جنازة مهيبة لنهر جليدي سويسري ابتلعه غول الإحترار

في تكرار لمشهد حصل في آيسلندا قبل بضعة أسابيع، السويسريون يودعون نهرا جليديا في منطقة الألب انحسر بسبب التغير المناخي.
نهر بيتسول خسر منذ العام 2006 80 إلى 90 بالمئة من كتلته
مشاركون، بينهم أطفال، يضعون ورودا في الموقع
منذ العام 1850، اندثر حوالى 500 نهر جليدي في سويسرا

ميلز (سويسرا) - كما في آيسلندا قبل بضعة أسابيع، ودّع سويسريون الأحد في "مسيرة جنائزية" نهرا جليديا في منطقة الألب انحسر بسبب التغير المناخي.

وبعد مسيرة استغرقت ساعتين، وصل نحو 250 شخصا، بعضهم يرتدي الأسود، إلى الموقع السابق لنهر بيتسول الجليدي بالقرب من الحدود مع ليشتنشتاين والنمسا، على علوّ 2700 متر.

وقال ماتياس هاس العالم المتخصص في الغطاء الجليدي في جماعة زيوريخ التقنية "نحن هنا لنودّع نهر بيتسول". وطالب إريك بيتريني، كاهن رعية ميلز حيث يقع النهر، "العون من الله لجبه التحدّي الهائل الذي يشكله التغير المناخي".

وأقيمت هذه الفعاليات عشية قمة خاصة للأمم المتحدة حول المناخ الاثنين في نيويورك يشارك فيها عدّة رؤساء دول وحكومات، في مسعى إلى تعزيز الالتزامات الرامية إلى حصر الاحترار بـ 1.5 درجة أو درجتين مئويتين، مقارنة بالعصر ما قبل الصناعي.

وقد وضع المشاركون، ومن بينهم أطفال، ورودا في الموقع، لكن لم تنصب أي لوحة تذكارية، كما حصل إحياء لذكرى النهر الجليدي أوكجوكول في آيسلندا 18 آب/أغسطس.

وقال هاس "منذ العام 1850، اندثر حوالى 500 نهر جليدي في سويسرا".

وأوضح أن "بيتسول ليس الأول، لكنه أول نهر جليدي قيد الاندثار خضع لدراسات متعددة".

وهو قد خسر منذ العام 2006 80 إلى 90 % من كتلته، ولم يبق منه سوى 26 ألف متر مربع.

وانتهزت الجمعيات القيّمة على هذا الحدث، بينها "غرينبيس"، هذه المناسبة للتذكير بأن التغير المناخي يعرّض أيضا "سبل عيشنا للخطر" ويهدّد الحضارة البشرية برمتها.