ثلاث منظمات إيرانية.. تتضامن مع انتفاضة الشعب العراقي

إدانة شديدة لسياسات وممارسات الجمهورية الإيرانية الإسلامية والجماعات السياسية التابعة لها داخل العراق مثل الحشد الشعبي وعصائب أهل الحق وفيلق بدر.

بقلم: عادل حبه

 اتخذت انتفاضة الشعب العراقي ضد الفقر والفساد والتمييز وعدم كفاءة النظام السياسي في إدارة الخدمة العامة أعماقاً وأبعاداً جديدة. كما أسفرت وحشية الحكومة العراقية عن مقتل أكثر من خمسة وأربعين مواطناً عراقياً في المناطق الشيعية في الأيام الأخيرة وعشرات الجرحى والمصابين. وأدى عنف الحكومة على أيدي قوات الأمن والميليشيات المرتبطة بالجمهورية الإسلامية إلى وقوع ضحايا جديدة عبر استخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي حيث بلغ عدد ضحايا الانتفاضة الأخيرة إلى أكثر من 440 شهيد. تعكس الوحشية المفرطة والعنف الشديد عمق الأزمة السياسية في العراق واضطراب النظام السياسي الذي لم يستطع الاستجابة لمطالب الشعب، واختار استخدام العنف من أجل البقاء.

إن الإعلان عن استقالة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إثر اتساع موجة الاحتجاجات وإصرار آية الله علي السيستاني يعد نجاحاً كبيراً للشعب العراقي. ولكن هذا التراجع لا يستجيب للمستوى الحالي لنضال الشعب العراقي الذي يطالب مثلاً بتغيير الدستور وإنهاء توزيع المناصب السياسية على أساس التقسيمات المذهبية والدينية والعرقية وهيمنة حكم شبيه بالمافيا في المجال السياسي والاجتماعي في العراق.

أحد المواقف الرئيسية للشعب المنتفض هو اتهام الأحزاب الحاكمة والجناح المهيمن على السلطة العراقية بعد انهيار حكومة صدام حسين هو التبعية للجمهورية الاسلامية الايرانية وأمريكا، مما حول العراق إلى ميدان للنفوذ والتنافس فيما بينهما. ومن وجهة نظر الشعب العراقي، فإن مطاليب الشعب العراقي وحاجات التنمية في البلاد لا تشكل المهمة المركزية لدى مؤسسات الحكم والأحزاب المتنفذة الحاكمة اليوم؛ فالحكام العراقيون هم مجموعة منغلقة لا تقبل بالمشاركة الشعبية وتسعى إلى الحفاظ على احتكارها للسلطة السياسة وجمع الريع الاقتصادي. وفي هذا السياق، تم استهداف قنصليتي جمهورية إيران الإسلامية في النجف وكربلاء من قبل المتظاهرين العراقيين الغاضبين الذين أدانوا بحق سعي ولاية الفقيه في إيران إلى توسيع نطاق نفوذها والسير على طريق أرساء قواعد الهلال الشيعي عن طريق انشاء وتعزيز المجاميع والشبكات العسكرية-الايديولوجية في الشرق الأوسط. ويشكل هذا المسعى أحد جذور المشاكل التي يعاني منها العراق بعد سقوط صدام حسين.

إن استراتيجية جمهورية إيران الإسلامية القائمة على تحويل العراق إلى منطقة نفوذ ومحور لإحباط النهج العدواني للحكومة الأمريكية وارتهان الميدان السياسي عن طريق تقوية الجماعات المسلحة غير النظامية، لم تخلق دوراً مدمراً في السياسة الداخلية العراقية فحسب، بل وأيضاً وعلى المدى المتوسط والبعيد، تعريض الأمن القومي الإيراني إلى الخطر بتوتير العلاقات بين الشعبين وتحميل على الشعب الإيراني ثمناً باهظاً.

إننا ممثلو ثلاث منظمات ايرانية، نعبر عن إدانتنا الشديدة لسياسات وممارسات الجمهورية إيرانية الإسلامية والجماعات السياسية التابعة لها في العراق، مثل "الحشد الشعبي" و"عصائب أهل الحق" و"فيلق بدر". ويقف شعب إيران إلى جانبكم ويتمنى لكم الموفقية والنجاح. إن الشعب العراقي وقواه السياسية أن يدركوا الفرق بين الشعب الإيراني والنظام الحاكم، وأن يتذكروا أن الشعب الإيراني قد أعلن مراراً وتكراراً معارضته لسياسات الحكومة في العراق والمنطقة. إن كلاً من الشعب الإيراني والعراقي يعانيان من ويلات وتدخلات ولاية الفقيه. وتؤكد الممارسات المستخدمة في القمع الدموي والمميت للاحتجاجات العراقية والإيرانية الأخيرة بوضوح أن شعبا البلدين هما ضحية المعضلة المشتركة لتدخلات خامنئي وفيلق الحرس الثوري الإسلامي. ويعد أسلوب الاحتجاجات في الشوارع وخلق ضغوط اجتماعية، شكلاً مشتركاً يمارسه الشعب الإيراني والعراقي في نضالهما. واليوم، ولا يشكل ولاية الفقيه السيد علي خامنئي العامل الأساس لمشاكل إيران فحسب، بل هو أيضاً يشكل محنة إقليمية ومصدر قلق للشعب العراقي والعديد من الشعوب القاطنة في هذه المنطقة من العالم.

إننا في الوقت الذي نعبر فيه عن دعمنا لكفاح الشعب العراقي، فإننا نعلن عن تضامننا معه. واليوم، إن صرخات الجماهير الشعبية المرتفعة في شوارع بغداد والبصرة والديوانية والناصرية والنجف وكربلاء وفي أكثر من مائة وخمسين مدينة إيرانية، رغم المشاكل والجراحات، لا تعكس إلاّ إرادة الشعبين الرائعة بالخروج من حالة البؤس والبحث عن مستقبل أفضل. إننا على اعتقاد بأنه في ظل اتساع موجة نضال الجماهير في المنطقة، يغدو من الممكن إحلال السلام والأمن في الشرق الأوسط وإرساء قواعد دول ديمقراطية ومدنية قادرة على التنمية، وتتولى زمام الأمور للتخلص من المشاكل التي ورثناها من التطرف الإسلامي والتخلي عن ربط الدين بالدولة.

الهیئات ‌السیاسي - التنفيذية:‏

اتحاد الجمهوريين الإيرانيين

حزب اليسار الإيراني(فدائیان خلق)‏

حزب الجمهوريين الإيراننين

‏ 30 نوامبر(نوفمبر) 2019