جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث الوضع في ليبيا

سبق وأن أجبرت بريطانيا على تعليق مشروع قرار يطلب وقف إطلاق النار في ليبيا، بسبب معارضة الولايات المتحدة وروسيا اللذان يدعمان جهود حفتر في مكافحة الإرهاب.
قوات الجيش الليبي تحاصر طرابلس على أكثر من جبهة
محاولات السراج للدعم الغربي تفشل
مجلس الأمن منقسم في التعامل مع الأزمة الليبية

الأمم المتحدة (الولايات المتحدة) - يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة، جلسةً مغلقة يُناقش خلالها الأزمة الإنسانية في ليبيا، حيث تشن قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر هجوماً على العاصمة طرابلس منذ شهر.

وقال دبلوماسيون اشترطوا عدم كشف هوياتهم إن بريطانيا طلبت عقد الاجتماع الجمعة حتى يتسنّى لمسؤول إغاثة أممي إطلاع المجلس على الهجوم الذي تسبب في نزوح 55 ألف شخص وخلّف أكثر من 430 قتيلاً.

ومنذ الرابع من نيسان/أبريل، تشن قوات الجيش هجوما على طرابلس، حيث مقر حكومة الوفاق التي تدعمها ميليشيات إسلامية في عملية قال حفتر إنها تهدف إلى "تطهير العاصمة من الإرهابيين والمرتزقة".

وينقسم مجلس الأمن حيال التعامل مع الأزمة الليبية، ما أجبر بريطانيا على تعليق تقديم مشروع قرار يطلب وقف إطلاق النار، بسبب معارضة الولايات المتحدة وروسيا اللذان يدعمان جهود حفتر في مكافحة الإرهاب.

وزار فائز السراج، رئيس وزراء حكومة طرابلس التي تساندها الأمم المتحدة، أمس الخميس بريطانيا بعد جولة بعواصم أوروبية شملت إيطاليا وألمانيا وفرنسا، في محاولة لحشد الدعم لوقف إطلاق النار في طرابلس.

وطالب وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت بعد لقائه بالسراج، الأطراف المتنازعة في ليبيا بالعودة إلى المفاوضات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة.

ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى وقف لإطلاق النار في المعركة المستمرة منذ شهر في طرابلس.

ويتمتع حفتر، الذي كان قائدا عسكريا في جيش القذافي قبل أن ينقلب عليه، بدعم عدد من الدول العربية، كما تلقى دعما عسكريا من فرنسا التي ساعدته على السيطرة على مدينة بنغازي في شرق ليبيا عام 2017.

وتتهم فرنسا مجموعات إسلامية متطرفة بدعم حكومة الوفاق، واقترحت الأربعاء إجراء "تقييم لسلوك المجموعات المسلحة في ليبيا بالتعاون الوثيق مع الأمم المتحدة".

القادة الأوروبيون يعرفون جيدا أن الجيش الوطني الليبي صد منيع أمام الجماعات الإرهابية
القادة الأوروبيون يعرفون جيدا أن الجيش الوطني الليبي صد منيع أمام الجماعات الإرهابية 

من جهتها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بعد اجتماعها مع السراج إن بلادها تسعى لإيجاد موقف أوروبي موحّد يعجل وقف إطلاق النار في طرابلس والعودة إلى المسار السياسي وهو ما يعزز موقف حفتر.

 ولم تغير زيارة السراج موقف القادة الأوروبيين من معركة طرابلس، حيث بدى موحدا بدعوة الأطراف الليبية للعودة إلى طاولة الحوار في وقت حقق فيه الجيش الوطني الليبي انتصارات مهمة وتطويق العاصمة من عدة جبهات، وقطع أهم شريان بري لحكومة الوفاق نحو العالم الخارجي.

وتحاصر قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر العاصمة من الغرب والجنوب والجنوب الشرقي، بل لديها تمركزات قوية في الضاحية الجنوبية لطرابلس، مما يسمح لحفتر بالتفاوض من منطق قوة لدخول العاصمة بغير قتال.

ومنذ هجوم قوات الجيش على العاصمة، خسرت حكومة الوفاق مساحات من الأراضي ومن الموارد البشرية والمادية، وعلى رأسها مدينتي صبراتة (70 كلم غرب طرابلس) وصرمان (60 كلم غرب طرابلس) على الطريق الساحلي الرابط بين العاصمة الليبية والحدود التونسية، التي تمثل الطريق الرئيسية لتنقل الأشخاص والبضائع نحو العالم الخارجي بالمنطقة الغربية.
وفي ظل سيطرته على صرمان وصبراتة، أصبح الطريق الدولي نحو تونس مقطوعا أو على الأقل تحت سيطرة الجيش، وبالتالي فقدت الوفاق شريان حقيقي لاقتصادها المنهك، بل وحيوي بالنسبة لتنقل الأفراد، خاصة وأن مطار معيتيقة (الوحيد الذي يشتغل في طرابلس) صغير الحجم، ومحدود الخطوط، ويتعرض من حين لآخر لقصف جوي لطيران الجيش.
كما أن منطقة زوارة (موالية لحكومة الوفاق/ 100 كلم غرب طرابلس) والمسيطرة على معبر راس جدير البري مع تونس، أصبحت معزولة عن طرابلس، بل على وشك ان تسيطر عليها قوات الجيش التي تحاصرها من الجهة الشرقية والجنوبية، فضلا عن أن قاعدة الوطية الجوية (تابعة للجيش)، لا تبعد عن زوارة سوى بأقل من 100 كلم.
أما الطريق الجنوبي الرابط بين طرابلس ومعبر "وازن- الذهيبة" مع تونس (ثاني أهم معبر حدود مع تونس) فأصبح هو الآخر مقطوعا، بعد سيطرة قوات حفتر على غريان (مركز مدن جبل نفوسة) والبلدات المحيطة بها، مما يعني أن بلدت الجبل الموالية للوفاق (مثل نالوت ويفرن وكاباو) أصبحت هي الأخرى شبه معزولة عن المركز.