جعجع يدعو لإسقاط الأغلبية الحاكمة بانتخابات مبكرة

رئيس حكومة تصريف الأعمال يعبر عن استيائه من وصمه بالفساد قائلا "جئت لمحاربة الفساد فوجدت نفسي أنا الفاسد لأني لم أزر مرفأ بيروت".
جعجع يرى في الانتخابات النيابية المبكرة الحل الوحيد لأزمات لبنان
حزب الله وحلفاؤه يرفضون انتخابات مبكرة خوفا من خسارة تبدو حتمية للأغلبية
غموض حول مقتل اثنين يعتقد أن لهما معلومات عما حدث في مرفأ بيروت
حسان دياب يتحدث عن اتهامه بالتقصير وظروفا حالت دون منع انفجار بيروت

بيروت - دعا سمير جعجع رئيس حزب 'القوات اللبنانية' إلى الإطاحة بالأكثرية الحاكمة من خلال إجراء انتخابات نيابية مبكرة، معتبرا في تغريدة على حسابه بتويتر أنها الحل الوحيد لأزمات لبنان المتعددة.

وقال "أسبوع على اغتيال جو بجاني في وضح النهار وأمام كاميرات المراقبة ولا شيء حتى الآن... انفجار المرفأ لا شيء، اغتيال العقيد منير أبو رجيلي لا شيء، اغتيال بجاني لا شيء".

وتابع "لا شيء يرجى من الأكثرية الحاكمة والحل الوحيد لأزمات لبنان المتعددة: انتخابات نيابية مبكرة تطيح بالأكثرية الحاكمة..."، مشيرا بذلك إلى حزب الله وحلفاؤه الذين يهيمنون على الحكم.

ويرفض حزب الله وحلفاؤه اجراء انتخابات مبكرة، في موقف فسره بعض اللبنانيين ومصادر سياسية بأنه ناجم عن مخاوف من فقدان الغالبية خاصة وأن شعبية الجماعة الشيعية المدعومة من إيران فقدت الكثير من شعبيتها حتى داخل معاقلها.

ويضاف إلى ذلك أن اي انتخابات تشريعية جديدة ستعكس حتما موقف الشارع الذي يطالب برحيل النخبة الحاكمة واسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية.

وكان جعجع يشير أيضا إلى مقتل اثنين يعتقد أن لهما معلومات عن انفجار مرفأ بيروت وهما جو أو جوزف بجاني الذي قُتل في وضح نهار يوم الاثنين الماضي أمام منزله وقيل إنه كان يقوم بعمليات تصوير في مرفأ بيروت.

والقتيل الثاني الذي كان يتحدث عنه رئيس حزب القوات اللبنانية هو العقيد منير أبورجيلي المسؤول السابق بالجمارك. وتحقق السلطات اللبنانية في مقتله، فيما تساءل السياسي الدرزي وليد جنبلاط في تغريدة سابقة عن دوافع الجريمة، مثيرا علامات استفهام حول ما إذا كان لمقتل أبورجيلي صلة بانفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب الماضي.

وكتب جنبلاط حينها "ماذا وراء مقتل العقيد منير أبو رجيلي رئيس مكافحة التهريب سابقا في الجمارك اللبنانية. هل أن هذا الحدث المريع لتعطيل أي تحقيق جدي في قضية الانفجار في مرفأ بيروت؟".

ولايزال لبنان عالقا في متاهة تشكيل الحكومة بعد اعتذار رئيس الوزراء المكلف الدبلوماسي مصطفى أديب إكمال مهمته بسبب تعطيل وقف وراءه الثنائي الشيعي: حزب الله وحركة أمل، فيما يستمر تسيير شؤون الدولة حاليا عبر حكومة تصريف الأعمال التي يقودها حسان دياب.

لبنان يتقلب بين ازمة وأخرى مع طبقة سياسية تأبي الرحيل
لبنان يتقلب بين ازمة وأخرى مع طبقة سياسية تأبي الرحيل

ويواصل رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري الذي وعد بإعلان سريع عن تشكيلة حكومته بعدما كلفه الرئيس اللبناني ميشال عون خلفا لمصطفى أديب، جهوده لإعلان حكومة كفاءات غير حزبية.

وبالفعل قدم تشكيلة مصغرة من 18 وزيرا، أثارت سجال بين كتلة تيار المستقبل والرئاسة اللبنانية بعدما اتهم عون الحريري بالتفرد في اختيار وتشكيل الحكومة المصغرة.

وليس ثمة أي مؤشرات على نهاية قريبة للأزمة في الوقت الذي غرقت فيه القوى السياسية في سجالات وصراعات لم تخرج عن سياق الاحتفاظ بمواقعها ونفوذها فيما يطالب الشارع اللبناني منذ أشهر برحيل الطبقة السياسية التي يعتبرها سببا في أزمات لبنان والتي يتهمها بالفساد.  

