جماعة الحوثي تتهم قوات دولية بتعمد قتل 8 صيادين يمنيين في البحر الأحمر

جماعة الحوثي تستنكر استمرار الممارسات "العدائية" من قبل التحالف الأميركي لحماية السفن واستخدام القوة والتهديد ضد الصيادين.

صنعاء - أعلنت جماعة الحوثي اليوم الجمعة مقتل 8 صيادين يمنيين بنيران " وصفتها بـ"المتعمدة" من قوات دولية في البحر الأحمر أثناء مزاولتهم مهنتهم في المياه الإقليمية، فيما لا تلوح بوادر لخفض التصعيد في المنطقة.
وقالت وزارة الثروة السمكية بحكومة الحوثيين "ندين الجريمة العدوانية التي ارتكبتها قوات دولية في البحر الأحمر أدت إلى استشهاد 8 صيادين من أبناء مديرية الخوخة التابعة لمحافظة الحديدة إثر تعرضهم لإطلاق نار متعمد أثناء مزاولتهم لمهنة الصيد في المياه الإقليمية".
وأضافت أن "جثث الصيادين الثمانية تم العثور عليها في جزر ذو الحراب (غرب) بعد مرور حوالي شهر من اختفائهم في ظروف غامضة".
واستنكر البيان "استمرار الممارسات العدائية من قبل المرتزقة والتحالف الأميركي لحماية السفن الإسرائيلية واستخدام القوة والتهديد ضد الصيادين" ولم تذكر الجماعة تاريخ مقتل الصيادين وهل كان ذلك في يوم واحد أو على مدى أيام.

وفي سياق متصل أفادت وكالة "أمبري" البريطانية للأمن البحري اليوم الجمعة بأن صاروخاً أصاب سفينة تجارية قبالة سواحل عدن في اليمن، مشيرة إلى "الإبلاغ عن سلامة الطاقم".

وقالت جماعة الحوثي اليمنية إن قواتها البحرية نفذت عملية استهدفت "ناقلة النفط البريطانية مارلين لواندا" في خليج عدن ما تسبب في اندلاع حريق على متنها.

وذكر المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في بيان أن الحوثيين استخدموا عددا من الصواريخ البحرية المناسبة وأن الإصابة كانت مباشرة.

وشنت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران وتسيطر على المناطق الأكثر كثافة سكانية في اليمن العديد من الهجمات على سفن في البحر الأحمر منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ، ما أدى إلى تعطيل الملاحة في الممر المائي الحيوي.

وتزعم الجماعة أن هجماتها تأتي ردا على العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة وأسفرت عن اضطراب واسع في حركة الشحن العالمية ودفعت العديد من شركات الشحن لتعليق رحلاتها عبر البحر الأحمر وتحويلها إلى طريق رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا وهو الطريق الأطول والأكثر تكلفة.

ودخلت التوترات في البحر الأحمر مرحلة تصعيد لافت منذ استهداف الحوثيين في 9 يناير/كانون الثاني الجاري سفينة أميركية بشكل مباشر، بعد أن كانوا يستهدفون في إطار التضامن مع قطاع غزة سفن شحن تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.
وبوتيرة متقطعة منذ 12 يناير/الجاري، يشن تحالف تقوده الولايات المتحدة غارات يقول إنها تستهدف "مواقع للحوثيين" في مناطق مختلفة من اليمن، ردا على هجماتها في البحر الأحمر، وهو ما يُقابل برد من الجماعة من حين لآخر.

وقال مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية 'أونكتاد' إن حركة الشحن التي تمر عبر قناة السويس انخفضت 45 بالمئة في الشهرين الماضيين بعد تحويل شركات شحن مسار السفن نتيجة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، مما أدى إلى ارتباك طرق التجارة البحرية المضطربة بالفعل.

وحذر 'أونكتاد'، الذي يدعم الدول النامية في مسألة التجارة العالمية، من مخاطر ارتفاع التضخم وحالة عدم اليقين بشأن الأمن الغذائي وزيادة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

وذكر أن عدد السفن التي عبرت قناة السويس انخفض 39 بالمئة مقارنة مع بداية ديسمبر/كانون الأول، مما أدى إلى انخفاض حمولات الشحن 45 بالمئة.

وقال جان هوفمان رئيس الخدمات اللوجستية التجارية في 'أونكتاد' إن هناك الآن ثلاثة طرق تجارية عالمية رئيسية معطلة، تشمل إلى جانب البحر الأحمر تدفقات الحبوب والزيوت منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، وقناة بنما حيث أدى انخفاض منسوب المياه بفعل الجفاف إلى تراجع الشحن الشهر الماضي 36 بالمئة على أساس سنوي و62 بالمئة عنه قبل عامين.

وأردف قائلا في إفادة صحفية في وقت متأخر الخميس "نحن قلقون جدا... إننا نشهد تأخيرات وزيادة في التكاليف وفي انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري".

ويمر ما بين 12 و15 بالمئة من التجارة العالمية وما بين 25 و30 بالمئة من حركة الحاويات عبر قناة السويس وانخفضت شحنات الحاويات عبر القناة 82 بالمئة في الأسبوع المنتهي في 19 يناير/كانون الثاني مقارنة بأوائل ديسمبر/كانون الأول، كما تراجعت شحنات الغاز الطبيعي المسال بشكل أكبر، في حين شهدت شحنات البضائع السائبة الجافة تراجعا أقل بينما زادت حركة ناقلات النفط الخام قليلا.

وسجلت أسعار الحاويات في التعاملات الفورية أكبر زيادة أسبوعية لها بواقع 500 دولار، الأمر الذي لم يكن له تأثير على الشحنات من آسيا إلى أوروبا فقط بل أيضا على الطريق إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة دون المرور على قناة السويس والذي زاد لأكثر من الضعف. ومع ذلك، لم تصل الأسعار إلا لنصف الذروة التي بلغتها خلال جائحة كوفيد-19 تقريبا.