تونس تنعى "الصديق المخلص" فريديرك ميتيران

وزارة خارجية تونس تقول في بيان إنه برحيل فريديرك ميتيران تفقد الصداقة التونسية الفرنسية شخصية ساهمت بشكل كبير في تعزيز العلاقات بين البلدين.

تونس/باريس - نعت تونس في بيان لوزارة خارجيتها اليوم الجمعة، من وصفته بـ"الصديق الوفي والمخلص لتونس والتونسيين" الراحل فريديريك ميتيران الوزير السابق للثقافة في فرنسا وأحد أبرز المبدعين المثقفين. وتوفي ميتيران مساء أمس الخميس عن سن 76 عاما بعد صراع مع مرض السرطان.

وقالت الخارجية في بيان لها "برحيله، تفقد الصداقة التونسية الفرنسية شخصية ساهمت بشكل كبير في تعزيز العلاقات بين البلدين. لقد ساهم الفقيد بموهبته السردية  المشهود لها، في التعريف لدى جمهور واسع بتاريخ تونس الغني وتراثها".

وأضافت "لقد أظهر فريديريك ميتيران الكاتب والمخرج ورجل التلفزيون والسينما والإذاعة ووزير الثقافة والاتصال، التزاما ثابتا بتعزيز العلاقات الودية بين تونس وفرنسا ودعما لا يتزعزع للفنانين والمثقفين التونسيين".

وكان فريديريك ميتران المولود في 21 أغسطس/اب 1947 في باريس، وهو ابن شقيق الرئيس الراحل فرنسوا ميتران، وكان قد أعلن في أبريل/نيسان 2023 أنه "مريض"، من دون أن يفصح عن أي تفاصيل إضافية .

واكتسب عاشق السينما الكبير شهرته بتقديمه منذ عام 1981 برنامجا سينمائيا على محطة "تي إف 1" وترك المحطة عام 1988 بعد خصخصتها، وانتقل إلى محطة "أنتين 2" العامة.

وتولى ميتران إخراج عدد من الأفلام من أبرزها "مدام باترفلاي" عام 1995 الذي صوّره في تونس.

ورغم كونه نجل شقيق الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا ميتران، امتنع عن السير على خطى عمه رغم إعجابه به. وانضم في يونيو/حزيران 1993، إلى حركة اليسار الراديكالي. وفي مايو/أيار 1995، أعلن دعمه المرشح الرئاسي اليميني جاك شيراك.

وعيّنه الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي عام 2008 رئيسا للمعهد الثقافي الفرنسي في إيطاليا "فيلا ميديسيس"، وعاد إلى باريس بعد بضعة أشهر لتولي وزارة الثقافة، حتى الانتخابات الرئاسية عام 2012، التي خسرها اليمين.

وفي هذا المنصب، أشرف ميتران، وهو أب لثلاثة أبناء، على عدد من المشاريع الكبرى التي أُطلق بعضها قبل توليه الحقيبة، وأبرزها متحف حضارات أوروبا والبحر الأبيض المتوسط في مرسيليا (جنوب فرنسا) ودار أوركسترا باريس الفلهارمونية.

وأشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالراحل عبر حسابه على منصة "إكس"، واصفا إياه بالرجل الذي "عاش ألف حياة، كلها منسوجة بخيط مشترك: الثقافة للجميع". أما ساركوزي فذكّر بأنه كان "رجلا مثقفا ومرهفا جدا".

وكتب وزير الثقافة السابق جاك لانغ "لقد ربطتنا صداقة استمرت أكثر من 60 عاما. طوال حياته، خدم الفنون بشغف وسعة اطلاع وحب. ولاؤنا المشترك لفرنسوا ميتران وحّدنا بعمق".