ثلاثة قتلى وألوف المتظاهرين قرب حدود غزة مع إسرائيل

إحياء الذكرى السنوية لمسيرات العودة يتزامن مع تفاهمات أجرتها حماس وإسرائيل بوساطة مصرية لمنع التصعيد.

غزة - قُتل ثلاثة فلسطينيين السبت واصيب اكثر من 300 بنيران القوات الإسرائيلية قرب الحدود بين غزة وإسرائيل حيث احتشد عشرات آلاف الفلسطينيين على طول السياج الحدودي في الذكرى السنوية الأولى لبدء "مسيرات العودة" في اختبار لوقف إطلاق النار الهش بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة أشرف القدرة في بيان "استشهد تامر هاشم ابو الخير (17 عاما) جراء إصابته برصاصة في الصدر أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي عليه شرق خان يونس" في جنوب قطاع غزة ليرتفع إلى ثلاثة عدد "الشهداء اليوم السبت".
واوضح أنه "أصيب 316 مواطنا بنيران قوات الاحتلال بينهم 64 بالرصاص الحي ومنهم 5 حالات حرجة و9 مصابين في حالة خطيرة".
وفي وقت سابق قال القدرة "استشهد أدهم نضال عمارة (17 عاما) بعيار ناري بالرأس من جيش الاحتلال الإسرائيلي".
وفي ساعة مبكرة صباح السبت، قتل محمد جهاد سعد (20 عاما) جراء "إصابته بشظايا بالرأس من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق غزة" وفق بيان لوزارة الصحة في القطاع.
وتتزامن الاحتجاجات مع إعلان مسؤولين من الفصائل الفلسطينية التوصل الى تفاهمات جديدة مع اسرائيل عبر الوساطة المصرية للمحافظة على الهدوء على السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة واسرائيل.
وزار وفد أمني مصري مخيم العودة شرق مدينة غزة وتفقد الأوضاع قبل مغادرته المكان، والتقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في المخيم الواقع في منطقة ملكة شرق غزة.
وقال عضو المكتب السياسي لحماس خليل الحية في كلمة امام الاف الفلسطينيين إن "رسالة شعبنا أنه مصمم على استمرار مسيرات العودة حتى تحقيق أهدافها"، لافتا الى ان "مسيرات العودة حققت خلال عام بعضًا من أهدافها، وستحقق المزيد من الأهداف".
واكد ان "الوفد المصري أبلغنا بردود إيجابية"، لافتا الى أن الوفد المصري "سيتسلم خرائط زمنية من الاحتلال الإسرائيلي غدا (الاحد) لتنفيذ تفاهمات الهدوء في غزة".

وشوهد مئات الفلسطينيين يقتربون من السياج الحدودي مع اسرائيل رغم هطول الأمطار بحلول الظهر شرق مدينة غزة قبل أن يتراجعوا لدى إطلاق القوات الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع والرصاص أحيانا. وقام المتظاهرون بإلقاء الحجارة وحرق الإطارات.
وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان عن "تجمع نحو اربعين الفا من مثيري الشغب والمتظاهرين في عدة مواقع على طول السياج الأمني في قطاع غزة".
وأضاف أن "بعضهم يلقي الحجارة ويضرم النار في الإطارات"، مشيرا إلى أن الجنود يردون "باستخدام وسائل مواجهة أعمال الشغب".
وعمل مئات من النشطاء التابعين للهيئة العليا المنظمة على حفظ النظام قرب الحدود، لكنهم لم ينجحوا غالبا في إبعاد آلاف المتظاهرين عن الاقتراب من السياج الفاصل.
وكان الجيش الإسرائيلي حشد عشرات المدرعات على طول الحدود، ووضع عشرات القناصة على أهبة الاستعداد.
وتزامن ذلك مع "يوم الأرض" الذي يتم إحياؤه سنويا في 30 آذار/مارس في ذكرى مقتل ستة عرب إسرائيليين على أيدي القوات الاسرائيلية خلال تظاهرات خرجت عام 1976 احتجاجا على مصادرة أراض.
وبلغت المواجهات ذروتها في 14 أيار/مايو العام الماضي بالتزامن مع نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس، فقتل يومها 62 فلسطينيا على الأقل برصاص الجيش إسرائيلي وأصيب المئات بجروح.
ويطالب الفلسطينيون برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من عقد، وبحق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم أو غادروا لدى قيام دولة إسرائيل في 1948.

يبدو أن حماس تعتقد أن اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية يشكل ورقة ضغط إضافية على نتانياهو

وتأتي المسيرات قبل أسبوعين من موعد الانتخابات الإسرائيلية، وبعد أيام قليلة من اندلاع مواجهة عسكرية جديدة بين إسرائيل وحماس في تصعيد أثار مخاوف من وقوع حرب رابعة بين الطرفين.
ويعيش مليونا فلسطيني في القطاع الفقير الذي تحاصره إسرائيل بينما تغلق مصر في كثير من الأحيان معبر رفح الحدودي مع غزة.
وينظم الفلسطينيون احتجاجات في كل أسبوع تشمل قيام متظاهرين بإحراق الإطارات وإلقاء الحجارة وإطلاق البالونات المحملة بمواد حارقة أو متفجرة وحتى محاولة البعض اقتحام السياج الحدودي مع اسرائيل.
ومنذ 30 مارس/آذار 2018 ، قُتل ما لا يقل عن 262 فلسطينياً بنيران القوات إسرائيلية، الغالبية العظمى على طول الحدود فيما قتل جنديان إسرائيليان.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وجه إنذارات عدة باحتمال لجوء إسرائيل الى التصعيد، رغم أن محللين يعتبرون أنه سيكون حذرا في اللجوء الى عملية عسكرية واسعة قبل الانتخابات.
من جهته، اوضح المحلل المتخصص في الشؤون الإسرائيلية الفلسطينية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية هيو لوفات أن "حماس تحاول استغلال التظاهرات لانتزاع تنازلات من إسرائيل".
وقال "يبدو أن حماس تعتقد أن اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية ورغبة نتانياهو في المحافظة على الهدوء في غزة، يشكلان ورقة ضغط إضافية".
لكنه اعتبر أن "هذه قد تكون استراتيجية تحمل مخاطر" بالنظر إلى التعزيزات العسكرية الإسرائيلية عند الحدود مع القطاع.