جسيمات دقيقة تسبح في الهواء وتترصد بالقلوب

التعرض لجسيمات تنتشر في الهواء بسبب الثلوت يمكن أن تؤدي إلى حدوث سكتات قلبية مفاجئة خلال الساعات والأيام التالية.

واشنطن – توصل علماء لربط الصلة بين جسيمات دقيقة تنتشر في الهواء بسبب التلوث والسكتات القلبية المفاجئة لدى اشخاص يعيشون حياة طبيعية.

ودرس الباحثون جزيئات أصغر 25 مرة على الأقل من عرض شعرة الإنسان، معروفة باسم جسيمات PM2.5 (قطرها 2.5 ميكرومتر). وحجمها الصغير يعني أنه يمكن استنشاقها بسهولة، وقد تم ربطها بمجموعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك أمراض المناعة الذاتية.

وتتبعت الدراسة مستويات التلوث في سنغافورة وربطتها بأكثر من 18000 حالة تم الإبلاغ عنها من السكتة القلبية. ومن خلال التحليل الإحصائي، ارتبطت 492 حالة بزيادات في تركيزات PM2.5.

 واتضح لدى العلماء، أن زيادة تركيز PM2.5 بمقدار 10 ميكروغرام لكل متر مكعب من الهواء ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بالسكتة القلبية خلال اليومين المقبلين، الذي ينخفض بعد ذلك خلال الأيام الثلاثة التالية.

ويقول عالم الأوبئة، جويل أيك، من كلية الطب Duke-NUS في جامعة سنغافورة الوطنية "لقد قدمنا أدلة واضحة على وجود ارتباط بين الجسيمات والسكتة القلبية، وهو حدث كارثي غالبا ما يؤدي إلى الموت المفاجئ".

حدث كارثي غالبا ما يؤدي إلى الموت المفاجئ

ويقول الباحثون إن تنظيف هواء المدينة يمكن أن ينقذ الأرواح ويقلل الضغط على المستشفيات.

ويقول ماركوس أونغ، وهو عالم سريري من كلية الطب في ديوك "توفر هذه الدراسة أدلة قوية على تأثير جودة الهواء على الصحة ويجب أن تحفز الجهود السياسية والأرضية لإدارة الانبعاثات من المصادر الرئيسية التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة PM2.5 ومنع الضرر المحتمل للصحة العامة".

 وكانت منظمة الصحة العالمية أوصت في عام 2021 بتخفيض معدل التركيز السنوي للهباء في الهواء الجوي من 10 إلى 5 ميكروغرام في المتر المكعب الواحد بالنسبة لـ PM2.5 ، ومن 20 إلى 15 ميكروغرام في المتر المكعب بالنسبة لـ PM10.

وأظهرت نتائج دراسات علمية سابقة، أن هذه الفئة من دقائق الهواء الجوي تزيد كثيرا من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي والعيون.