جزائريون يلوحون بمقاطعة الانتخابات الرئاسية المرتقبة

قائد الأركان الجزائري يؤكد أنه لا طموحات سياسية للجيش، مشيدا بمظاهرات داعمة للانتخابات.
حراك طلابي يرفض مجددا انتخابات تستنسخ نظام بوتفليقة
أحكام بالسجن 18 شهرا بحق 4 رافضين للانتخابات الجزائرية
الشارع الجزائري ينقسم بين مؤيد للانتخابات ورافض لها

الجزائر - رفع المحتجون  المشاركون الثلاثاء في الحراك الطلابي الأسبوعي، شعارات رافضة للانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر/كانون الأول التي دخلت حملتها الانتخابية يومها الثالث، معلنين عدم ذهابهم ، معلنين عدم ذهابهم إلى مراكز الاقتراع الشهر المقبل.

وشارك مئات من الطلاب في مسيرتهم الأسبوعية كل ثلاثاء ضد الانتخابات، فيما يواصل المرشحون لرئاسة الجزائر حملتهم الانتخابية، في ظل مؤشرات تلوح بحدوث أزمة سياسية في ظل تمسك شق من الشارع الجزائري بعدم إجراء انتخابات تستنسخ نظام الرئيس المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة، فيما يدعم شق آخر إجراء الانتخابات.

وعلى وقع هتافات "لا للانتخابات" و"إرحلوا.. إرحلوا" سار الطلاب تحت المطر في وسط العاصمة، حيث التحق بهم المارة لتتزايد الأعداد حتى وصلت نحو 1500 متظاهر.

وعبر المتظاهرون عن رفضهم لـ"مهزلة 12/12" التي كتبت على لافتة دليلة (50سنة) وهي موظفة، وتقول "بدأت الحملة الانتخابية منذ ثلاثة أيام ومن المفروض أن نعيش عرسا ديمقراطيا، لكننا في الحقيقة نعيش مهزلة، والمهزلة الكبرى سنشهدها يوم الاقتراع عندما يغيب كل الشعب عنه".

وعلى غرار دليلة، التحق العديد من الموظفين في الإدارات بالمسيرة مستغلين استراحة الغذاء.

أما محمود السبعيني فرفع لافتة كتب عليها "لن نصوت بالسيف هذا قرار سكان المدن والريف".

وأوضح هذا الأستاذ المتقاعد أن "السلطة تعوّل على سكان الأرياف لرفع نسبة المشاركة في الانتخابات، لكنني جئت من ريف المدية (80 كلم غرب الجزائر) وهناك قناعة بعدم جدوى هذه الانتخابات".

بدوره انتقد سهيل الطالب من معهد البترول ببومرداس شرق العاصمة، المرشحين الذين "اختارهم النظام من أجل مسرحية الانتخابات".

وترفض الحركة الاحتجاجية إجراء الانتخابات تحت إشراف الرئيس الانتقالي عبدالقادر بن صالح وحكومة نور الدين بدوي وحتى رئيس الأركان الرجل القوي في السلطة الفريق أحمد قايد صالح.

وسُجّلت اضطرابات في اليوم الثاني من الحملة الانتخابية للاقتراع الرئاسي، ويضطر المرشحون لتنشيط حملاتهم ولقاءاتهم وسط انتشار أمني مكثف، تعتقل الشرطة كل من يشوش عليهم.

الشارع الجزائري يندد بأحكام السجن الاصدرة ضد متظاهرين
الشارع الجزائري يندد بأحكام السجن الاصدرة ضد متظاهرين

كما ندّد الطلاب بأحكام السجن الصادرة ضد متظاهرين بهتافات "عدالة التلفون" و"عدالة أنت وحظك"، في إشارة إلى اختلاف الأحكام بين السجن والبراءة في القضايا ذاتها من محكمة إلى أخرى.

ومثُل أمس الاثنين أمام القضاء 20 متظاهرا بتهم منها "المساس بسلامة وحدة الوطن" و"إهانة مؤسسة الجيش"، حيث طلبت النيابة بسجنهم عامين في غياب محاموهم الذين قاطعوا جلسة المحاكمة "لعدم توفر شروط المحاكمة العادلة".

