جفاف دجلة يعري مدينة أثرية مطمورة في العراق

دائرة الآثار بمحافظة دهوك تعلن انحسار المياة عن موقع يضم قصرا ومجموعة من المباني إضافة إلى سور حجري يُرجح انها تعود الى مدينة زاخيكو المذكورة في النصوص البابلية.

بغداد – أماطت موجة الجفاف التي تضرب العراق اللثام عن مدينة أثرية داخل حوض نهر دجلة بعد انحسار مياه النهر، وفق اعلان نشرته الاثنين دائرة الآثار بمحافظة دهوك ضمن إقليم كردستان شمالي البلاد.

ويضمّ الموقع قصراً ومجموعة من المباني، إضافة إلى سور حجري.

ويعتقد علماء الآثار أن الموقع هو مدينة زاتشيكو القديمة. ويقول الباحثون إن المدينة كانت مركزا مهما في إمبراطورية ميتاني، التي حكمت أجزاء كبيرة في شمالي سوريا وبلاد ما بين النهرين، حتى عام 1400 تقريبا قبل الميلاد.

وقال مدير دائرة آثار دهوك بيكس بريفكاني إنّ "فريقاً مشتركاً من علماء الآثار من إقليم كردستان وألمانيا اكتشفوا مدينة عريقة تعود إلى عصر الإمبراطورية الميتانية (1400 عام قبل الميلاد) داخل حوض نهر دجلة".

وأضاف بريفكاني، في تصريحات للصحافيين، أنّ "الجفاف في العراق أدّى إلى انخفاض مستوى منسوب المياه في بحيرة سد الموصل، وكانت النتيجة اكتشاف المدينة".

ورجح بريفكاني أنّ تكون المدينة المكتشفة هي نفسها التي ورد ذكرها في النصوص البابلية، وتسمى زاخيكو، وتضم قصراً والعديد من المباني والغرف، بالإضافة إلى سور كبير، ويجرى التحقّق من النصوص المسماريّة التي عثر عليها فريق البحث.

وتابع بالقول: "النتائج أظهرت أيضاً أنّها كانت مركزًا حضارياً مهماً للإمبراطورية الميتانية بين العامين 1550 و1350 قبل الميلاد".

من جهتها أعلنت جامعة فرايبورج الألمانية  الاثنين، أنه تم الكشف عن أنقاض تلك المدينة مطلع العام الجاري، عندما انخفض منسوب المياه في خزان الموصل بسبب موجة الجفاف الطويلة.

وفي سباق مع الزمن، اكتشف علماء الآثار ووثقوا تلك المستوطنة بين شهري كانون الثاني/يناير وشباط/ فبراير الماضيين ، قبل أن ترتفع مستويات المياه مرة أخرى. ووجد الفريق ، من بين أمور أخرى ، تحصينا بجدران وأبراج ومستودعا متعدد الطوابق وأكثر من 100 لوح مسماري.

ويواجه العراق حالياً موجة جفاف غير مسبوقة، إثر إقدام إيران على إنشاء عددٍ من السدود على روافد نهر دجلة وتغيير مجاري روافد أخرى، إضافة إلى وجود مشاريع السدود التركيّة، وتزامن ذلك مع شح الأمطار، ما أدّى إلى جفاف عدد من البحيرات وتراجع مستوى نهري دجلة والفرات إلى مستويات قياسية.