جدة للكتاب يفتح 'مرافئ الثقافة' أمام ألف دار نشر
جدة (السعودية) - انطلقت فعاليات معرض جدة للكتاب الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في مركز سوبر دوم جدة، في الثاني عشر من ديسمبر/كانون الأول الجاري وتتواصل إلى غاية الحادي والعشرين من الشهر نفسه، بمشاركة أكثر من ألف دار نشر ووكالة محلية وعالمية من 22 دولة، موزعة على أكثر من 450 جناحًا، في ظل مشاركة جهات حكومية وهيئات ومؤسسات ثقافية سعودية وعربية.
ويأتي المعرض ضمن مبادرة "معارض الكتاب" التي تعمل هيئة الأدب والنشر والترجمة من خلالها على التوسع في إقامة معارض الكتاب بالمملكة، وعلى دعم صناعة النشر محليا، والتشجيع على القراءة.
وأوضح الدكتور عبداللطيف الواصل، المدير العام للإدارة العامة للنشر، إن معرض جدة للكتاب يعكس اهتمام هيئة الأدب والنشر والترجمة بدعم وتطوير ونشر الثقافة والأدب بالمملكة.
وأكد على الدور الريادي للمعرض الذي يسلط الضوء على جهود الأدب والأدباء المحليين والعرب والعالميين، عبر فعاليات وأنشطة مجتمعية بمعايير عالمية، وإيجاد فرص تفاعلية لزواره في قوالب فنية وأدبية متنوعة، وصولًا إلى تعزيز مكانة محافظة جدة بوصفها مركزًا ثقافيًّا تاريخيًّا.
وقال "عنوان هذه النسخة 'مرافئ الثقافة'.. اخترناه ليعكس صورة التنوع في المحتوى الذي يطرحه معرض جدة للكتاب"، مضيفا "المجتمع السعودي في غالب نسبته مجتمع شاب، الطفل مكون أساسي في هذا المجتمع، لذلك استثمارنا ورؤيتنا لهذا الجانب من الفعالية هو أن نستثمر في الطفل لتنشئة جيل محب للقراءة".
ويشتمل المعرض على برنامج ثقافي منوع، يضم أكثر من مئة فعالية متنوعة، يتخللها العديد من المحاضرات والندوات وورش العمل التي يقيمها أكثر من 170 متخصصا من داخل المملكة وخارجها، إضافة إلى منطقة تفاعلية خاصة بالطفل تقدم برامج ثقافية خاصة بهذه الفئة العمرية في مجالات الكتابة والتأليف والمسرح، وصناعة الرسوم المتحركة، إضافة إلى الأنشطة التفاعلية والثقافية المختلفة، وذلك عبر 40 فعالية متنوعة.
وتتيح هيئة الأدب والنشر والترجمة الفرصة للكتاب السعوديين المستقلين عبر ركن المؤلف السعودي الذي يعطي الفرصة للعشرات من العناوين لمؤلفين سعوديين، من ذوي النشر الذاتي؛ لعرض كتبهم للزوار وبيعها لصالحهم، وذلك في إطار تمكين الكتاب السعوديين من بيع كتبهم، ودعم المؤلف السعودي لنشر إنتاجه الأدبي والفكري.
وتشارك جامعة الملك عبدالعزيز في فعاليات معرض جدة، وتستعرض الجامعة من خلال جناحها، إنتاجها العلمي والثقافي عبر مجموعة من المؤلفات في العديد من العلوم؛ حيث تهدف إلى تأكيد دورها ضمن منظومة الثقافة السعودية، فضلا عن تقديم فرصة للزوار للتعرف على برامجها الأكاديمية.
وتقدم الجامعة خلال المعرض، ورش عمل تطويرية، وندوات علمية تشارك فيها نخبة من المختصين من هيئة أعضاء التدريس بالجامعة، إضافة إلى برامج وفعاليات مخصصة للأطفال، كما يقدم للزوار عددا من المشاريع التقنية من إنتاج طلبة الجامعة، إلى جانب مخطوطات نادرة، وكتب قديمة وحديثة من مختلف المجالات العلمية.
ويشارك مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في المعرض بإصداراته التي تتجاوز 300 إصدار، امتدادًا لعمله المشترك مع جمع من الباحثين والمتخصصين بعلوم اللغة العربية من أنحاء العالم.
وتأتي مشاركة المجمع في المعرض تعزيزًا لمكانة اللغة والثقافة العربيتين، ودعمًا لمنظومة المحتوى الثقافي، وإبرازًا للجهود في مجال النشر العلمي، واحتفالًا باللغة العربية في يومها العالمي بمشاركة الجمهور العريض الحريص على الحضور الفاعل في معارض الكتاب، وإسهامًا في العناية باللغة العربية، ونشر المحتوى العربي، وإثرائه.
وتطلق مبادرة مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي – إحدى مبادرات وزارة الثقافة – مسابقة الخط العربي ضمن فعاليات المعرض، وذلك لدعم هذا الفن الأصيل، والتعريف به بوصفه جزءا أساسيا من الهوية الثقافية السعودية، والتراث الفني للحضارة الإسلامية والعربية.
ويحتفي معرض جدة للكتاب 2024 خلال أيامه العشرة بعام الإبل، نظير ما تُمثِّله من قيمة ثقافية في حياة أبناء الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ، حيث خصص المعرض جناحًا للتعريف بقيمتها تاريخيًّا وثقافيًّا ومكانتها لدى العرب ودلالتها الرمزية في أشعارهم، وإثراء معرفة الزائر عبر جداريات عدة بأسمائها، ومواطن ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وقصائد شعرية تغنَّى بها العرب فيها على مر العصور.
ويُعد معرض جدة للكتاب ثالث المعارض المقامة خلال هذا العام، التي تنظمها هيئة الأدب والنشر والترجمة، حيث يأتي في نسخته الحالية بعد معرض الرياض الدولي للكتاب الذي اختتم فعالياته في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومعرض المدينة المنورة الذي أسدل الستار عن فعالياته في أغسطس/آب الماضي.
ومعرض جدة الدولي يعتبر ثاني أكبر معرض للكتاب في المملكة العربية السعودية، بَعْدَ معرض الرياض الدولي للكتاب. ويقام بتنظيم من هيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية، وعقدت النسخة الأولى منه في عام 2015.