
جمعية الفنانات المغاربيات تشع بفعاليات ثقافية وانسانية متعددة
العمل الجمعيات مجال رحب للاضافة والابداع حيث التعدد والتنوع في الأنشطة بما يحيل الى توسيع المجالات الاجتماعية والانسانية والثقافية نحتا للقيمة وتأصيلا للكيان وتقصدا للأجمل الكامن في الانسان والتحفيز على تعميق النظر من الانسان تجاه ذاته الأخرى.. نحو الآخرين والعالم.
وفي هذا السياق تبرز جمعية الفنانات المغاربيات بتونس منذ 2013 ومع تأسيسها من قبل الفنانة التشكيلية سارة بن عيسى المربية والمبدعة التي ذهبت بأعمال هذه الجمعية نحو الأعماق والآفاق لتتوزع أنشطتها في جهات تونس وخاصة في ولاية منوبة من ذلك عديد الأنشطة والمعارض ورسم الجداريات بمؤسسات بمنوبة منها سجن النساء والمساهمة في تعهد مأوى العجز وكذلك الأنشطة الأخرى بفضاءات ثقافية بمنوبة وقد تألقت في مشاركاتها خارج البلاد في عدد من المحافل الدولية.
والسيدة سارة بن عيسى هي أستاذة تربية تشكيلية منذ عام 1972 وعضو باتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين الرابطة التونسية للفنون التشكيلية وكان تأسيسها للجمعية وفق الأهداف التي وضعتها خدمة للفن والثقافة والانسان وخاصة ذوي الاحتياجات الخصوصية والمعاقين وقد حصل ذلك منذ انطلاق أنشطة وفعاليات وتظاهرات جمعية الفنانات المغاربيات بتونس منذ مايو/ايار 2013.
وفي أنشاطها قدمت الأستاذة سارة بن عيسى فنانة عديد الفعاليات والمعارض الفردية والجماعية في تونس وخارجها بداية من سنة 1972 والى اليوم وفق سيرة فنية وفعاليات ثقافية ومنها بداية معرض "حداثة... تجدد... طموح" بالتعاون مع المندوبية الجهوية للتربية بسوسة ودلك في فترة الراحل محمد مزالي وزيرا للثقافة الذي زار لمعرض.
وكذلك معرض بعنوان "واحدة من الباشيات" ضمن "رائدات مدرسة نهج الباشا" وذلك بالباشية بالمدينة العتيقة سنة 2005، اضافة الى معرض "بين قوسين" برواق فن ومواهب ومعرض مهرجان المدينة بقبة النحاس في منوبة سنة 2005، وكذلك معرض في فضاء سكرة سنة 2015 فضلا عن المعارض الجماعية في جهات بتونس وهي تفوق خمسين مشاركة في معارض متعددة الى جانب معارض بالخارج ومنها مشاركة سنة 1990 بملتقى جمعية الفنانين التشكيليين التونسيين بالقاهرة وفي سنة 2011 في المغرب وفي مهرجان الفنون التشكيلية بطنجة وفي سنة 2012 في ملتقى بصمات بالقاهرة وفي سنة2013 في مهرجان الفنون التشكيلية للمرأة الفنانة بأكادير المغربية حيث تألقت بمداخلتها عن "الفن في خدمة ذوي الاحتياجات الخصوصية "وفي سنة 2015 في ملتقى ربيع إسوتار للفنون الجميلة بطاطا.
كما مثلت تونس في "أيام الثقافية الفنية التونسية المغربية" في الصويرة وذلك في شهر مارس/اذار لسنة 2016.
وبالنسبة لعملها في الجمعية فقد حققت اشعاعا ونجاحات ظل يذكرها المشاركون من بلدان عديدة على غرار الفنانين التشكيليين من الجزائر وتونس والمغرب وليبيا وفق مشاركتهم في المعرض التشكيلي المغاربي الذي شهدته بلدية قرطاج وفق عنوان لافت هو " الذاكرة والإدراك" حيث عملت جمعية الفنانات المغاربيات بجدية وعق وبدعم واشراف من قبل وزارة الشؤون الثقافية ووزارة التربية ومع دعم من السفارة المغربية بتونس حيث أكدت السفيرة المغربية بتونس لطيفة أخرباش آنذاك على "أهمية الثقافة والفن في التجسير بين الشعوب المغاربية وأن حضور ومساهمة الفنانين التشكيليين المغاربة في هذه التظاهرة أحد تجليات التزام المملكة المغربية بالحلم المغاربي وبمشروع بناء فضاء جهوي مؤهل اقتصاديًا وثقافيًا وديمقراطيًا لتحقيق رخاء شعوب المنطقة".

ومن أنشطة جمعية الفنانات المغاربيات البارزة ومثلما تشير رئيستها ومؤسستها الأستاذة سارة بن عيسى نذكر الملتقى المغاربي حول" الفن التشكيلي عند الكفيف بين المنفعة والابداع" حسث كانت المشاركات متعددة من خلال حضور فنانين وفنانات من المغرب، الجزائر،ليبيا، اليابان، تايوان، رومانيا، بولونيا وتونس الدورة وشمل هذا الملتقى التاريخي الهام في نشاط الجمعية عديد البرامج والفقرات منها الافتتاح بفضاء صوفونيبه بقرطاج ثم انطلاق المعرض الجماعي المغاربي للفنون التشكيلية وفق محور" الذاكرة والادراك ".
