جهود أممية لحث إيران على التهدئة في العراق

بلاسخارت تجري محادثات مع مسؤولين إيرانيين حول القضايا الإقليمية، في إطار الجهود المبذولة لدعم الاستقرار في العراق.
الجهود الاممية تاتي لفرض التهدئة قبل اجراء انتخابات مبكرة في العراق
ايران لم تترك التصعيد في العراق رغم تولي بايدن الرئاسة في الولايات المتحدة

طهران - بحثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس-بلاسخارت، مع مسؤولين في طهران سبل دعم إيران لاستقرار جاره العراق، بحسب البعثة الأممية الإثنين.
وقالت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، في بيان، إن بلاسخارت "زارت طهران يومي الأحد والإثنين، وعقدت محادثات مع مسؤولين إيرانيين حول القضايا الإقليمية، في إطار الجهود المبذولة لدعم الاستقرار في العراق".
وأضافت أن "الممثلة الخاصة كانت قد زارت عددا من دول المنطقة، بينها إيران، من قبل".
وتابعت "يونامي" أن "هذه الزيارات تأتي تعزيزا لتفويض بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2522 (لعام 2020)، والذي يتضمن تيسير الحوار والتعاون الإقليميين، بما في ذلك حول قضايا أمن الحدود والطاقة والتجارة والبيئة والمياه والبنية التحتية والصحة العامة واللاجئين".
والأحد، التقت بلاسخارت في طهران مع مستشار المرشد الإيراني، علي أكبر ولايتي.
وحسب موقع "ولايتي" الرسمي على الإنترنت، "بحث الجانبان التطورات الأخيرة في العراق، إلى جانب الانتخابات التي سيشهدها نهاية العام الجاري".
ومن المقرر أن تُجرى في العراق انتخابات برلمانية مبكرة في 10 أكتوبر/تشرين أول المقبل، بعد أن كانت مقررة في 6 يونيو/حزيران الماضي.
ودعا "ولايتي"، خلال اللقاء، إلى "ضرورة عدم تدخل أي دولة في شؤون العراق الداخلية"، مشددا على أن "الشعب والحكومة في العراق هم أصحاب القرار".
فيما شددت بلاسخارت على "أهمية أن يشهد العراق انتخابات حرة ونزيهة".
ورأت أن "وضع العراق أفضل مقارنة بالماضي، وله إمكانات كبيرة من النواحي الاقتصادية والتاريخية والثقافية".
لكن دعوة ايران بعدم التدخل في الشأن العراق يناقضه السلوك الايراني في دعم الميليشيات والمجموعات المسلحة التي تورطت خلال الفترة الماضية في استهداف القواعد الاميركية والبعثات الدبلوماسية.
وكانت واشنطن هددت مرارا طهران من مغبة الاستمرار في حث الجماعات المسلحة على استهداف قواتها في العراق مشيرة بانها ستتخذ كل الطرق لحماية جنودها.
كما اعلنت ايران مرارا بانها تنوي الانتقام بمقتل الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الذي اغتيال بغارة جوية قرب مطار بغداد السنة الماضية حيث وجه المسؤولون العسكريون والسياسيون الايرانيون تهديدات للجانب الاميركي الذي عمل على استنفار قواته في الخليج.
ورغم تولي جو بايدن الرئاسية في الولايات المتحدة الذي خير تخفيف الضغوط على الحكومة الايرانية خاصة فيما يتعلق بالملف النووي لا تزال ايران تمارس التصعيد العسكري في المنطقة.
والانتخابات العراقية المبكرة هي أحد مطالب احتجاجات شعبية، بدأت في أكتوبر 2019، وأجبرت الحكومة السابقة، برئاسة عادل عبد المهدي، على الاستقالة، وسط اتهامات للنخبة السياسية الحاكمة بالفساد والتبعية للخارج، وخاصة لإيران.
وترتبط طهران بعلاقات وثيقة مع النخبة السياسية الحاكمة في بغداد منذ عام 2003.
وعمدت الحكومة العراقية الشهر الماضي الى ارسال وفد الى ايران في محاولة لإقناع قادتها بابعاد الساحة العراقية عن الخلافات الاقليمية والدولية.
وكان المحتجون على الوضع القائم في العراق نظموا خلال الفترة الماضية مسيرات تندد بالتدخل الايراني في الشان العراقي وصلت الى حد قنصليات ايرانية في عدد من محافظات الجنوب.