جمعيات بيئية تقاضي سبايس إكس

الهيئة الأميركية الناظمة لقطاع الطيران متهمة بإساءة تقويم الأثر البيئي لصاروخ 'ستارشيب' بعد انفجار أحد طرازاته في رحلة قبل أسبوعين في تكساس.

واشنطن - أعلنت جمعيات بيئية أنها تقاضي الهيئة الأميركية الناظمة لقطاع الطيران بتهمة إساءة تقويم الأثر البيئي لصاروخ سبايس إكس الجديد "ستارشيب" الذي انفجر أحد طرازاته في رحلة قبل أسبوعين في تكساس.

وأصدرت وكالة الطيران الأميركية (FAA) رخصة لمدة خمس سنوات إلى سبايس إكس في منتصف أبريل/نيسان لتسيير هذا الصاروخ وهو الأكبر في العالم، والذي طورته واختبرته الشركة في بوكا تشيكا في أقصى جنوب الولاية.

وستارشيب البالغ طوله 120 مترا هو أطول من صاروخ "ناسا" العملاق الجديد "اس ال اس" (98 مترا) الذي أُطلق في مهمة أولى خلال نوفمبر/تشرين الثاني، ومن صاروخ "ساتورن 5" (111 مترا) الخاص بمهمات أبولو.

في 20 أبريل/نيسان، أطلقت الشركة المملوكة للملياردير إيلون ماسك صاروخ ستارشيب لأول مرة، لكن الصاروخ واجه مشكلات أرغمت سبايس إكس على تفعيل أمر التدمير الذاتي، ما أدى إلى انفجاره فوق البحر بعد حوالي أربع دقائق من بدء الرحلة، ودُمرت منصة الإطلاق نفسها جزئيا بسبب قوة المحركات، ما أدى إلى تطاير كميات كبيرة من الحطام وقطع الخرسانة.

ورُفعت دعوى قضائية في محكمة فدرالية في العاصمة واشنطن من منظمات عدة، بينها مركز التنوع البيولوجي والهيئة الأميركية لحفظ الطيور.

وقال مركز التنوع البيولوجي في بيان إن "منصة الإطلاق تقع قرب موائل للأنواع المحمية والطيور المهاجرة، مثل سلحفاة كيمب أو طيور الزقزاق"، مشيرا إلى أن الاختبار "نشر جزئيات دقيقة في المناطق المحيطة".

كما لفتت المنظمة إلى الضوضاء والتلوث الضوئي المرتبط بالمحطة الفضائية، فضلا عن اندلاع حرائق بسبب هذه العملية.

وعند منح الترخيص، فرضت الهيئة الناظمة لقطاع الطيران عددا من القيود على سبايس إكس، بما في ذلك إجراء تقويم لوضع الثروة الحيوانية والنباتية من جانب عالم أحياء، قبل الانطلاق وبعده، فضلا عن لزوم تنظيف الحطام.

لكن هذه الإجراءات "ليست كافية لمنع برنامج الطيران من التسبب في أضرار بيئية كبيرة"، وفق مركز التنوع البيولوجي.

وامتنعت إدارة الطيران الفدرالية عن التعليق على الدعوى الجارية.

وبحسب هيئة الأسماك والحياة البرية الفدرالية، تسببت الرحلة التجريبية في 20 أبريل/نيسان في اندلاع حريق امتد على ما يقرب من 1.5 هكتار في متنزه بوكا تشيكا الإقليمي، إلى الجنوب من منصة الإطلاق.

ولفتت الهيئة إلى أن "تداعيات عملية الإطلاق تشمل تناثر عدد كبير من القطع الخرسانية والألواح الفولاذية والمعادن والأشياء الأخرى التي ألقيت على مئات الأمتار، وسحابة من المواد الخرسانية المسحوقة" على مساحة تزيد عن عشرة كيلومترات إلى الشمال الغربي من منصة الإطلاق.

لكن الهيئة أوضحت في بيان أنه لم يتم العثور على أي حيوان نافقا في المساحات التي تديرها.

ولم تُعرف حتى الساعة الأسباب التي أدّت إلى انفجار ستارشيب الذي يرمي إطلاقه بصورة أساسية إلى جمع أكبر قدر من البيانات للاستفادة منها في النماذج التالية.

وكان إيلون ماسك حرص على التخفيف من التوقعات، قائلا إن وصول الصاروخ إلى المدار من المحاولة الأولى مسألة غير مرجحة، مضيفا "في حال حدث ذلك ودُمّر الإطلاق، فستستغرق إعادة بنائها أشهراً عدة".

وكشفت نائبة رئيس سبايس إكس غوين شوتويل في فبراير/شباط "لقد صمّمنا ستارشيب لتكون شبيهة قدر الإمكان بالعمليات التي تجريها شركات الطيران".