ومؤخرا تفجرت أزمة جديدة على خلفية توجيه قاضي التحقيق فادي صوان في انفجار مرفأ بيروت اتهامات لكل من رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وثلاثة وزراء سابقين مقربين من حزب الله بالتقصير والإهمال ما تسبب في انفجار المرفأ ومقتل نحو 200 شخصا وإصابة 6 آلاف آخرين وتدمير محيط الميناء.

ورفض دياب والوزراء الثلاثة السابقون المثول أمام قاضي التحقيق. واعتبرت كتلة تيار المستقبل اتهام دياب استهدافا للطائفة السنية، بينما ندد حزب الله بقرار القاضي فادي صوان واعتبره خرقا للدستور.

وخرج دياب عن صمته أخيرا في تصريحات مطولة أدلى بها للصحفيين الثلاثاء ونشرها مكتبه والوكالة الوطنية للإعلام (وكالة الأنباء الرسمية).

وقال في حديثه عن انفجار المرفأ، إن تقرير مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي قدّر كمية نيترات الأمونيوم التي انفجرت داخل مرفأ بيروت بـ500 طن، متسائلا "أين ذهبت 2200 طن" المتبقية؟

حسان دياب: أشعر بجرح عميق لاتهامي بالفساد
حسان دياب: أشعر بجرح عميق لاتهامي بالفساد

وعزت السلطات اللبنانية في حينه الانفجار المروّع إلى حريق نشب في مستودع خُزنت فيه وفق ما أعلن دياب حينها، كمية 2700 طنّ من نيترات الأمونيوم منذ ستّ سنوات من دون إجراءات حماية.

وشارك فريق من "اف بي آي" في التحقيق الأولي وسلّم الجانب اللبناني نسخة عن تقريره. كما شارك محققون فرنسيون في عملية جمع الأدلة.

ورفض لبنان إجراء تحقيق دولي في الانفجار الذي ألحق أضرارا جسيمة بالمرفأ الرئيسي في البلاد وبعدد من أحياء العاصمة، مشردا عشرات آلاف العائلات من منازلها التي تضررت أو تهدّمت.

وتحقق السلطات في الانفجار منذ وقوعه، إلا أنّ المحقق العدلي فادي صوان أعلن الشهر الحالي تعليق التحقيقات لعشرة أيام بعدما طلب وزيران سابقان ادعى عليهما في مذكرة نقل الدعوى إلى قاض آخر، وفق ما أفاد مصدر قضائي.

وقال ردا على سؤال حول قرار قاضي التحقيق العدلي في قضية المرفأ (فادي صوان) وفي حال طلب صوان مجددا التحقيق معه "الدستور فوق كل شيء وأنا أحتكم إلى الدستور، والمادة 70 هي التي تحكم في هذا الموضوع وإذا هناك ادعاء وملف فليرسله إلى مجلس النواب. أكن كل الاحترام إلى القضاء وأنا أول من وقع التشكيلات القضائية من باب احترام القضاء واستقلاليته".

وتابع "لو كان لدي شعور بوجود خطر في موضوع المرفأ لكنت تحدثت فورا مع رئيس الجمهورية ولم أكن لأغطي على هذا الإجرام الذي حصل في العام 2013. عادة تصلني عشرات التقارير الأمنية الرسمية و90 بالمائة منها يتبين أنها غير صحيحة".

وقال "أنا مجروح بعمق. أتيت منذ البداية لكي أحارب الفساد.. بطلع آخر شي أنا الفساد"؟! لأني لم أزر المرفأ؟! وصلني التقرير في 22 تموز (يوليو) وحولته رأسا إلى الوزراء المختصين وصودف وجود إقفال بموجب قرار التعبئة العامة بسبب وباء كورونا وعيد الأضحى وعيد الجيش. هل هذا أمر مدروس؟ هناك شيء غير طبيعي في الأمر. أنا لا أؤمن بالصدف. أنا أول رئيس فتح الباب للقاضي صوان وعندما اتصل بي القاضي غسان عويدات وقال لي عندك مانع يشوفك القاضي صوان الثلاثاء أي بعد خمسة أيام، فقلت له فليأت الآن، وأتى وأخبرته بكل شيء".

وردا عن سؤال حول قرارات تتعلق بمواجهة الفساد والفاسدين في الدولة قال حسان دياب "هناك منظومة فساد كاملة، لا أملك الملفات الكاملة وبالتالي لا أستطيع أن أسمي لكي لا أظلم أحدا، لسنا حكومة ثورية بل نعمل ضمن الدستور والنظام، أما في حال توصل التدقيق الجنائي إلى كشف مكامن الفساد كما سيحصل في التدقيق بحسابات مصرف لبنان، حينها نسير في الطريق القضائي الصحيح".

وأضاف "لن أسمي من دون معطيات، هناك منظومة سياسية مالية اقتصادية مترابطة، لكن أحارب الفساد من ضمن النظام وليس بتكسير الأملاك العامة كما حصل خلال الأحداث في الشارع الذي لا يخدم ثورة ومطالب اللبنانيين".