'جشع' جبران باسيل يتخطى حدود لبنان ليصل إلى دافوس
بيروت - اعتبر رئيس تيار المردة في لبنان سليمان فرنجية، الثلاثاء، أن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، يعرقل تشكيل الحكومة بـ"جشعه"، فيما طالب لبنانيون منعه من المشاركة باسم لبنان في مؤتمر دافوس الاقتصادي العالمي الذي انطلق اليوم سويسرا، باعتباره "رمزا للفشل" الحكومي الحالي في البلاد.
وقال فرنجية وهو وزير أسبق خلال مؤتمر صحفي ببلدة بنشعي شمالي لبنان "نحن إلى جانب حلفائنا (قوى 8 آذار المؤيدة للنظام السوري والذي يقودها حزب الله)، لكن يجب أن نكون مؤمنين بما نقوم به، ولست مع حكومة مستقلة لأنّه اقتراح غير واقعي".
ولفت فرنجية أن "طمع الوزير جبران باسيل (رئيس التيار الوطني الحر) وجشعه هو ما يعرقل تأليف الحكومة"، في إشارة إلى سعي باسيل للحصول على العدد الأكبر من الوزراء في الحكومة يمنحه حق "الثلث المعطّل".
يذكر أن تيار المردة والتيار الحر أبرز حليفين مسيحيين رئيسيين لحزب الله المدعوم من إيران والذي لا يريد خسارة المحيط السياسي الذي احتمى به داخل الطبقة السياسية اللبنانية خصوصا بعد مقتل القائد السابق لفيلق القدس بالحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني.
وقالت مصادر لبنانية إن باسيل وهو صهر الرئيس ميشال عون، يهدف من خلال حرصه على امتلاك الثلث المعطل في الحكومة المقبلة إلى تسهيل وتوسيع صلاحياته في اتخاذ قرارات مهمة مثل تغيير قادة الجيش وهي خطة تستهدف خاصة جوزيف عون الذي يعد أكبر منافس محتمل له على طموحاته في تولي الرئاسية.
وأوضح فرنجية "نرفض أن يأخذ أيّ فريق الثلث المعطّل في الحكومة (الثلث يمكن أن يعطل أي قرار)، ولكن نحن لن نعرقل، وسنبقى خارج الحكومة".
وأضاف "لا نريد التعطيل وقلنا إذا كانت حكومة مستقلين فلن نشارك، أما إن كان الجميع سيشارك فنطالب بعدد وزراء أكبر نظراً لأننا ثاني فريق مسيحي يشارك في الحكومة".
وتحدثت مصادر لبنانية منذ أيام عن لقاء جمع المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله، حسين الخليل، بباسيل وفرنجية في سعي لإيجاد صيغة يتوزع من خلالها التمثيل المسيحي في الحكومة بعد أن أصبح احتكار باسيل لتعيين الوزراء المسيحيين يثير غضب كثيرين.
وكان من المنتظر أن يعلن رئيس الحكومة المكلف حسان دياب عن أعضاء الحكومة الجديدة بداية هذا الأسبوع بعد 4 أسابيع من المشاورات، لكن الاختلاف على عدد الحصص بين الكتل والمحاصصة أخرت ذلك بسبب طلب البعض توزيع الحقائب الوزارية على إلى 20 وزيرا بدل صيغة الـ18 وزيرا التي يتمسك بها منذ البداية.
ودعا فرنجية، رئيس الجمهورية ميشال عون لتحمل مسؤولية المرحلة التي تمر بها البلاد قائلا "أتمنّى أن يكون كلام ممثل العهد مسؤولاً خصوصا في هذه المرحلة".
وقال في تغريدة على تويتر "تعبنا من هذا التعاطي.. وليشكل جبران باسيل الحكومة كاملة والله يوفقه.. يضعنا أمام "المهوار".
ويشهد لبنان، منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، احتجاجات شعبية أجبرت حكومة سعد الحريري على الاستقالة، في التاسع والعشرين من الشهر ذاته، ويرفض المتظاهرون شكل الحكومة المقبلة كونها تضم مستشاري وزراء سابقين.
