ثقافة الاعتراف في 'الشجرة التي تمشي'

الكتاب يمكن اعتباره يتنزل ضمن أدب اﻻعتراف فهو يحتفي بجانب من المسيرة اﻷدبية لهذه الكاتبة التونسية.

عن دار اﻷمينة للنشر بتونس صدر مؤخرا كتابا بعنوان "فاطمة بن محمود، الشجرة التي تمشي"،  من الحجم المتوسط في 262 صفحة، طبعة أولى 2024. .

يتنزل الكتاب في إطار أشغال الملتقى العربي الأول للقصة القصيرة جدا وهي تظاهرة أدبية أطلقتها المجلة الثقافية اﻻلكترونية "أوراق مبعثرة" التي أسسها الكاتب واﻻعلامي الليبي جمال محمد، وضِمنها تَمّ إطلاق مسابقة عربية للقصة القصيرة جدا سنة 2021 فاز فيها الكاتب التونسي حسن السالمي عن كتابه القصصي "أنا وظلي". 

يمكن اعتبار أن كتاب "فاطمة بن محمود، الشجرة التي تمشي" يتنزل ضمن أدب اﻻعتراف فهو يحتفي بجانب من المسيرة اﻷدبية لهذه الكاتبة التونسية.

كتبت الدكتورة مريم جبر في تقديمها للكتاب ان "في هذا الكتاب قراءات ودراسات وشهادات تضفي على الشجرة مزيدا من اخضرارها، وتهادي ظلالها كما ينبغي لامرأة ما لبثت تكتب وتمشي، لشجرة كلما قالت أرتوي من ماء الورق ازدادت ظمأ للحبر والحب كيفما اتفق".

أضواء على المسيرة اﻷدبية:

 ضم الكتاب بعض المقاربات النقدية التي احتفت بببعض اصداراتها من ذلك ديوان "الوردة التي لا أسميها" ورواية "الملائكة لا تطير ونجد مقالات لمجموعة من الكُتاب التونسيين والعرب، ساهمت الدكتورة مريم جبر بدراسة نقدية بعنوان "التطرف الديني في الرواية النسوية العربية: رواية "الملائكة لا تطير" نموذجا" ومن الجزائر الدكتورة زينب  لوت بمقاربة بعنوان "الحس المرئي في فضاء القصة القصيرة جدا للكاتبة فاطمة بن محمود  ومن مصر الكاتبة واﻻعلامية هالة فهمي "المسكوت عنه في "ما لم يقله القصيد" ومن ليبيا الناقد اﻻستاذ يونس شعبان الفنادي "جرأة اﻻختيار ومتعة السرد في مواجهة التطرف الديني من خلال رواية الملائكة لا تطير" 

أيضا قدم من تونس الدكتور محمد صالح بن عمر بمقاربة بعنوان "الذات اﻷنثوية المتوغلة في الوجود من خلال ديوان "الوردة التي لا أسميها" وجميل فتحي الهمامي بمقالة بعنوان "هل تنقذ فاطمة بن محمود شرف النقد العربي" وأيضا الكاتب والصحفي عامر بوعزة بمقالة بعنوان "التعدد الصوتي في رواية الملائكة لا تطير لفاطمة بن محمود" وغيرهم.

أضواء على السيرة الذاتية:

 كما ضم الكتاب مجموعة من الشهادات كانت بأقلام مجموعة من اﻷدباء واﻻعلاميين والفنانين التشكيليين من تونس وخارجها وهم نماذج من الشخصيات التي اقتربت من فاطمة بن محمود اﻻنسانة وقدموا اضاءات مهمة ولافتة عن شخصيتها وعوالمها الذاتية من ذلك نجد التشكيلي المصري عبد الرازق عكاشة في ورقة بعنوان "شاعرة في الشانزيليزيه" تحدث فيها عن لقائه ﻷول مرة بفاطمة بن محمود عندما كانت ضيفة على "صالون خريف باريس 2014، وكتب الكردي الدكتور نوزاد أحمد شهادة بعنوان "الشعب الكردي في قلبها" من خلال تعرفه على المحتفى بها على هامش مهرجان كلاويز الثقافي الدولي سنة 2014، ايضا ساهم القاص والاعلامي السوداني أحمد خضر بشهادة بعنوان "حساسية الكتابة، كثافة الواقع" وقدم الروائي اليمني الغربي عمران مساهمة بعنوان "الكائن المدهش" ومن تونس أسماء إبداعية وإعلامية عديدة احتفت بفاطمة بن محمود اﻻنسانة من ذلك شهادة بقلم دكتورة الفلسفة أم الزين بن الشيخة من خلال ورقة بعنوان "فاطمة بن محمود امرأة لا تقدر عليها الريح" والدكتورة هاجر المنصوري بورقة بعنوان "نساء من ذهب" وأيضا الباحث لمجد بن رمضان الذي ساهم بشهادة مهمة بعنوان "وردة تصنع ربيع اﻷدب العربي المعاصر" والكاتبة خيرة الشيباني بشهادة قيمة بعنوان "تلك الحياة" وغيرهم من الأسماء اللافتة من تونس والوطن العربي مثل الطاهر لكنيزي وعبد الرحيم التدلاوي وعبد الواحد كفيح وعبد النبي الشراط من المغرب وعلي لفتة سعيد من العراق وغادة البشتي وجمعة الفاخري من ليبيا وبثينة خضر مكي والطيب بشير من السودان وأحمد بن ابراهيم وبلقيس خليفة وعمر دغرير ونهلة عنان وناظم هاني وحيدة المي.

ضم الكتاب حوارا مطولا مع المحتفى بها أجراه الكاتب المغربي عبد الله المتقي تطرق الى جوانب من مسيرتها اﻷدبية واضا اهتم بجانب من علاقتها بالكتابة والحياة، من ذلك أن سؤال يهتم بما عرف عن جرأتها في الكتابة السردية خاصة قالت بن محمود "أن أكتب بجرأة لا يجب أن نفهم ان هذا بطولة مني بل تلك أحد شروط المبدع ومن لا يملك الجرأة داخل نصه عليه أن يبحث عن عمل آخر يقوم به" كما قالت ان "اﻻكتئاب هو أقصى حالات الألم بالنسبة لها ولذلك تصرح انها فكرت في اﻻنتحار عدة مرات" وأن للكتابة شروطا بورجوازية يجب أن تتوفر للمبدع.