
جبال كردستان العراق تثير أطماع تركيا
بغداد - لا تزال تركيا تمارس سياساتها التوسعية في المنطقة حيث تحولت جبال شمال العراق لساحة مفتوحة للتدخلات التركية بحجة مكافحة عناصر حزب العمال الكردستاني.
وفي هذا الصدد أفادت شبكة "رووداو" الإعلامية الكردية العراقية الاثنين بأن تركيا تواصل السعي للسيطرة على جبل في إحدى نواحي دهوك بإقليم كردستان العراق.
وأوضحت الشبكة أن تركيا تحاول إحكام قبضتها على جبل كيسته في ناحية كاني ماسي بقضاء العمادية "آميدي" التابع لمحافظة دهوك وأن المدفعية والطيران التركيين يواصلان قصف المنطقة.
ووفقا لرووداو، فإنه خلال العمليات العسكرية التركية الأخيرة، توغلت القوات التركية في ناحية باتيفا في زاخو، بطول يتراوح بين 45 إلى 50 كلم وبعمق 15 إلى 30 كلم، ما استدعى إخلاء عدة قرى في المنطقة.
وكانت تركيا أعلنت في 17 حزيران/يونيو الجاري انطلاق عملية "مخلب النمر" في "حفتانين" بشمال العراق، وذلك بعد يومين من إطلاق عملية "مخلب النسر" في شمال العراق أيضا.
وتقصف الطائرات والمدفعية التركية بكثافة مناطق حدودية في إقليم كردستان في هجمات تركزت على جبال قنديل التي تعتبر معقلا للمتمردين الأكراد.
وتسببت الهجمات التركية في مقتل عدد من المدنيين ونزوح مئات العائلات في القرى الحدودية داخل إقليم الكردي العراقي الذي يتمتع بالحكم الذاتي.
ويأتي استمرار العمليات التركية رغم تأكيدات العراق بأن هذه العمليات تنتهك سيادة أراضيه وتخالف الأعراف الدولية حيث هددت الحكومة العراقية انقرة باللجوء الى مجلس الامن لوقف تلك الانتهاكات فيما عبرت عدد من الدول العربية على غرار الامارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية عن تضامنهما مع الشعب العراقي ضد التدخلات التركية.
وتقول أنقرة إن العمليات تستهدف عناصر منظمة حزب العمال الكردستاني الذين يشنون هجمات على الداخل التركي انطلاقا من الأراضي العراقية فيما تطالب السلطات التركية الحكومة العراقية بمساعدتها على مكافحة عناصر حزب العمال الكردستاني.
لكن الادعاءات التركية تصطدم بواقع يقول ان تركيا تسعى جاهدة لبسط نفوذها في عدد من الدول العربية الغنية بالثروات والنفط على غرار ليبيا وسوريا والعراق.

وتاتي السياسات التوسعية للرئيس التركي رجب طيب اردوغان في اطار اطماعه الخاصة باستعادة امجاد العثمانيين في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا حيث يعتبر الاتراك ان تلك المساحات جزء من مجالهم الحيوي التاريخي.
وكان مسؤول تركي بارز اعلن الشهر إن بلاده تعتزم إقامة مزيد من القواعد العسكرية المؤقتة في شمال العراق ما يشير الى حجم الاطماع التركية.
ولانقرة قواعد عسكرية كثيرة في كردستان العراق ابرزها قاعدة بامرني شمال مدينة دهوك وهي تحتوي على مهبط للطائرات.
ويرى مراقبون ان التدخل التركي المتصاعد شمال العراق لم يكن ليتم لولا تساهل بعض الشخصيات السياسية الفاعلة في كردستان العراق.
وأفادت مصادر سياسية ووسائل إعلام عراقية الاسبوع الماضي ان انقرة تمكنت من الحصول على مساعدة استخباراتية من قبل جهات مرتبطة بحكومة كردستان العراق.
وحسب مصادر صحيفة "العرب" فان تركيا سعت الى ابتزاز حكومة كردستان العراق وذلك بتقديم مساعدات مالية مقابل معلومات دقيقة لمواقع حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل.
ورغم انه لا توجد تاكيدات على قبول سلطات كردستان العراق بالمطالب التركية لكن مصادر اكدت بان انقرة اعادت جدولة ديون مستحقة على الإقليم الكردي قبيل انطلاق عملية مخلب النمر ضد حزب العمال الكردستاني.
ويظهر جليا ان تركيا تستغل الخلافات الكردية الداخلية في كردستان العراق والعلاقة المتوترة نسبيا مع الحكومة المركزية لفرض اجنداتها ومخططاتها.