ثلاثة شهور كارثية للسياحة العالمية

مدريد - أعلنت منظمة السياحة العالمية أن قطاع السياحة شهد في عام 2001 ولاول مرة خلال عقدين نموا سلبيا حيث هبط عدد الوفود السياحية على مستوى العالم بمعدل1.3 في المائة.
فقد بلغ عدد الوفود السياحية 689 مليون مقابل 697 مليون عام ،2000 حسبما ذكرت المنظمة ومقرها مدريد في الاعلان عن نتائجها المبدئية السنوية الثلاثاء.
وتراجع معدل النمو ليس فقط بسبب الهجمات الارهابية التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 أيلول سبتمبر وما لحقها من تداعيات، ولكن أيضا نظرا لضعف اقتصاديات الاسواق الكبرى التي يمكن أن تحقق نموا في السياحة.
وقال فرانسيسكو فرانجيالي الامين العام لمنظمة السياحة العالمية أنه حتى قبل أحداث 11 أيلول/سبتمبر الماضي "شاهدنا نموا ضعيفا في عدد المسافرين القادمين من دول مثل ألمانيا واليابان والولايات المتحدة".
وتشير تقديرات المنظمة إلى أن عدد الوفود السياحية ارتفع بنسبة ثلاثة بالمائة على مستوى العالم في الاشهر الثمانية الاولى من عام ،2001 بتراجع مقداره أكثر من نقطة عن المعدل السنوي في السنوات العشر الماضية
وبعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر انخفض عدد الوفود السياحية بنسبة 11 في المائة.
ووصف أمين عام المنظمة شهور أيلول/سبتمبر وتشرين أول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر بأنها شهور كارثة في السياحة العالمية.
وأشار إلى أن عام 1982 كان العام الوحيد إلى جانب العام الماضي الذي شهد نموا سلبيا في السياحة على مستوى العالم حيث انخفض عدد الوفود السياحية بواقع0.4 في المائة.
وتنبأت منظمة السياحة العالمية بأن صناعة السياحة ستستعيد وتيرة نموها العادية في النصف الثاني من العام الحالي 2002.
ومن المشاكل التي أثرت على قطاع السياحة في عام 2001 تفشي مرض الحمى القلاعية في بعض الدول الاوروبية والاداء القوي للدولار الامريكي والصراع الاسرائيلي-الفلسطيني والازمة الاقتصادية في الارجنتين.
وكانت منطقة الشرق الاوسط أكثر المناطق تضررا حيث انخفض عدد الوفود السياحية إليها بنسبة تسعة في المائة، وهبط عدد الوفود السياحية إلى مصر التي تحظى بـ 25 في المائة من عدد الوفود بنسبة 15.6 في المائة في حين زاد عدد الوفود السياحية إلى الاردن بنسبة أربعة في المائة تقريبا.
وانخفض عدد الوفود السياحية للامريكيتين بنسبة 7 في المائة في الوقت الذي هبطت فيه الزيارات السياحية للولايات المتحدة بنسبة 13 في المائة ويرجع ذلك بصفة أساسية إلى أحداث 11 أيلول/سبتمبر الماضي، وهبط عدد الوفود السياحية المتوجهة إلى أوروبا بنسبة0.7 في المائة.
وانخفض عدد الوفود السياحية إلى بريطانيا وحدها بنسبة6.6 في المائة خلال الاشهر الاحدى عشر الاولى من عام 2001 مقارنة بارتفاع العدد في دول أخرى مثل تركيا وكرواتيا بنسبة 12 في المائة في كل منهما وسلوفينيا بنسبة 11 في المائة.
وأصبحت أسبانيا المقصد السياحي الثاني على مستوى العالم بعد فرنسا، حيث شهدت زيادة في عدد الوفود السياحية بنسبة 3.4 في المائة ليصل العدد إلى49.5 مليون زائر.
وارتفعت الزيارات السياحية إلى شرق آسيا والمحيط الهادي بنسبة أربعة في المائة عام 2001 رغم ارتفاع معدل النمو بأكثر من الضعف قبل أحداث 11 أيلول/سبتمبر الماضي.
وزاد عدد الوفود السياحية إلى الصين بنسبة 6 في المائة وإلى ماليزيا بمعدل 23 في المائة في حين هبط عدد الوفود السياحية اليابانية للخارج بواقع 6 في المائة.
وزاد عدد الوفود السياحية إلى أفريقيا بنسبة 3 في المائة وتوجه معظم هذه الوفود إلى تونس والمغرب. وشهدت جنوب أفريقيا انخفاضا بنسبة 2 في المائة خلال الاشهر الاحد عشر الاولى من عام 2001
وانخفض عدد الوفود السياحية إلى جنوب آسيا بنسبة 6 في المائة ويرجع ذلك بصفة أساسية إلى الحملة العسكرية في أفغانستان.
وكانت فرنسا المقصد السياحي الاول على مستوى العالم حيث بلغ عدد الزائرين 76.5 مليون، تليها أسبانيا (49.5 مليون سائح) فالولايات المتحدة (44.5 مليون سائح) ثم إيطاليا (39.1 مليون زائر) تليها الصين (33.2 مليون زائر).