جدل حول عودة 'حكم العائلة' في سوريا، رحل آل الأسد.. جاء آل الشرع

تعيين الرئيس الانتقالي السوري لشقيقه أمينا عاما للرئاسة وعدد آخر من اقربائه في مناصب حكومية يفجر موجة غضب على المنصات الاجتماعية ويطرح أسئلة ملحة حول حقيقة التغيير في سوريا ومآلاته.

دمشق – عاد الجدل بقوة في سوريا حول "حكم العائلة" بعد تعيين الرئيس اللانتقالي أحمد الشرع شقيقه الدكتور ماهر الشرع أمينا عاما للرئاسة، بينما لا تزال تركيبة الحكومة الجديدة تثير سجالات سياسية ومخاوف من هيمنة حلفاء القائد السابق لهيئة تحرير الشام على الحكم وتسيير شؤون الدولة وفق أجندة تذهب ابعد من خدمة المصالح العليا للسوريين.

وتحول الجدل على منصات التواصل الاجتماعي إلى موجة غضب ومقارنة بين حكم آل الأسد وحكم آل الشرع، اذا أن تطابق اسم شقيق الشرع مع اسم شقيق بشار الأسد أي ماهر الأسد الذي تولى قيادة فرقة في الحرس الجمهوري وتمتع بنفوذ واسع، لا يشكل فرقا كبيرا بين المرحلتين فقط هو أن الأول (ماهر الشرع) طبيب شقيق الرئيس الانتقالي والثاني (ماهر الأسد) شقيق الطبيب بشار الأسد وهي مفارقة أصبحت محل تندر بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت وسائل اعلام حكومية إن الرئيس الشرع عيّن شقيقه ماهر أمينا عاما للرئاسة أو للقصر الجمهوري خلفا لعبدالرحمن سلامة وأنه بموجب هذا المنصب أوكل إليه مهام تشمل إدارة شؤون رئاسة الجمهورية إداريا وتنظيميا.

وسبق لشقيق الشرع أن شغل منصب وزير للصحة في الحكومة المؤقتة التي تشكلت على عجل بعد الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي قبل أن يتم استبعاده في التشكيلة الوزارية الجديدة ليعاد لاحقا تعيينه أمينا عاما للرئاسة، بينما طغى على التشكيلة الحكومية الجديدة منطق استرضاء الحلفاء والمقربين من الرئيس الانتقالي.

وبحسب ما تردد من معلومات فإن أمين عام الرئاسة الجديد هو طبيب جراح وكان قد تولى في عهد الرئيس السوري السابق (المخلوع) ادارة قسم التوليد والجراحة النسائية في أحد المشافي الحكومية من عام 2004 حتى 2012 ولاحقا عمل مستشارا في مستشفيات الشمال السوري في مناطق سيطرة المعارضة بين عامي 2022 و2023.

وتقول تقارير إعلامية انه اكتسب خلال تلك الفترة سمعة طيبة وأنه لعب دورا بحكم خبرته في تحسين الرعاية الصحية للنساء والأطفال في مناطق سيطرة المعارضة.

وقال حساب يدعى 'أغلى بلد' إن الجولاني كان ينتقد الدولة السورية بأنها  عبارة عن عائلة احتلت هذا البلد وسخرت كل إمكانيات هذا البلد لخدمة هذه العائلة واليوم نرى قرار تعيين النسونجي ماهر الشرع.

وقال مغرد آخر يدعى خالد البرغش "بعد تعين شقيقه وزيرا للصحة في الحكومة الانتقالية أحمد الشرع يُعين شقيقه ماهر الشرع أمينا عاما لرئاسة الجمهورية.. أحمد الشرع كان ينتقد النظام السابق بأنه لا يستطيع أن يبني دولة وأنه عبارة عن عائلة احتلت هذا البلد وسخرت كل إمكانيات هذا البلد لخدمة هذه العائلة !! وكأن التاريخ يعيد نفسه ولكن بشكل ساخر وكأن سوريا خلت من كفاءتها واختزلت في عائلة الشرع يتحدث عن الأولويات وبناء دولة تحقق مستوى من العدالة بين الناس وأن عقل الثورة لا يبني دولة بل يهدمها ونشهد تلك العقلية الثورية تكون من أولوياتها تنصيب عائلة الشرع وأحزابه في حكومته ضاربه بعرض الحائط مطالب الثورة المحقة في العدالة الاجتماعية التي انتهت ثورتها عند رئاسة الشرع ليبني على أطلالها صرح عائلة الشرع.

وقال أحد المغردين "أقمنا الثورة لاستبدال ماهر الأسد بماهر الشرع"، بينما غرد حساب يدعى ابن قاسيون بالقول "انتقلنا من مزرعة الأسد إلى مزرعة الشرع!!

وتابع أحمد الشرع عين نفسه رئيسا وعين أخاه حازم الشرع رئيسا لهيئة الاستثمار وعين أخاه ماهر الشرع وزيرا للصحة ثم رئيسا للأمانة العامة في قصره، وعين عديله ماهر مروان محافظاً لدمشق وعين شقيق زوجته أحمد  الدروبي مسؤولا البنك المركزي

وعلق آخر بالقول تعيين ماهر الشرع أمينًا عامًا لرئاسة الجمهورية قرار غير حكيم. يفترض أن يواصل الجميع أعمالهم بعيدًا عن النفوذ العائلي. ليس منطقيًا منح المناصب لأن الشخص قريب الرئيس. هذه القرارات تكرّس المحسوبيات وتؤكد أن لا شيء تغيّر، غدًا سنرى كل مسؤول يعيّن أقاربه بمفاصل الدولة.. وكأنك يا زيد ما غزيت.

وكتب ناشط يدعى هيثم حسكي تغريدة قال فيها مخاطبا السوريون "لقد خدعكم الجولاني واستأثر بالحكم، ورب الكعبة لن يترك الحكم إلا هاربا أو مقتولا تذكروا هذا الكلام جيدا وتذكروا أنكم لم تثوروا لأجل حكم عائلة الجولاني.

وفي المقابل أثنت حسابات أخرى لنشطاء موالين للشرع أو مناصرين للإدارة السورية الجديدة، على تلك الخطوة معتبرة أن ماهر الشرع كفاءة يمكن التعويل عليها، فيما اعتبر آخرون من نفس هذا الاتجاه أن مهام الأمين العام الجديد للرئاسة تقتصر على تنسيق المراسلات وإدارة موظفي الرئاسة.

ويقول شق آخر من المغردين إن الرئيس الانتقالي لا يمكنه الثقة بأحد غير شقيقه لتولي هذه المهمة وأنه أحاط نفسه بفريق شديد الإخلاص إضافة إلى احتوائه لبعض المتذمرين من حلفائه عبر استرضاء أغلبهم بمنحهم مناصب في الحكومة الجديدة.