جبهة مناهضة العولمة تودع المفكر الاقتصادي سمير أمين

الكاتب المصري الراحل يعد من أعلام مدرسة التبعية في العلوم الاجتماعية المعروفة بانتقاد فشل النظريات الاقتصادية التقليدية، وواحدا من مؤسسي نظرية المنظومات العالمية المدافعة عن اعتبار دراسة تطور مجتمع واحد غير كافية لفهمه.
أمين استعار من الماركسية أدواتها الاقتصادية واشتغل عليها نظريا وعمليا
الراحل خريج جامعة السوربون وأحد وجوه علم الاقتصاد في فرنسا

القاهرة - نعت وزارة الثقافة المصرية الاثنين الكاتب والمفكر الاقتصادي سمير أمين الذي توفي الليلة الماضية في باريس عن عمر ناهز 87 عاما.

وقالت الوزارة في بيان إن الراحل "أحد المفكرين العظماء الذي أثرى مجاله بإنجازات ستظل علامات مضيئة في التاريخ".

ولد أمين في الثالث من سبتمبر/أيلول عام 1931 ونشأ في بورسعيد لأب مصري وأم فرنسية. وحصل على الثانوية العامة من مصر قبل أن يتجه لاستكمال دراسته في فرنسا التي حصل منها على الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة السوربون.

وخلال العام 1951 انتسب أمين إلى الحزب الشيوعي الفرنسي، إلا أن الماركسية السوفيتية لم تثر إعجابه.

واستعار أمين من الماركسية أدواتها الاقتصادية، واشتغل عليها نظريا وعمليا، وشاءت الصدفة ان يترجل أمين اسابيع قليلة على صدور كتابه "مئتا عام على ميلاد ماركس".

يعد الراحل من أعلام مدرسة التبعية في العلوم الاجتماعية التي ظهرت في نهاية تسعينيات القرن الماضي منتقدة فشل النظريات الاقتصادية التقليدية، ليساهم مع آخرين في بلورة نظرية المنظومات العالمية، متخصصا في تفصيل العلاقة بين المركز والأطراف.

ونظرية المنظومات العالمية هي النظرية التي تدرس تطور منظومات الاجتماعات ويعتبر مؤيدوها أن الدراسة لتطور مجتمع واحد غير كافية للفهم الحقيقي لذلك التطور.

 

 'مئتا عام على ميلاد ماركس' آخر ما كتب سمير أمين
ذهن وقاد ينطفئ بعيد 'مئتا عام على ميلاد ماركس'

وعمل الراحل مستشارا اقتصاديا في كل من مالي ومدغشقر وجمهورية الكونغو وغيرها من الدول الأفريقية كما عمل مديرا لمعهد الأمم المتحدة للتخطيط الاقتصادي في دكار خلال حقبة السبعينات.

وشارك في تأسيس منظمات بحثية وعلمية أفريقية منها المجلس الأفريقي لتنمية البحوث الاجتماعية والاقتصادية ومنتدى العالم الثالث الذي ظل يترأسه حتى رحيله.

وفضلا عن إسهاماته العربية والافريقة يعد امين أحد وجوه علم الاقتصاد في فرنسا حيث درس وعاش معظم حياته. ويتخطى أمين هناك حدود الاختصاص حيث يُعترف به كمنظّر رئيسي في مناهضة العولمة.

العولمة ليست قدرا حتميا

ووللراحل كتاب مشترك مع الاقتصادي فرانسوا أوتار "مناهضة العولمة" ناقش أبعاد المقاومة والصراع والبدائل التي تنشط في مجالها الحركات الاجتماعية، وقال الكاتبان إن العولمة ليست قدرا حتميا، وإن هناك مشاريع من أجل عولمة بديلة.

ومن أبرز مؤلفاته "حوار الدولة والدين" و"في نقد الخطاب العربي الراهن" و"نحو نظرية للثقافة" و"ما بعد الرأسمالية المتهالكة" و"الاقتصاد السياسي للتنمية في القرنين العشرين والواحد والعشرين".

ومن أهم إصدارته العلمية "دراسة في التيارات النقدية والمالية في مصر"، و"التراكم على الصعيد العالمي"، و"التبادل غير المتكافئ وقانون القيمة".