جائحة كورونا تنذر بزيادة البدانة بين الأطفال

منظمة الصحة تعتبر ان إغلاق المدارس يؤثر سلبا على التغذية والتمارين البدنية للأطفال، وخبراء يعتبرون ان السمنة لها عواقب وخيمة على اقتصادات البلدان وعلى رأس المال البشري.

واشنطن - حذرت منظمة الصحة العالمية من آثار غير متوقعة لجائحة فيروس كورونا على المدى الطويل، واعتبرت انها ستؤدي إلى زيادة البدانة بين الأطفال.
وتعتبر زيادة الوزن من الأسباب الرئيسية الثلاثة للوفاة في أنحاء العالم وتحدث بسببها  4 ملايين حالة وفاة كل عام.
وخلص تقرير صادر عن المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية إلى أن إغلاق المدارس يؤثر سلبا على التغذية والتمارين البدنية للأطفال، حيث تفوتهم وجبات الغداء في المدرسة والأنشطة المدرسية.
وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانز كلوج: "يمكن أن يؤدي كورونا إلى زيادة أحد أكثر المسارات إثارة للقلق في المنطقة الأوروبية لمنظمة الصحة العالمية، ألا وهو زيادة البدانة لدى الأطفال".
وأضاف كلوج أن زيادة الوزن والسمنة يرتبطان بالاصابة بأمراض القلب والسرطان.
حذّرت دراسات أن إصابة الأطفال بالسمنة تزيد خطر إصابتهم بالتهاب المفاصل العظمي بمنطقتي الورك والركبة وتؤجج خطر اصابتهم بسرطان البنكرياس في مرحلة البلوغ وتعرضهم لخطر انخفاض معدلات الذاكرة والذكاء وتؤثر على أدائهم في الاختبارات الإدراكية وتزيد من خطر إصابتهم بالأمراض المزمنة مثل داء السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
 ودعت المنظمة الحكومات الى اتباع استراتيجية قائمة على تعزيز النظم الغذائية الصحية المتوازنة والمشجعة على النشاط البدني.   
وقد ازدادت البدانة التي لم تعد تقتصر على البلدان الغنية ثلاث مرات منذ العام 1975 في كل أنحاء العالم، والتكاليف المترتبة عليها باهظة جدا في أكثر الدول تضررا.
ويعيش حاليا ثلاثة أرباع البالغين و80% من الأطفال الذين يعانون من البدانة أو زيادة في الوزن في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل خصوصا في أميركا اللاتينية.

البدانة تؤدي الى انخفاض معدلات الذاكرة والذكاء
البدانة تؤدي الى انخفاض معدلات الذاكرة والذكاء

ودعا البنك الدولي في تقرير سابق البلدان الفقيرة والنامية الأكثر تضررا من زيادة الوزن والسمنة إلى فرض ضرائب على الأطعمة غير الصحية.
وقال إن التقرير يبرز أهمية وجود سياسة ضريبية قوية مثل فرض رسوم على المنتجات الغذائية غير الصحية.
وشدد البنك الدولي على الدور الأساسي للحكومات وطالبها بوضع أنظمة صحية فعالة وتدابير وقائية وتثقيفية والاستثمار في برامج تغذية للأطفال وإنشاء ملاعب في المدارس ومسارات خاصة للمشاة والدراجات.
كما طالب الشركات المختصة في المواد الغذائية بتحديد الأطعمة المصنعة وتقليل الملح ونسبة السكر في المشروبات المحلاة.
وأشار البنك الدولي إلى أن السمنة لها عواقب وخيمة على اقتصادات البلدان وعلى رأس المال البشري، إذ إنها تقلل الإنتاجية ومتوسط العمر المتوقع وتزيد من تكاليف الرعاية الصحية.