ثقل أميركي في دعم مشاريع اسرائيلية لتهويد القدس

المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط والسفير الأميركي لدى إسرائيل يشاركان في احتفال خاص بإعلان الانتهاء من أعمال مشروع أثري ملاصق للبلدة القديمة في القدس الشرقية ذات الأغلبية الفلسطينية.

الأردن يُحذر إسرائيل من عواقب افتتاح نفق باتجاه الأقصى
إدانة فلسطينية لحضور أميركي في افتتاح مشروع على صلة بالاستيطان
عمان تصف إجراءات إسرائيلية في القدس بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي

عمان/القدس - حذر الأردن اليوم الأحد من إجراءات إسرائيلية لا شرعية وغير مسؤولة، تزيد من التوتر والاحتقان في المسجد الأقصى وذلك بالتزامن مع اعتزام مسؤولين أميركيين بينهم المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات والسفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان المشاركة في احتفال خاص بإعلان الانتهاء من أعمال مشروع أثري ملاصق للبلدة القديمة في القدس الشرقية ذات الأغلبية الفلسطينية.

ونددت الخارجية الأردنية في بيان بافتتاح السلطات الإسرائيلية نفق طريق الحجاج باتجاه المسجد الأقصى.

وقال سفيان القضاة المتحدث باسم الخارجية، إن بلاده ترفض بشكل مطلق جميع المحاولات الإسرائيلية الرامية لتغيير هوية البلدة القديمة للقدس المحتلة وطابعها وخصوصا الحرم القدسي الشريف والمواقع الملاصقة له.

وشدد على أن تلك الممارسات "تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، كما تمثل إمعانا في انتهاك قرارات منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) الداعية لوقف جميع الحفريات الإسرائيلية غير القانونية في البلدة القديمة للقدس".

ويعد هذا النفق جزء من خطة "شلم" التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية بهدف تعزيز وجودها في منطقة الحوض المقدس بالبلدة القديمة بالقدس عبر تنفيذ عشرات المشاريع السياحية والحفريات الأثرية في سلوان والبلدة القديمة، بحسب بيان الخارجية.

ودائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في المملكة هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس (الشرقية)، بموجب القانون الدولي الذي يعد الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلالها من جانب إسرائيل.

كما احتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس بموجب اتفاقية وادي عربة (اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية الموقعة في 1994).

وفي مارس/آذار 2013، وقع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس اتفاقية تعطي الأردن حق "الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات" في فلسطين.

ويأتي التحذير الأردني بينما تعتزم منظمة إسرائيلية مرتبطة بالمستوطنين اليوم الأحد افتتاح موقع أثري في القدس الشرقية المحتلة بحضور مسؤولين أميركيين كبار، في خطوة جديدة تثير غضب الفلسطينيين.

ومن المقرر أن يشارك المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات والسفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان في احتفال خاص بإعلان الانتهاء من أعمال مشروع أثري ملاصق للبلدة القديمة في القدس الشرقية ذات الأغلبية الفلسطينية، وفقا لمؤسسة "مدينة داوود"الإسرائيلية.

وأكد غرينبلات حضوره الحفل رافضا اتهامه بأن ذلك يمثل اعترافا آخر بالسيادة الإسرائيلية على القدس الشرقية. وقال في تغريدة على حسابه بتويتر "تدعي السلطة الفلسطينية أن حضورنا لهذا الحدث التاريخي يدعم تهويد القدس ويشكل عملا عدائيا ضد الفلسطينيين"، مضيفا "لا يمكننا تهويد ما يظهره التاريخ وعلم الآثار، يمكننا التعرف عليه ويمكنكم التوقف عن التظاهر بأنه غير صحيح، لا يمكن بناء السلام إلا على الحقيقة".

وسيتم كشف النقاب عن جزء من طريق قديمة تحت الأرض، تقول مؤسسة "مدينة داوود" إنها كانت طريقا للحج إلى المعبد اليهودي الثاني في القدس قبل نحو 2000 عام.

وجرت أعمال المشروع الأثري في قرية سلوان الفلسطينية في الشطر الشرقي من المدينة المتنازع عليها. ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بالسعي لطردهم من المدينة.

وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية "المخططات الاستعمارية" والحضور الأميركي للحدث.

وقالت الوزارة في بيان الأحد "ندين بأشد العبارات المخططات الاستعمارية التهويدية الهادفة إلى استبدال الواقع القائم في القدس المحتلة ومحيط بلدتها القديمة"، مضيفا "نعتبر الحضور الأميركي نشاطا عدائيا ضد الفلسطينيين وانصهارا فاضحا في مخططات اليمين الحاكم في إسرائيل واستكمالا للقرارات المنحازة لدولة الاحتلال".

كما أدانت منظمة "عمق شبيه" الإسرائيلية غير الحكومية والتي تعنى بالحفاظ على المواقع الأثرية كممتلكات عامة لكل المجتمعات والشعوب، الحضور الأميركي المقرر للحفل.

وقالت المنظمة "إنه عمل سياسي أقرب إلى اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على محيط البلدة القديمة في القدس".

واحتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967 وضمتها لاحقا في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي واعتبرتها بالكامل عاصمة لها، في حين يطالب الفلسطينيون بأن تكون عاصمة لدولتهم المستقبلية.

وينظر إلى اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب أواخر العام 2017 بالقدس عاصمة لإسرائيل كسابقة تاريخية.

وألغت الولايات المتحدة أكثر من مئتي مليون دولار من المساعدات المخصصة للفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة. كما أغلقت بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.

ونظمت واشنطن الأسبوع الماضي مؤتمرا اقتصاديا في البحرين قاطعه الفلسطينيون، كان هدفه تركيز الضوء على الجانب الاقتصادي من خطتها للتسوية في الشرق الأوسط المعروفة بـ"صفقة القرن".

ويؤيد ديفيد فريدمان المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، فيما قال جيسون غرينبلات الأسبوع الماضي إنه يفضل أن تسمى "أحياء ومدن" بدلا من مستوطنات.

وتعتبر المستوطنات الإسرائيلية في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين بموجب القانون الدولي غير قانونية وعقبة رئيسية أمام السلام لأنها مقامة على أراض يرى الفلسطينيون أنها جزء من دولتهم المستقبلية.