واحتضن فضاء رواق الفنون ببن عروس ورشة جماعية بمشاركة فنانين من تونس وخارجها الى جانب أنشطة مجموعة من الورشات التشكيلية وفسحة موسيقية للفنان خالد بن عبد الرزاق استاذ موسيقى بالمدرسة الابتدائية النور للكفيف ببئر القصعة ببن عروس مع زيارات إستطلاعية للضيوف ومنهم فاقدي البصر الى مدينة الثقافة والمتحف الأثري بباردو وقصر النجمة الزهراء بسيدي بوسعيد وغيرها، هذا الى جانب الندوة " مستقبل وتحديّات الفن التشكيلي عند الكفيف في ظل تسارع التقدّم التكنولوجي " وفيها مداخلات لمختصين منهم مداخلة الدكتور وليد زيدي وهو أستاذ وباحث بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة ورئيس الجلسة حول "الإبصار بالصورة في عرفان المكفوف" ووزير الثقافة الأسبق.
وهدفت هذه الندوة حسب السيدة سارة بن عيسى رئيسة الجمعية المنظّمة الى "وضع خطة تنشيطية وتنظيم ورشات تدريبية فنية تثقيفية بالمؤسسات التربوية المخصّصة لتعليم الكفيف قصد إنجاح تجربة تعليم الفن التشكيلي عند الكفيف وضعفاء البصر بالاعتماد على سلسلة من حصص الرسم والنحت التعريف بالألوان للتمييز بينها عبر حاستي الشم واللمس وقصد إبراز وتنمية مواهب الكفيف وتنمية قدراته الفنية... ولن ندّخر جهدا في التعاون مع كل المؤسسات الفنية لتهيئة سبل التطوير والنجاح وتوسيع المشاركات الجماعية للفنانات العربيات حسب خبرتنا لتقديم كل ما نمتلكه من تجارب ومعرفة فنية بهدف ضخ ذلك الإرث إلى الأجيال القادمة وإعطائهم كل ما يشعرهم بالانتماء لوطنهم والافتخار بما يمتلكه من حضارة واستثمار في تطوير مواهبهم الفنية والقدرة على العمل بها في بلدانهم وخارجها ذلك ان هذه الأهداف المهمة التي تسعى لتحقيقها جمعية الفنانات المغاربيات منذ تأسيسها في 2013 عن طريق تهيئة ورشات العمل والمعارض والمناهج التي يستعد لها أعضاء الجمعية بتوفيرها كمناهج تثقيفية معرفية تساعد المستفيد منها على البداية الصحيحة والاستفادة من التجارب الغربية المحيطة اعتمادا على تبادل الخبرات والتعاون مع الجهات المختصة ذات الصلة بالموضوع".
والجمعية المنظّمة لهذا الملتقى هي من الجمعيات الناشطة حيث نظّمت منذ بعثها عديد الانشطة التي تصب كلها في إطار العناية بالثقافة الفنية والاجتماعية النسائية في المغرب العربي الكبير لتخدم الأغراض والاهداف التي بعثت من أجلها حيث نظّمت 5 لقاءات ثقافية فنية مغاربية ومن بينها تظاهرة بعنوان "روح افريقيا" ومعرض بعنوان "تجاوز" وتظاهرة بعنوان "تعابير أنثوية".
والجمعية تشتغل على ربط أواصر الصداقة وتلاحم العلاقات بين فنانات اللغة البصرية بنشر أعمالهن ومعرفتهن الفكرية في ربوع المغرب العربي الكبير بتاريخه المجيد.
وفي جانب آخر من مثل هذه الأنشطة المهمة للجمعية نذكر الملتقى الثقافي الفني المغاربي السابع لجمعية الفنانان المغاربيات.
وهو نشاط و"لقاء متجدّد بعد قيود جائحة الكورونا طوال سنتين ، ليجمع مبدعات ومبدعي الريشة، لتقديم أعمالهم ولعرض إبداعاتهم، ولتكريس التلاقح الفني والثقافي بين البلدان المغاربية.و انتظمت الفعالية بالتعاون مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بمنوبة، بلدية منوبة ، جمعية منوبة للمعالم والثقافة، وبمساهمة من جمعية دوم بولسكي، وتونيزجي و كان الافتتاح بمعرض جماعي لاعمال المشاركين وعددهم اكثر من 50 مشاركا،من بينهم 10 مبدعات ومبدعين من المغرب والجزائر بفضاء صوفونيبه بقرطاج".
فنانة مميزة وجمعية مغاربية ورحلة مطولة مع الأنشطة والتظاهرات.. هي جمعية الفنانات المغاربيات وهي "جمعية ثقافية مستقلة تعنى بخدمة الشأن الثقافي والإبداعي المتعلق بقطاع الفنون التشكيلية ومجالات الفن البصري والنسوي ببلدان المغرب العربي وتأسست بتونس سنة2013 من قبل أستاذة التربية التشكيلية والفنانة سارة بن عيسى".. جمعية عملت وتعمل في الفضاء التونسي والمغاربي وبمشاركات دولية وعربية وتنشط في ولاية منوبة مقر الجمعية والفنانة المؤسسة سارة بن عيسى وفي كل هذا تتطلب الجمعية مزيدا من الدعم والعناية والتكريم من قبل السلطات الثقافية والجهوية والتربوية بالنظر للقيمة الثقافية والانسانية والتربوية لنشاطها قضلا عن لمساهمات الفعالة في العمل الجمعياتي والوطني.