جنرال متقاعد يكشف كيف قاومت المؤسسة العسكرية ضغوط النهضة
تونس - كشف مدير عام المخابرات العسكرية التونسي السابق ومستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي الجنرال كمال العكروت عن ضغوط تعرضت لها المؤسسة العسكرية فترة حكم حركة النهضة وحلفائها.
وقال العكروت في حوار لإذاعة " موزاييك" الخاصة الأحد انه طلب منه السماح للعسكريات بلبس الحجاب وبناء مساجد في الثكنات والمؤسسات التابعة للجيش الوطني إضافة إلى السماح بالعمل النقابي على غرار ما حصل في وزارة الداخلية.
وأكد كمال العكروت انه قاوم كل هذه الضغوط مشيرا في نفس للوقت أن المطالب لم تكن رسمية.
وأوضح ان سبب رفضه هو حماية المؤسسة العسكرية من محاولات اختراقها سياسيا إضافة لأسباب تقنية مشيرا بان الحجاب سيكون عائقا امام العسكريات للقيام بمهامهن على أكمل وجه.
وتابع " كما ان بناء مساجد في المؤسسات التابعة للجيش سيخلق بلبلة فمن سيكون الامام هل " الجندي ام الضابط" مشيرا بان " نزع وارتداء الحذاء العسكري وترك السلاح للصلاة سيعيق العمل العسكري".
وأشار العكروت أن هنالك عسكريات أردن ارتداء الحجاب فطلبت منهن التوقيع على وثيقة استقالتهن مع عدم المطالبة بتكاليف تكوينهن فرفضن وخيرن البقاء.
وأوضح المدير السابق للمخابرات العسكرية ان السماح بالحجاب سيفرض علينا كذلك بالسماح بمظاهر اخرى مقل لبس " القميص" او " الاقراط" وغيرها من الامور غير المقبولة للمهام العسكرية.
وتحدث العكروت كذلك عن ظروف إقالته من منصبه سنة 2013 في عهد الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي موضحا ان القرار ياتي بسبب تنقله الى جبل الشعانبي وطمانة الجنود بعد حصول عدد من الهجمات الارهابية.
وقال كمال العكروت " تحركت الى جبل الشعانبي وهو ما اثار قلقهم وانزعاجهم وقد التقيت بوزير الدفاع الذي أعلمني بأن المرزوقي قام بتغييري وينوي ارسالي لطرابلس في ليبيا".
وتابع "ذلك يذكرني في حادثة إرسال صدام لجينرال، حتى يعود في صندوق'" مشيرا بانه أصر على إرساله لابو ظبي فتم ذلك الى حين تولي الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي الرئاسة".
وردت القيادية في حركة النهضة يمينة الزغلامي على تلك التصريحات قائلة بانها غير صحيحة ومحاولة من قبل العكروت لخلف بطولات وهمية مشيرة لان الحركة لا تتدخل في لباس الناس وهي جزء من الحريات.
وبقيت المؤسسة العسكرية بعيدا عن التجاذبات السياسية في البلاد رغم محاولات اختراقها حيث شددت عدد من القوى السياسية على ضرورة حماية الجيش من الصراعات السياسية.
وليست هذه المرة الأولى التي توجه فيها انتقادات لحركة النهضة من قبل معارضيها في محاولة اختراق مؤسسات الدولة فيما ترفض الحركة الإسلامية هذه التهم مشيرة بانه لا دلائل واضحة عليها وأنها جزء من الصراع السياسي.
وتعرضت النهضة كذلك لتهم متعلقة بتشكيل جهاز سري لاختراق الدولة لكن الحركة تنفي ذلك نفيا قاطعا.
ويطالب التونسيون بالكشف عن الحقيقة و التطورات التي شهدتها البلاد خلال العشرية الماضية وتحديد مسؤولية كل طرف عن الوضع المأساوي الذي وصلت اليه البلاد.