغ عدد القتلى 55 قتيلا، منهم 36 مسلحا و12 من الجيش والقوات الأمنية و7 مدنيين وبلغ عدد الجرحى 27 فردا، إضافة إلى اعتقال 7 مسلحين.

وتجددت الاشتباكات في بنقردان في اليوم التالي ليلا واستطاعت قوات الجيش والأمن القضاء على 6 مسلحين متحصنين في منزل بضواحي المدينة. كما تواصلت عمليات المطاردة والاشتباكات المتقطعة لأيام متعددة حيث أمكن لقوات الأمن في 9 مارس/اذار من تصفية 4 مسلحين في حين قتل جندي وجرح مواطن آخر. وفي اليوم التالي قتل 4 مسلحين واعتقل آخر.

ومثّلت تلك العملية ضربة قاسمة للمجموعات الإرهابية بعد مقتل جميع المخططين للهجوم واعتقال آخرين، واعتقل أخطرهم في 11 مايو/ايار.

ومنذ ثورة 2011، تواجه تونس تنامي حركات جهادية مسلحة خصوصا في المناطق الحدودية مع كل من الجزائر وليبيا. وتحسن الوضع الأمني في البلاد في السنوات الأخيرة، لكن حالة الطوارئ لا تزال سارية منذ العام 2015.