جنازة مهسا أميني تتحول إلى محاكمة للنظام الديني في إيران

آلاف المشاركين في جنازة الفتاة الإيرانية التي توفيت نتيجة تعرضها للضرب من قبل عناصر شرطة الأخلاق، يهتفون 'الموت لخامنئي' فيما رفع آخرون شعارات كتب عليها "القتل من أجل الوشاح.. إلى متى هذه الذلة".

طهران - تحولت جناة الفتاة الإيرانية التي توفيت في المستشفى بعد تعرضها للضرب من قبل عناصر الشرطة الأخلاقية إلى محاكمة للنظام الديني في إيران، فيما تعالت أصوات مشاركين في الجنازة بهتافات "الموت لخامنئي" و"عار علينا جهل مرشدنا"، في إشارة إلى المرشد الأعلى الإيراني الذي يقود المؤسسة الدينية.

وبحسب مصادر من المعارضة الإيرانية ومواقع إخبارية (معارضة أيضا) وعائلة الضحية، تم اليوم السبت دفن مهسا أميني دون أن تجري السلطات التشريح الطبي لمعرفة أسباب الوفاة في مخافة صريحة للإجراءات المعمول بها في مثل هذه الحالات. وكانت الشرطة الإيرانية قد نفت أن تكون أميني قد تعرضت للتعذيب، مشددة على أنها تعرضت لنوبة قلبية بعد ساعتين من احتجازها.

وذكرت المصادر ذاتها أن جثمان أميني وصل صباحا إلى مقبرة 'أيجي' في منطقة سقز بمحافظة كردستان (غربي ايران) في جنازة ضخمة شارك فيها آلاف الإيرانيين، مرددين هتافات بالفارسية "الموت للديكتاتور"، بينما رفعت شعارات بالكردية من بينها "القتل من أجل الوشاح.. إلى متى هذه الذلة"، في إشارة إلى التطبيق الصارم لضوابط ارتداء الحجاب والتي كانت دافع شرطة الأخلاق لاعتقال مهسا اميني.

وليست هذه المرة الأولى التي ترفع فيها شعارات مناوئة لخامنئي الذي يعتبر خطا أحمر في إيران، لكن الإيرانيين الذين كسروا حاجز الخوف منذ احتجاجات العام 2019 أسقطوا تلك الهالة وتلك 'القداسة' من خلال هتافات تنتقد المرشد الأعلى والقيود الاجتماعية التي تفرضها المؤسسة الدينية.

واظهرت مقاطع فيديو انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي نشرها موقع 'إيران إنترناشيونال-عربي' تجمعات لحشود غفيرة قبل وبعد جنازة مهسا اميني، فيما أظهرت بعض المقاطع تدخلا عنيفا من قبل الشرطة الإيرانية لتفريق المحتجين ومحاولة تطويقهم خشية تمدد الاحتجاجات.

وقالت المصادر ذاتها إن الاحتجاجات لا تزال مستمرة وأنها تأتي استكمالا لمظاهرات خرجت أمس الجمعة للتنديد بقتل أميني واستنكارا لتنامي القمع وانتهاك الحريات والغلو في تطبيق ضوابط ارتداء الحجاب.

واجتاحت أمس الجمعة موجة غضب منصات التواصل الاجتماعي واحتجاجات في الشوارع عقب الإعلان عن وفاة أميني.

وهاجم السياسي الإصلاحي المفوه محمود صديقي خامنئي ودعاه إلى التحدث عن قضية مهسا. وقال في تغريدة على تويتر "ماذا يقول الزعيم الأعلى الذي ندد عن حق بالشرطة الأميركية بسبب وفاة جورج فلويد، عن معاملة الشرطة الإيرانية لمهسا أميني؟"

وفي عام 2020 قال خامنئي إن مقتل فلويد بعد احتجاز الشرطة له يكشف "الطبيعة الحقيقية" للحكام الأميركيين.

واليوم السبت قال محتجون ومعارضون، إن مقتل مهسا أميني يكشف أيضا طبيعة النظام الديني في إيران.

وكان نائب سابق في البرلمان الإيراني قد اعتبر في تعليقه على مقتل أميني، أن النظام في إيران بات يشبه نظام حركة طالبان الأفغانية.