ثُمن سكان العالم في شراك السكري ونصفهم بلا علاج

دراسة تكشف أن هناك اكثر من ثمانمئة مليون شخص تبلغ أعمارهم 18 عاما فأكثر مصابين بالمرض المرتبط بالأنسولين بنوعيه الأول والثاني.

لندن - كشفت دراسة جديدة أن أكثر من 800 مليون بالغ حول العالم مصابون بمرض السكري وهو ما يعادل ضعف ما توقعته تقييمات سابقة.

وأظهرت الدراسة المنشورة في ذا لانسيت أنه في عام 2022 كان هناك 828 مليون شخص تبلغ أعمارهم 18 عاما فأكثر مصابين بالسكري من النوعين الأول والثاني. وقال الباحثون إنه من بين من تجاوزوا 30 عاما كان هناك 445 مليون مريض لا يتلقون العلاج.

وأشارت تقديرات سابقة لمنظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 422 مليون شخص مصابون بالسكري، وهو مرض مزمن أيضي يؤثر على مستويات السكر بالدم وقد يتسبب في تدهور صحة القلب والأوعية الدموية والأعصاب وأعضاء أخرى إذا لم يُعالج.

وأشارت الدراسة إلى أن معدل الإصابة بالمرض عالميا قد تضاعف منذ 1990 إذ ارتفع من سبعة بالمئة إلى 14 بالمئة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى ارتفاع أعداد الحالات في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

وأوضح الباحثون أنه على الرغم من ارتفاع حالات الإصابة فإن معدلات تلقي العلاج في تلك المناطق لم تشهد ارتفاعا يذكر، في حين تحسنت الأمور في بعض الدول ذات الدخل المرتفع مما يؤدي إلى اتساع فجوة العلاج.

وفي بعض مناطق من أفريقيا جنوب الصحراء على سبيل المثال لم يحصل على العلاج سوى خمسة إلى عشرة بالمئة ممن تشير التقديرات إلى أنهم مصابون بالسكري.

وقال واضعو الدراسة التي أجريت بالتعاون بين مؤسسة التعاون بشأن عوامل خطورة الأمراض غير السارية ومنظمة الصحة العالمية إنها تمثل أول تحليل عالمي يتضمن معدلات وتقديرات العلاج لجميع الدول. واستندت إلى أكثر من ألف دراسة تشمل أكثر من 140 مليون شخص.

ارتفاع أعداد الحالات في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل

ويحيي العالم سنويا في الرابع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني اليوم العالمي للسكري والذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ 2007، حيث يركز على الرفع من مستوى الوعي حول المرض وطرق الوقاية منه وكيفية التعايش معه. وترفع منظمة الصحة العالمية هذا العام شعار "كسر الحواجز وسد الفجوات"، معتبرة أن المرض قضية صحية عامة عالمية.

ويصنّف مرض السكري ضمن الأمراض المزمنة ويحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الإنسولين بكمية كافية أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعّال للإنسولين الذي ينتجه، حيث ترتفع مستويات الجلوكوز في الدم (أو السكر في الدم) عن المعدل الطبيعي.

وينقسم السكري الى ثلاثة أنواع رئيسية، إذ يعاني المصابون بالنوع الأول منه بنقص شديد في نسبة الإنسولين لديهم أو تكاد تكون معدومة، وعادة ما يصيب صغار السن أو اليافعين. ويتطلب علاجه إعطاء المريض الإنسولين بالحقن أو المضخة. وتشكل نسبة المصابين به ما بين 5 في المئة الى 10 في المئة ولا يوجد علاج شاف منه.

أما الصنف الثاني فتنخفض حساسية الخلايا للإنسولين عند المريض وتقل درجة استجابة خلايا الجسم لهرمون الإنسولين، ويطلق على ذلك اسم "مقاومة الإنسولين"، وعادة ما يصيب الأشخاص الأكبر سناً أي من أعمارهم فوق 30 عاماً ويكون لديهم أسباب أدت للإصابة به كطبيعة النمط الغذائي المتبع والسمنة ما يؤثر بدوره على البنكرياس فيُضعفه ويسبب السكري من النوع الثاني. ويشمل هذا النوع 90 بالمئة من المصابين، ويتطلب علاجه العقاقير الطبية أو الحبوب الفموية.

ونجد نوع ثالث من هذا المرض وهو سكري الحامل، حيث ترتفع مستويات الغلوكوز في الدم لدى بعض النساء الحوامل، ويعود عادة إلى مستواه الطبيعي بعد الولادة. ويوصي الأطباء المختصون بضرورة علاج هذا النوع خلال فترة الحمل حتى لا يؤثر على المريضة وعلى جنينها وذلك من خلال إجراء فحص دوري.

ويرجع الاخصائيون أسباب الإصابة بهذا المرض المزمن إلى العوامل الوراثية التي تلعب دوراً مهما بالإصابة به، إضافة إلى زيادة نسبة السمنة وقلة النشاط البدني وضغوطات الحياة اليومية.