وأصدرت محكمة جزائرية البارحة أحكاما بالسجن 18 شهرا مع النفاذ بحق أربعة أشخاص اعتقلوا خلال مشاركتهم في تظاهرة الأحد خلال اليوم الأول من انطلاق الحملة الانتخابية.

وتم توقيف 37 شخصا في تلمسان (450 كلم غرب الجزائر) خلال تجمع شارك فيه نحو 100 متظاهر بينهم طلاب، أمام قاعة كان يجري فيها تجمع انتخابي لرئيس الحكومة الأسبق المرشح علي بن فليس.

ومن بين الموقوفين ال37 "تم تقديم 18 منهم أمام محكمة تلمسان الاثنين"، كما أوضح قاسي تانساوت منسق اللجنة التي تأسست للدفاع عن معتقلي الحراك الشعبي ضد النظام الجزائري.

وتابع"صدر الحكم في الساعة العاشرة ليلا. أربعة أدينوا بالسجن النافذ 18 شهرا، بينما حُكم على 14 بالحبس شهرين مع وقف التنفيذ" بتهمتي التجمهر غيرالقانوني وعرقلة عمل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات. وتم الافراج عن 19 شخصا آخرين دون متابعة قضائية.

ومن جهة اخرى أمرت محكمة الشلف (200 كلم غرب العاصمة) بالحبس المؤقت ضد خمسة أشخاص تم توقيفهم إثر مواجهة بين متظاهرين ضد الانتخابات وآخرين مؤيدين لها. وتم وضع اثنين آخرين تحت الرقابة القضائية بتهمة التحريض على التجمهر غير المسلح، بحسب لجنة الإفراج عن المعتقلين.

وتزامنا مع انطلاق الحملة الانتخابية جدد قايد صالح التأكيد على أنه "لا طموحات سياسية" لقيادة الجيش.
وجاء ذلك في حديثه مع قيادات عسكرية، خلال زيارته إلى المنطقة العسكرية الرابعة (جنوب شرق)، بحسب بيان لوزارة الدفاع الجزائرية.
وقال قايد صالح "نتعامل دوما مع شعبنا الذي ننحدر من صلبه بالفعل والعمل وليس بالقول فقط، وليست لدينا طموحات سياسية ولا أهداف غير تلك التي تصب في مصلحة الجزائر وشعبها".
وأشاد بمظاهرات داعمة للجيش والانتخابات بالقول "نسجل بإعجاب بل وباعتزاز الهبة الشعبية بمختلف مناطق البلاد لمواطنين من مختلف الأعمار، أكدوا الالتفاف حول الجيش والدعوة للمشاركة المكثفة في الانتخابات القادمة".
ودعا مواطني بلاده إلى التصويت على المرشح القادر على فرض هيبة الجزائر بين الأمم، وتلبية المطالب الملحة للشعب وقيادة الدولة إلى ما تستحقه من مكانة رفيعة.
وشدد على أن "الجزائر بحاجة إلى من يفتح أمام شعبها أبواب الأمل بغد أحسن ومستقبل أفضل".
وتزامنت تصريحات قائد أركان الجيش مع انطلاق الحملة الانتخابية لرئاسيات أول أمس الأحد بين خمسة مترشحين للسباق، سجلت خلالها محاولات من معارضين لمنع تنظيم مهرجانات انتخابية، وتعرض بعضهم للاعتقال، وفق منظمات حقوقية محلية.
وخلال الأيام الأخيرة تعيش الجزائر على وقع مظاهرات مساندة للانتخابات وداعمة للجيش تحذر من خطر استمرار الوضع الراهن والفراغ في منصب الرئاسة على استقرار البلاد واقتصادها.
من جهة أخرى تتوالى مظاهرات لمعارضين للاقتراع يطالبون بتأجيله، بدعوى أن "الظروف غير مواتية لإجرائه في هذا التاريخ" وأنها طريقة فقط لتجديد النظام لنفسه.