ثالث ليلة من المواجهات العنيفة بين الشرطة والمحتجين في جنوب تونس

قوات الأمن تفرق بالقوة متظاهرين في جلمة يحتجون على التهميش في مظاهرات بدات حين أضرم شاب النار في نفسه.

تونس - قال شهود إن اشتباكات عنيفة اندلعت الاثنين بين محتجين غاضبين والشرطة التونسية التي أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم في بلدة جلمة في جنوب البلاد، في ثالث ليلة على التوالي من الاحتجاج على الفقر والتهميش.
ويوم السبت بدأت الاحتجاجات في جلمة بعد يوم من إضرام عبد الوهاب الحبلاني (25 عاما) النار في نفسه احتجاجا على الفقر وأوضاعه السيئة في واقعة تعيد إلى الأذهان الشاب محمد البوعزيزي الذي فجرت وفاته انتفاضات الربيع العربي.
وقال شهود إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع وطاردت شبانا يحتجون في شوارع البلدة. وقام المتظاهرون بسد الطرق واشعلوا إطارات السيارات.

المشهد يعيد للأذهان أيام الثورة

وقال بلال الحرزلي أحد سكان جلمة لوكالة رويترز للانباء "الوضع صعب هنا. الشرطة تستعرض عضلاتها وتطلق الغاز المسيل للدموع في كل مكان".
وأضاف "المشهد يعيد إلى الأذهان أيام الثورة. الناس غاضبون بسبب قلة التنمية والإجابة الأمنية القوية".
وكان الحبلاني يعمل بشكل غير منتظم وكان يطالب بتحسين وضعه الاجتماعي في جلمة المحاذية، لمدينة سيدي بوزيد، مسقط رأس البوعزيزي.
وتعاني الولاية من استمرار التهميش بعد تسع سنوات من الثورة التي تفجرت من هناك على الفقر والبطالة والفساد.
ودفن الشاب السبت وبدأت احتجاجات عنيفة بعد دفنه.
ومنذ وفاة البوعزيزي في ديسمبر 2010 حذا العديد من الشبان حذوه بإشعال النار في أنفسهم في مواجهة الصعوبات الاقتصادية المزمنة في تونس.
وأدت الاحتجاجات الحاشدة التي أعقبت جنازة البوعزيزي إلى ثورة أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي الذي فر مع أسرته للسعودية حيث توفي هذا العام.