كما يطالب المحتجون بحكومة حيادية مؤلفة من اختصاصيين، تعمل على معالجة الوضعين السياسي والاقتصادي المترديين، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990.
وكان جبران باسيل أول الوزراء الذين طالب الحراك بإستقالتهم وأكثرهم إثارة للجدل بسبب تصريحاته المستفزة. كما وصفه في السابق وليد جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي بـ"رمز الاستبداد الحكومي"، متهما حزب الله بالتغطية على تجاوزاته.
وشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي منذ الأحد هجوما غير مسبوق على باسيل بتدشين هاشتاغ جديد تحت عنوان #جبران_باسيل_لا_يمثلني انتقدوا فيه تمثيل صهر الرئيس للبناني في مؤتمر دافوس الاقتصادي السنوي الذي يعقد هذا الأسبوع في سويسرا.
وحثّ لبنانيون المسؤولين عن المنتدى الذي افتتح اليوم الثلاثاء في منتجع دافوس الشتوي في جبال الألب السويسرية، على إعادة النظر في دعوة باسيل لإلقاء كلمته المقررة يوم الخميس، بعد أن ظهر اسمه ضمن برنامج المنتدى الاقتصادي على موقعه الإلكتروني الرسمي، في ندوة بعنوان "عودة الاحتجاجات العربية".
وطالب الناشطون عبر عريضة وقعها أكثر من 36 ألف شخص على موقع "أفاز" للعرائض، المنتدى الاقتصادي العالمي بالاستماع إلى شعب لبنان، والاستماع إلى صوتهم "صوت الحقيقة والعدالة" عوضا عن صوت باسيل الذي لم يعد يمثل اللبنانيين الذين أطاحت احتجاجاتهم بالحكومة التي ينتمي إليها.
وورد في العريضة أن "الشعب اللبناني لن يقبل وزيرا فاشلا تمت المطالبة بتنحيته خلال الاحتجاجات الأخيرة أن يمثله على الصعيد الدولي".
وأضاف نص العريضة أن "جبران باسيل محور جميع القرارات الكارثية الرئيسية التي أدت إلى حدوث أزمة سياسية يمكن أن تؤدي إلى إفلاس البلاد في المستقبلالقريب. كما أنه متهم بتبديد الأموال العامة بمليارات الدولارات وغسيل الأموال والإثراء غير المشروع لأفراد أسرته".
وناشد نشطاء على فيسبوك وتويتر اللبنانيين الذين يعيشون في الخارج المشاركة في إيصال صوت المحتجين اللبنانيين عبر تعليق رفض مشاركة باسيل كممثل للبنان على منصات منتدى دافوس على الإنترنيت.
ويتهم المتظاهرون اللبنانيون ويأخذ خصوم باسيل عليه محاولته التفرّد بالقرار مستفيداً من كتلة وازنة داخل مجلس النواب، ويتعرض حزبه لانتقادات واسعة بالمحسوبية وعدم تنفيذ أي من الوعود لتأمين حاجات الناس الأساسية.
وأمس الاثنين أطلق رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري، تصريحات غامضة حول أشخاص قال إنهم يقومون بعرقلة تأليف الحكومة داعيا إلى "البحث عن سارق مفاتيح ولادتها" بدلا من تحمليه المسؤولية في ذلك.
وكتب الحريري في تغريدة على تويتر أن "التحليلات التي تتحدث عن سيناريوهات تربط عرقلة تأليف الحكومة بترتيب عودتي إلى رئاسة الحكومة مجرد أوهام ومحاولات مكشوفة لتحميلي مسؤولية العرقلة وخلافات أهل الفريق السياسي الواحد".
وأضاف "قراري حاسم وكرسي السلطة صار خلفي واستقالتي استجابت لغضب الناس كي تفتح الطريق لمرحلة جديدة ولحكومة تنصرف إلى العمل وتطوي صفحة المراوحة في تصريف الأعمال".
وأكد الحريري أنه اتخذ قراره بيده، داعيا إلى البحث والتفتيش "عمن سرق مفاتيح التأليف وأقفل الأبواب على ولادة الحكومة".