جلسة طارئة لمجلس الأمن على وقع اشتباكات عنيفة بطرابلس

الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى وقف فوري لعملية طرابلس، فيما تواصل قوات الجيش الوطني الليبي عمليات تطهير العاصمة من ميليشيات وصفتها بـ"الاخوانية" اختطفت العاصمة.

الضغوط الدولية تفشل في وقف عملية طرابلس
خارطة طريق غسان سلامة إلى أجل غير مسمى
قوات حفتر تسيطر على عدّة مناطق في جنوب العاصمة
اشتباكات عنيفة بمنطقة عين زارة هي الأعنف منذ بداية عملية طرابلس

نيويورك - يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة مغلقة الأربعاء حول الأزمة في ليبيا، حيث أدت المعارك إلى عرقلة الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للتحضير للانتخابات، فيما تدور اشتباكات عنيفة جنوبي العاصمة الليبية طرابلس.

وقال دبلوماسيون إن مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة سيطلع المجلس على قراره تأجيل مؤتمر وطني يهدف إلى وضع خارطة طريق للانتخابات.

وقررت الأمم المتحدة مساء الثلاثاء إرجاء "الملتقى الوطني" بين الأطراف الليبية الذي كان مرتقبا في منتصف أبريل/نيسان إلى أجل غير مسمى بسبب المعارك جنوب طرابلس.

وقال سلامة "لا يمكن لنا أن نطلب الحضور للملتقى والمدافع تُضرَب والغارات تُشَنّ"، مؤكدا تصميمه على عقد الملتقى "بأسرع وقت ممكن".

وتُواصل قوّات المشير خليفة حفتر هجومها باتجاه طرابلس وسط معارك عنيفة مع خصومها الموالين لحكومة الوفاق الوطني، ما أدّى إلى سقوط 35 قتيلا ونزوح أكثر من 3400 شخص حتى الآن.

وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة تصاعد العنف حول طرابلس ودعا إلى "وقف فوري" للمعارك. كما دعا "جميع الأطراف إلى الدخول فورا في حوار لإيجاد حل سياسي".

وشدد رئيس مجلس الأمن الدولي السفير الألماني كريستوف هويسجن على "عدم وجود حل عسكري للأزمة في ليبيا"، مشيرا إلى أن الوضع بات "مأساويا".

وقال هويسجن في تصريحات للصحفيين بنيويورك اليوم الثلاثاء، إن المبعوث الأممي غسان سلامة ما زال يقيم الموقف هناك ونحن في انتظار الطريقة التي ستتطور بها الأمور، مضيفا أن سلامة "في منتصف المفاوضات الآن ويسعى إلي التوصل لحل سلمي".

وفيما يتعلق بانعقاد المؤتمر الوطني الجامع أو عدم انعقاده، قال "من الصعب التكهن بذلك في الوقت الحالي. نحن نتابع الموقف عن كثب وقلقون للغاية وننتظر كيف ستتطور الأمور".

وجاءت تصريحات رئيس مجلس الأمن قبيل بدء جلسة نقاش عام لمجلس الأمن حيث سيستمع ممثلو الدول الأعضاء لإفادة من فيليبو غراندي، المفوض الأممي لشؤون اللاجئين حول أوضاع اللاجئين في العالم.

وأوضح رئيس المجلس أن المفوض السامي سيتحدث بصفة عامة عن أوضاع اللاجئين وستدور مناقشات موسعة عما سيطرحه علينا".

وأطلق المشير خليفة حفتر الذي يقود قوات الجيش الوطني الليبي الخميس الماضي، عملية عسكرية تستهدف تطهير العاصمة طرابلس من ميليشيات مسلحة موالية لجماعات الإسلام السياسي، قابله احتشاد القوات الداعمة لـحكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فايز السراج المدعوم من الأمم المتحدة.

وتقول القوات الليبية إن الميليشيات الإرهابية اختطفت طرابلس ومن شأن الحسم العسكري أن ينهي سيطرة المتشددين على العاصمة ويؤسس لمرحلة سياسية جديدة على أساس استعادة هيبة الدولة وحصر السلاح بيدها.

وتشير تقارير متطابقة إلى أن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج وهو رجل أعمال مدعوم من الغرب تنشط عائلته في قطاع العقارات، رهن سلطته للميليشيات المسلحة والمنفلتة والتي تتقاتل من حين إلى آخر على المصالح والنفوذ وتبدل ولاءاتها حسب هذا الأساس.

ولا ضمانات لعدم انفلات تلك الميليشيات ومعظمها متشددة محسوبة على جماعة الإخوان وتتلقى دعما ماليا وعسكريا من تركيا وقطر، بحسب اتهامات قوات الجيش الوطني الليبي.

وتزامن التصعيد الأخير مع تحضيرات الأمم المتحدة لعقد مؤتمر شامل للحوار بمدينة غدامس (جنوب غرب)، بين 14 و16 أبريل/ نيسان الجاري، ضمن خريطة طريق أممية لمعالجة النزاع في البلد العربي الغني بالنفط.

وفي آخر التطورات الميدانية، أفادت مصادر محلية بأن منطقة عين زارة جنوبي العاصمة تشهد اشتباكات بين قوات الجيش الليبي وأخرى تتبع حكومة الوفاق، وهذه الاشتباكات هي الأعنف منذ بدء المعارك.

وبدأت الاشتباكات مساء الثلاثاء عندما حاولت قوات تتبع حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، إعادة السيطرة على بعض التمركزات التي فقدتها خلال اليومين الماضيين.

وقال شهود عيان إن المواجهات المسلحة ازدادت وتيرتها وشهدت استعمال جميع أنواع الأسلحة في منطقة مأهولة بالسكان.

وأضافوا أن قوات حفتر سيطرت على عدة شوارع وجامع الكحيلي الشهير في المنطقة، مشيرين إلى أن الكثير من العائلات موجودة في منازلها ولم تتمكن من الخروج لاشتداد المعارك.

ولم تتضح بعد حجم الخسائر البشرية في صفوف الجانبين على الفور، فيما ذكرت شعبة الإعلام الحربي التابعة لقوات حفتر، أن قواتهم تتقدم بخطى ثابتة بأحياء عين زارة والسيطرة على شارع الفطرة ومقر كتيبة 42 التابعة للوفاق.

ومنذ 2011، تشهد ليبيا صراعا على الشرعية والسلطة يتمركز حاليا بين حكومة الوفاق في طرابلس (غرب) وقوات حفتر التابعة لمجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق (شرق).